نصر المجالي: على نحو لم يكن مفاجئاً، وفي خطوة كانت منتظرة، أعلن الأردن عن سحب سفيره من العاصمة الإيرانية طهران، في مؤشر إلى تدهور العلاقات بين البلدين بسبب ممارسات إيران وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية لدول الجوار الخليجي بصفة خاصة والدول العربية بصفة عامة.&
صرح وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني انه عندما تم الاعلان عن التوصل الى الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي ما بين دول مجموعة 5+ 1 وجمهورية إيران الاسلامية، عبرت الحكومة الاردنية في حينه عن مساندتها ودعمها للاتفاق، مدفوعة بالامل بأن يشكل هذا الاتفاق ايضًا مقدمة لتطوير وتعزيز العلاقات العربية- الإيرانية على اساس حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والعمل المشترك لتعزيز الامن الإقليمي وتحقيق الاستقرار في منطقتنا.&
يشار إلى أن بيانًا اردنيًا ـ سعوديًا مشتركًا صدر الأسبوع الماضي عن محادثات الملك عبد الله الثاني مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد رفضهما لسياسة التدخل التي تنتهجها إيران في المنطقة، والتي تشعل الفتن الطائفية وتنمي الإرهاب، وحذر البيان إيران من استمرار نهجها الحالي الذي يعمق النزاعات والصراعات في المنطقة ويستهدف استقرارها.&
مواقف إيرانية
وإلى ذلك، نوّه الوزير الأردني إلى أن الفترة التي اعقبت التوقيع على ذلك الإتفاق شهدت مواقف من قبل الحكومة الإيرانية لا تنسجم مع آمالنا الاوسع تلك، حيث صدر عنها أو عن مسؤولين فيها، خلال هذه الفترة جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، وعلى الاخص دول الخليج العربية، ومساساً بمبادىء حسن الجوار التي نتوخاها في تعاملاتنا مع الدول المجاورة للعالم العربي ولا نقبل بأقل منها من دول الجوار تلك في تعاملاتها معنا ومع قضايانا العربية، لانها تؤدي الى خلق الازمات وتعميق عدم الاستقرار في منطقتنا.&
سفارة وقنصلية المملكة
وأضاف المومني: عشية الاعتداءات السافرة التي طالت سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، عبرنا للحكومة الإيرانية عبر سفير إيران في عمان خلال استدعائه لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين حينها، عن احتجاجنا وإدانتنا الشديدة لتلك الاعتداءات التي تنتهك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وطالبناها بالتوقف الكامل عن التدخل في الشؤون العربية، واحترام سيادة الدول وبالاستجابة للمسعى العربي باقامة علاقات متوازنة ومتينة معها ترتكز&على مبادىء العلاقات الدولية والقانون الدولي ذات الصِّلة.&
لا استجابة&
وقال الناطق الرسمي الأردني: إلا أننا لم نلمس من الحكومة الإيرانية استجابة لهذه المطالبات ولمطالب مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في بياناتهما وقراراتهما الاخيرة، والعديد من الدول العربية والإسلامية الشقيقة، ولم تتجاوب إيران معها للآن، واستمرت في نهجها دون تغيير.&
وامام هذا الواقع، فلقد خلصت الحكومة الى ضرورة اجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات، اقتضت اتخاذ القرار باستدعاء السفير الاردني في طهران للتشاور، وقد اوعز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين للسفير في طهران (عبدالله ابو رمان) بالعودة الى العاصمة لهذه الغاية.&
وتجدد حكومة المملكة الاردنية الهاشمية تأكيدها على أنها، أسوة بالدول العربية الشقيقة، قد عملت وستستمر بالعمل، لجعل العلاقات مع جمهورية إيران الاسلامية، التي يربطنا بشعبها تاريخ مشترك طويل ومصالح وتحديات مشتركة، إيجابية وبناءة، وتأمل الحكومة الاردنية أن تقوم حكومة جمهورية إيران الاسلامية ايضًا بمد جسور الثقة والتواصل مع جوارها العربي، وتثبيتها على القواعد الراسخة لمبادىء حسن الجوار واحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن أي تدخل في شؤونها الداخلية.
التعليقات