دعت الملكة رانيا العبدالله زوجة العاهل الأردني، إلى فتح ممرات قانونية في أوروبا لدخول اللاجئين، منتقدة الاتفاق المثير للجدل الذي ابرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا وقالت انه يهدد حياة اللاجئين.
&
واعربت الملكة رانيا خلال زيارة يوم الإثنين لمخيم للاجئين السوريين في جزيرة لسبوس في اليونان، عن القلق البالغ من احتمال سعي العديد من اللاجئين ابتداء من الان لسلوك طرق اكثر خطورة".
&
زدعت رانيا العبدالله لاستجابة عالمية جماعية للأزمة اللاجئين المتزايدة ذلك أن تأثيرها أكبر بكثير من قدرة أي بلد أو منطقة لوحدها لمواجهتها.&
&
وجاءت زيارة الملكة الأردنية تلبية لدعوة المنظمة الإنسانية للجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، ودعت الملكة في كلمة ألقتها بمخيم كارا تيبي في الجزيرة، المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم لوكالات الإغاثة الإنسانية التي تقدم العون للاجئين.
&
اتفاق تركيا ـ الاتحاد
&
وبموجب الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا الذي بدأ سريانه في 20 اذار (مارس)، فسيتم اعادة جميع طالبي اللجوء الذين ترفض طلباتهم الى تركيا.
&
وتعد جزيرة ليسبوس نقطة عبور فقط إلى أوروبا، وتلعب منظمات مثل لجنة الانقاذ الدولية دور فعال في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين خلال رحلتهم. وتقدم لجنة الانقاذ الرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم والدعم الاقتصادي في 40 بلدا حول العالم، بالاضافة الى برامج خاصة تركز على احتياجات النساء والأطفال&
&
وقالت رانيا العبدالله: "ندرك حجم التحدي الذي تشكله أزمة اللاجئين على أوروبا، هؤلاء ليسوا فقط أعدادا، إنهم أناس تركوا كل شيء، عوائلهم ووظائفهم، بحثا فقط عن الأمن".
&
وأضافت "دعونا نفكر في مثل هذه القصص التي سمعت اليوم من عدد من اللاجئين، أعتقد أنه من المستحيل استيعاب حجم المأساة إلا بالتحدث وجها لوجه مع هؤلاء اللاجئين، وبالنسبة لي أمر صعب للغاية أن أقرر أي قصة من بين القصص التي سمعت أكثر مأساوية".
&
معاناة&
&
وتابعت الملكة رانيا "هؤلاء الناس يمضون من معاناة نحو أخرى. وأؤكد مجددا أنه في حال أتيحت لهم فرصة العودة للديار سيعودون، حين سألتهم عما يرغبون فيه قالوا جميعا إنهم يريدون العودة لبيوتهم، ويريدون السلام والعدالة".
&
واضافت الملكة في كلمتها: "هذه أزمة من نطاق غير عادي وتتطلب استجابة استثنائية ". وقالت نحن بحاجة إلى حل جماعي وفعال لمواجهة أزمة اللاجئين، حل يتمثل في مقاسمة الأعباء وليس تحويلها على الآخرين.
&
ونوهت على أن مسؤولية أزمة اللاجئين لا يمكن أن تحددها الجغرافيا ولا يمكن احتواؤها في أوروبا أو الشرق الأوسط. وقالت اللاجئون ليسوا أرقام ولكنهم اشخاص لهم قصصهم ومعاناتهم وخاطروا بحياتهم للوصول الى هنا.
&
واضافت علينا التفكير بطريقة إنسانية لدى مواجهة أزمة اللاجئين، لأن هذه الأزمة تتعلق بأرواح أشخاص حقيقيين وبكرامتهم وليس بالحدود الجغرافية.
&
بدائل قانونية
&
واكدت رانيا العبدالله على الحاجة الملحة لإيجاد بدائل قانونية وآمنة للاجئين الذين فروا من البلدان التي دمرتها الحرب، ويكافحون من أجل طلب اللجوء.&
&
وقالت "نحن بحاجة إلى إيجاد بدائل قانونية ومسارات فعالة إلى بر الأمان، ويجب على العالم أن يعمل أيضا على إيجاد حلول مستدامة طويلة المدى للأزمة."&
&
وأضافت الملكة الأردنية: يجب زيادة الدعم المقدم من المانحين للمنظمات الإنسانية مثل لجنة الإنقاذ الدولية وغيرها حيث أصبحت هذه المنظمات شريان الحياة الوحيد للاجئين في وقت انخفضت فيه فرص اللجوء.&
ووجهت الملكة رانيا الشكر إلى الحكومة والشعب اليوناني، الذين أظهروا "التعاطف والتكافل تجاه اللاجئين" على الرغم من المصاعب الاقتصادية التي يواجهونها. ورافقها في الزيارة عمدة جزيرة ليسبوس سبيروس جالينيوس والمدير الاقليمي للجنة الانقاذ الدولية بانوس نفروزدس.