ساعد كيه إم ياداف مئات القرويين الهنود في الحصول على امتيازات وحقوق من الحكومة. فيكاس باندي الصحفي في بي بي سي التقى بياداف في مكتبه في قرية "تشوبيبور" بولاية اوتار براديش الشمالية.

يستمع ياداف باهتمام لمجموعة من القرويين وهو يعد لهم الشاي الساخن في الكشك الخاص به.

وهذا الكشك لا يختلف كثيرا عن العديد من الأكشاك الأخرى المنتشرة في أنحاء البلدات والقرى الهندية، والتي تبنى من ثلاثة جدران من الطين وبها سقف من القش، ومساحتها تكاد تكفي لاستيعاب عشرة مقاعد وعدد قليل من المناضد للجلوس عليها.

لكن ما يميز هذا الكشك هو أن ياداف يستخدمه كمكتب مؤقت حيث يساعد هذا الناشط الهندي، معتمدا على قانون الحق في الحصول على المعلومات، سكان القرية في الوصول إلى معلومات حكومية مهمة يمكنهم الاستعانة بها للمطالبة بالحقوق والامتيازات.

حينما زرت ياداف، كان بعض الناس يلتفون حوله والعديد منهم بحوزتهم أوراق في حالة غضب واضح.

يتفحص ياداف أكواما من الوثائق ويدون الملاحظات ويقدم اقتراحات، ومن الواضح أن الكثير من هؤلاء يتطلعون إلى ياداف بحثا عن حلول لمشاكلهم.

 

 

 

 

"سلاح قوي"

ساعد قانون الحق في الحصول على المعلومات، والذي يطلق عليه أيضا "سلاح الضعفاء" في الهند، المواطنين منذ عام 2005 في مساءلة مسؤولي الحكومة.

وحظي هذا القانون بالإشادة لدوره في الكشف عن المخالفات والفساد في الإدارات الحكومية، لكن هناك قيود أيضا على هذا القانون.

وقال ياداف لبي بي سي: "الناس الذين لا يمكنهم القراءة والكتابة في القرى الهندية يجدون صعوبة في تقديم طلباتهم، وحتى الأشخاص المتعلمون لا يعرفون في أغلب الأحيان الإجراءات التي ينبغي اتباعها."

وأضاف: "ولذلك فإنني أساعدهم على رفع أصواتهم وذلك من خلال قانون الحق في الحصول على المعلومات، والمطالبة بالحقوق."

ويمثل كشك الشاي الذي يملكه ياداف المركز الرئيسي لنشاطه في القرية.

ويصف السكان المحليون في قرية "تشوبيبور" والمناطق المجاورة لها ياداف بأنه "جندي المعلومات" و"مهاتما غاندي العصر".

لكنه لا يتفق مع هذا الوصف، قائلا :"إنني فقط ناشط يحاول مساعدة هؤلاء القرويين في الحصول على معلومات مهمة تتعلق بمشاكلهم."

 

 

بدأ ياداف المشاركة في حملة التوعية بقانون "الحق في الحصول على المعلومات" في عام 2010 بعد أن استقال من وظيفته في مدينة "كانبور" المجاورة.

وأدرك سريعا أن سكان القرى الهندية هم الأكثر حاجة لهذا القانون.

استأجر ياداف في عام 2013 غرفة صغيرة في القرية، وبدأ استخدام كشك الشاي الذي يملكه كمكتب.

وتقدم ياداف بأكثر من 800 طلب للحصول على معلومات حكومية لصالح هؤلاء القرويين منذ أن بدأ نشاطه.

وتمثل المشاكل التي يواجهها سكان "تشوبيبور" نموذجا للمشاكل التي تواجهها أي قرية هندية، وأبرزها نزاعات الأراضي وأنظمة القروض والمعاشات وشق الطرق وتمويل المدارس المحلية.

يقول أحد سكان القرية ويدعى، راج باهدور، ساتشان إنه كان يحاول استعادة مزرعته من بعض أصحاب النفوذ الذين قال إنهم استحوذوا عليها بصورة غير قانونية.

وأوضح ساتشان، الذي يبلغ من العمر 55 عاما، في تصريح لبي بي سي إن هناك قرارا قضائيا صدر عام 1994 يؤكد أحقيته في الأرض، لكنه وبعد مرور عقدين من الزمن لا يزال يحاول استعادتها.

التقى ساتشان بالناشط الهندي ياداف العام الماضي، وقدم طلبات للحصول على المعلومات بموجب قانون حرية الحصول على المعلومات من أجل استلام نسخة من قرار المحكمة ومعلومات من إدارات حكومية أخرى.

وقال ياداف متحدثا عن ساتشان إن "قضيته تستغرق وقتا طويلا لأنها مرتبطة بعدد من الإدارات الحكومية، لكنه الآن على الأقل يمتلك جميع الأوراق التي يحتاجها للتقدم بالتماس جديد".

 

 

 

"إنه يعيش بيننا"

يناضل راميش تشاندرا غوبتا (70 عاما) منذ فترة ليحصل سكان القرية على حبوب أرخص ثمنا من متجر تديره الحكومة.

يقول غوبتا: "يبيع المشرف على المتجر الحبوب بسعر أعلى من السعر الحكومي، وقدمت التماسا بموجب قانون الحق في الحصول على المعلومات بمساعدة السيد ياداف للحصول على الأسعار الحقيقية، والتي كانت أرخص بـ20 في المئة على الأقل من الأسعار التي كان يفرضها مشرف المتجر."

وأضاف: "اضطر المسؤولون إلى اتخاذ إجراءات لأنه كان لدي المعلومات الصحيحة."

تقدم ياداف أيضا بالتماسات بنفسه في عدد من القضايا.

وقال: "قدمت شخصيا أكثر من 200 طلب تتعلق بالأموال الحكومية المخصصة للمدارس وتمويل بناء الطرق وتوفير مياه الشرب."

وأضاف: "في معظم الحالات استطعت أن أضغط على مسؤولي الحكومة لإنجاز العمل العام لأن المعلومات الصحيحة كانت بحوزتي".