بعد مضي 40 يومًا من حادث تقبيل قائد حماية المنطقة الخضراء في وسط بغداد، الفريق الركن محمد رضا الحيدري، ليد زعيم التيار الشيعي مقتدى الصدر لدى دخوله المنطقة، وبعد أربعة أيام من اختراق متظاهرين غاضبين للمنطقة، واقتحامهم مبنى البرلمان، فقد أصدر العبادي أمرًا بإعفائه من منصبه.
بغداد: أصدر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي أمرًا ديوانيًا بإعفاء قائد فرقة القوات الخاصة المكلفة حماية المنطقة الخضراء الفريق الركن محمد رضا الحيدري، وعيّن بدلًا منه اللواء الركن كريم عبود التميمي.
وظهرت صورة الفريق الركن الحيدري بشكل واسع في الإعلام المحلي والدولي منحنيًا برتبه العسكرية الرفيعة، وهو يقبّل يد زعيم التيار الشيعي مقتدى الصدر، لدى دخوله إلى المنطقة الخضراء في 27 آذار (مارس) الماضي معتصمًا احتجاجًا على عدم إجراء التغيير الوزاري الموعود، ما أثار استغرابًا وغضبًا من تصرف قائد عسكري رفيع بهذه الطريقة المهينة، وهو الذي يقود قوات مكلفة حماية المنطقة الخضراء المهمة في وسط العاصمة، والتي تضم الإدارات العليا للدولة، وبينها الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان وبعض الوزارات السيادية، إضافة إلى السفارات الأجنبية، وبينها الأميركية والبريطانية والفرنسية.
وقد أشارت مصادر عراقية في وقتها إلى أن العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، والأخرى المكلفة حماية الخضراء، قد اكتفى حينها بتوبيخ الفريق الحيدري شفهيًا على تصرفه بتقبيل يد الصدر من دون إقصائه من منصبه لعدم إغضاب الصدر، لكن هذا الضابط الرفيع برر تصرفه بأنه قد ارتبك، وهو يرى الصدر أمامه فجأة، فتصرف بهذا الشكل، الذي أثار انتقادات واسعة.
ثم جاء اقتحام المتظاهرين المحتجين على عدم تنفيذ الإصلاحات واستكمال التعديل الوزاري السبت الماضي، المنطقة الخضراء ومقر مجلس النواب، والانتقادات الحادة التي وجّهها العديد من القوى السياسية للقوة المكلفة حماية المنطقة الخضراء بالمسؤولية عمّا حدث ليعجّل في قرار العبادي بإعفاء الفريق الحيدري.
بالترافق مع ذلك، فقد أشارت مصادر عراقية إلى صدور أوامر بتجميد قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري والكثير من الضباط، لكونهم لم يحموا المنطقة الخضراء والبرلمان، وحالوا دون اقتحام المتظاهرين لهما.. موضحة أن جميع الضباط في الخضراء لم ينفذوا خلال الأيام القليلة الماضية أوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي بصورة متناهية إنما كانوا ينفذون جزءًا منها.
إزاء إخفاء القوات المكلفة حماية المنطقة الخضراء، فإن مداولات تجري في بغداد حاليًا لتغيير القوة المكلفة بهذه المهمة الخطيرة وإناطة مسؤوليتها بقوات البيشمركة الكردية لتأمين حماية المنطقة، في وقت تتجه الأزمة السياسية العراقية إلى منحنى خطير.
ويسعى الصدر إلى إنهاء هذه الحقبة، عبر الدعوة إلى تظاهرات واعتصامات، بهدف إبعاد الأحزاب الكبيرة من الحكم، واستبدالها بالتكنوقراط المستقلين.. كما يطالب بفتح ملفات الفساد المالي في العراق، بعدما تمكن العديد من المسؤولين المتهمين بالفساد من مغادرة البلاد من دون محاسبة. ويحظى الصدر بتأييد شعبي واسع، وخصوصًا بين الطبقات الفقيرة، التي تشكل الغالبية بين المتظاهرين المطالبين بالإصلاح، حيث ساهمت الحركة الاحتجاجية التي يقودها منذ أسابيع في تنامي هذه الشعبية.
التعليقات