هانوفر: اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما من مدينة هانوفر الالمانية الاثنين عزمه ارسال قوات اميركية اضافية الى سوريا دعما للفصائل المقاتلة المعارضة، مطالبا في الوقت نفسه باعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي يتعرض لانتهاكات متكررة.

ميدانيا، قتل ثمانية اشخاص على الاقل جراء تفجير سيارة مفخخة في محيط منطقة السيدة زينب جنوب دمشق الاثنين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الرئيس الاميركي الاثنين في خطاب القاه في هانوفر خلال قمة مصغرة جمعته مع كبار القادة الاوروبيين "في الوقت الراهن، تنظيم الدولة الاسلامية هو التهديد الاكثر خطورة لدولنا ولهذا السبب نحن متحدون في عزمنا على القضاء عليه".

واضاف "وافقت على نشر ما يصل الى 250 عسكريا اميركيا اضافيا بينهم قوات خاصة، في سوريا"، مؤكدا ان هؤلاء سيشاركون في "تدريب ومساعدة القوات المحلية" التي تقاتل الجهاديين.

وتابع ان "عددا محدودا من عناصر العمليات الاميركية البرية الخاصة موجود في سوريا، وكانت خبرتهم اساسية للسماح للقوات المحلية بطرد تنظيم الدولة الاسلامية من بعض المناطق الرئيسية".

ويرمي الدعم الاميركي الى تعزيز قدرات المعارضة في مواجهة الجهاديين، بينما تتمسك الولايات المتحدة بتمتين وقف اطلاق النار الذي ينص عليه اتفاق وقف الاعمال القتالية الروسي الاميركي المدعوم من الامم المتحدة.

ويحضر الملف السوري بين الملفات المطروحة على جدول اعمال القمة المصغرة التي تضم الى اوباما، كلا من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وايطاليا ماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

احياء الهدنة 

ودعا اوباما الاحد الى اعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي كانت واشنطن توصلت اليه مع موسكو برعاية الامم المتحدة وبدا تطبيقه في 27 شباط/فبراير في مناطق عدة، مستثنيا تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.

وتعرض وقف الاعمال القتالية في الاسبوعين الاخيرين لخروقات متكررة لا سيما في مدينة حلب ومحيطها في شمال سوريا، حيث قتل عشرات من المدنيين، معظمهم جراء القصف الجوي من قوات النظام.

وقال اوباما الاحد انه بحث هذه المسألة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مطلع الاسبوع الماضي، "في محاولة للتأكيد اننا سنكون قادرين" على اعادة احياء وقف اطلاق النار.

في موسكو، عبر متحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف الاثنين في مؤتمره الصحافي اليومي عن "القلق الكبير" الذي تشعر به بلاده ازاء "تدهور الوضع على الارض وتأثير ذلك على المفاوضات" الجارية في جنيف.

وشدد على ان روسيا "تبذل كل ما في وسعها من اجل المساهمة في دعم عملية التفاوض ودفعها الى الامام".

وحض متحدث باسم الاتحاد الاوروبي كلا من الولايات المتحدة وروسيا على "ممارسة نفوذهما الكامل لوقف الانتهاكات" التي تتعرض لها الهدنة.

في باريس، نددت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين بالهجمات التي يشنها النظام السوري على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، "ما اوقع عشرات الضحايا وخصوصا في حلب".

واكد المتحدث باسم الخارجية رومان نادال ان هذه الانتهاكات للهدنة وللقانون الانساني الدولي من شانها "تقويض عملية التفاوض وامكان (حصول) انتقال" سياسي.

وتابع "من الملح ان تتوقف انتهاكات الهدنة وان تستانف المفاوضات" بين المعارضة والنظام.

في جنيف، تتواصل الجولة الراهنة من المحادثات حول سوريا برعاية الامم المتحدة حتى الاربعاء، وفق ما اعلن الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الجمعة، على رغم تعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة مشاركتها احتجاجا على تدهور الوضعين الانساني والميداني في سوريا.

والتقى دي ميستورا الاثنين الوفد الحكومي السوري برئاسة مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الذي لم يصرح بعد الاجتماع.

تفجير جنوب دمشق

لكنه كان اشار قبل الاجتماع الى انه سيبحث مع دي ميستورا "التفجير الذى قام به الارهابيون قرب منطقة السيدة زينب اليوم"، في اشارة الى تفجير سيارة مفخخة جنوب دمشق صباح الاثنين، تسبب بمقتل ثمانية اشخاص على الاقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وراى الجعفري ان "التفجير الارهابي دليل على أن أولئك الذين كانوا يدعون أنهم يحاوروننا هنا بشكل دبلوماسي فى جنيف ثم قرروا الانسحاب ليسوا الا ارهابيين ورعاة للارهاب، هم ومشغلوهم"، في اشارة الى وفد المعارضة الذي يتهمه الجعفري بالتبعية للسعودية.

وافاد الاعلام الرسمي السوري من جهته عن مقتل سبعة اشخاص في التفجير.

ووقع التفجير على نقطة تفتيش امنية عند مدخل بلدة الذيابية، بالقرب من مبنى سكني قيد الانشاء واحدث حفرة في الرصيف المتصدع، وفق مراسل لوكالة فرانس برس.

وقال عنصر امني كان موجودا على الحاجز ان جهازا لكشف المتفجرات كان بحوزة عناصر الحاجز ارسل اشارات عن وجود مواد متفجرة في السيارة قبل انفجارها.

وتسبب التفجير بتحطم نوافذ فندق صغير ليس بعيدا عن موقع الحاجز يأوي نازحين من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام والمحاصرتين من فصائل معارضة.

وتضم بلدة الذيابية مقام السيدة زينب الذي يعد مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من اتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديدا من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق.

ويحاط المقام باجراءات امنية مشددة تمنع دخول السيارات اليه، الا ان المنطقة شهدت تفجيرات عدة كان اخرها في شباط/فبراير. وقد تبناها تنظيم "الدولة الاسلامية" واسفرت عن مقتل 134 شخصا بينهم على الاقل تسعون مدنيا، في حصيلة هي الاكثر دموية منذ اندلاع النزاع منتصف اذار/مارس 2011.