تطلب "المنظمة الدولية لتخصيص وتنسيق أسماء ونطاقات وعناوين الإنترنت" أن تكون مستقلة عن وزارة التجارة الأميركية التي تتحكم بها، وذلك في خطوة على طريق تعزيز حوكمة الانترنت.
&
دبي: بين 5 و10 آذار (مارس) الجاري، انعقدت في مدينة مراكش المغربية أعمال الاجتماع الحكومي رفيع المستوي الثالث والاجتماع الخامس والخمسين لـ"المنظمة الدولية لتخصيص وتنسيق أسماء ونطاقات وعناوين الإنترنت" (ICANN55) بمشاركة أكثر من 2000 مختص في تقانة الانترنت من كل دول العالم، ليتشاوروا في مسائل حوكمة الانترنت.
&
طفرة نوعية هامة
&
وأكد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي في المغرب، أن دورة (ICANN55) المراكشية التي انعقدت أول مرة في بلد عربي وأفريقي أسفرت عن افتتاح أول مكتب للمنظمة في إفريقيا، وعن استكمال مقترح أعدّ له منذ عامين، سيرفع الى المسؤولين الأميركيين لجعل هذه المنظمة مؤسسة مستقلة، وهي التي تعتبر تابعة للحكومة الأميركية.
&
أضاف العلمي في أثناء المؤتمر: "إن هذه اللحظة التي نعيشها في مراكش تاريخية بالنسبة إلى الإنترنت في العالم، فهذا اللقاء اجتماع تمهيدي للتنسيق بين المسؤولين الأفريقيين ليكون أرضية حقيقية لبلورة أفكار ومقترحات قادرة على تثمين الامكانيات التي تتوفر عليها القارة الافريقية، فإفريقيا مدعوة الى مواكبة التطور الذي يعرفه مجال التكنولوجيا بشكل أكبر، حتى تستطيع هذه القارة ربح سنوات من التنمية بفضل هذه الطفرة النوعية الهامة التي يعرفها هذا الميدان".
&
كذلك أكد فادي شحادة، رئيس المنظمة الدولية لتخصيص وتنسيق أسماء ونطاقات وعناوين الإنترنت أن هذه الدورة ذات أهمية أكبر في تاريخ افريقيا، "وتضع المغرب على الخريطة الرقمية للعالم للسنوات المقبلة، فالمساهمة التامة ونوعية المشاركة المغربية في هذا الحدث مكن من تغيير طبيعة هذا الاجتماع ليصبح ملتقى دولي بإفريقيا، وانطلاقًا من مراكش، نقدم للمسؤولين الأميركيين مقترح تم اعداده من قبل الجميع لإبراز أن المنظمة مستعدة لتكون مستقلة ورهن إشارة كل بلدان العالم".
&
تخصيص موارد الشبكة
&
كان أهم الموضوعات التي تصدر لها المشاركون إحداث عدد من التغييرات الجوهرية في آلية عمل المنظمة، وفي تبعيتها الإدارية لبعض الدول. ويأتي فى مقدم هذه المباحثات الخلاص من السيطرة الأميركية على الموارد الرقمية، وهي سيطرة استمرت نحو عقدين من الزمان وما تزال، إذ تتحكم وزارة التجارة الأميركية بمفاصل المنظمة الدولية لتخصيص وتنسيق أسماء ونطاقات وعناوين الإنترنت (Internet Corporation for Assigned Names and Numbers).
&
بحث المجتمعون في صوغ اتفاق على نموذج لإدارة الإنترنت بأسلوب يتيح مزيدًا من الحرية، تكون متاحة لدول العالم جميعها لتتخذ القرارات المهمة لمستقبل الإنترنت، بعيدًا عن سلطة أي دولة، من منطلق واجب الانترنت كشبكة عالمية أن تدير مواردها بصورة مهنية من دون التأثر بالمواقف السياسية.&
&
إلى ذلك، ناقش المجتمعون سياسات تخصيص موارد الإنترنت: عناوين برتوكول الإنترنت (IP Addresses) وأسماء النطاقات (Domain Names)، وذلك في اجتماع هو الأول من نوعه في أفريقيا والعالم العربي الذي يمثل فرصة تواصل وتعزيز التشاور وتبادل وجهات النظر بين المسؤولين المعنيين، في خطوات حثيثة على طريق حوكمة الانترنت فى العالم، خصوصًا أنه ضم اجتماعات غير رسمية للمجلس الوطني للسجل العام (National Council On Public History)، ولمجموعتي المساهمين التجاريين (Commercial Stakeholder Group) والمساهمين غير التجاريين (Non-Commercial Stakeholder Group)، وهذا ما جعله اجتماعًا تاريخيًا واستراتيجيًا بالنسبة للمنظمة الدولية لتخصيص وتنسيق أسماء ونطاقات وعناوين الإنترنت، كما بالنسبة إلى القارة الإفريقية.&
&
وركزت المداخلات في أثناء المؤتمر على الدور المهم الذي يمكن أن تؤديه الإنترنت في التنمية الافريقية، وعلى الأهمية التي يكتسيها خلق شراكات استراتيجية للرقي بهذا المجال إلى المستوى المنشود بهذه المنطقة. كما دُعي المسؤولون عن المنظمة إلى إيجاد حلول مناسبة لتجاوز القيود التي تفرضها بعض البلدان الافريقية على الإنترنت.