حصلت "إيلاف" على معلومات حصرية، تفيد بأن وكالة رويترز للأنباء عينت مديراً جديداً لمكتبها في القاهرة، خلفاً لمايكل جورجي، الذي تقدمت وزارة الداخلية المصرية ضده ببلاغ إلى النائب العام، تتهمه فيه بنشر أخبار كاذبة، في ما يتعلق باحتجاز الشرطة للطالب الإيطالي جوليو ريجيني قبل مقتله بيوم واحد.

القاهرة: في انفراد جديد بشأن الأزمة بين وزارة الداخلية المصرية ووكالة رويترز الدولية للأنباء، علمت "إيلاف" أن الوكالة الدولية عينت بشكل موقت مديراً جديداً لمكتب القاهرة، يدعى "أولف ليسينج"، وكان يعمل مديراً لمكتب الوكالة في نيجيريا. وسيعمل "ليسينج" إلى حين تعيين مدير آخر للمكتب.

وقال مصدر مسؤول في&الوكالة لـ"إيلاف" إن ما حصل يسمى في الوكالة "عملية تحريك طبيعية"، مشيراً إلى أن مدير المكتب السابق مايكل جورجي طلب من الوكالة نقله إلى مكتب سويسرا، بعدما أثارت التقارير التي نشرها بشأن تورط الشرطة المصرية في تعذيب وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الكثير من الجدل في مصر، كما أنها أثارت غضب السلطات الأمنية بشدة.

وأشار المصدر إلى أن الوكالة ما زالت متمسكة بصحة ودقة التقارير التي نشرتها، ودافعت عنها رسمياً في بيان لها، نشرته الصحف الغربية.

تقارير صادق

وحول ما إذا كان البلاغ الذي تقدمت به وزارة الداخلية المصرية ضد "جورجي"، وراء "هروبه" الى الخارج، قال المصدر، إن "جورجي" لم يهرب الى الخارج، حسب ما روجت وسائل الإعلام المصرية، مضيفاً أن الوكالة لم تتلق أية إفادات رسمية من النائب العام المصري أو أية جهة قضائية تطلبه للتحقيق.

وذكر أن "جورجي" انتهت فترة عمله في القاهرة، وطلب عدم التجديد له، والانتقال إلى مكتب آخر، وتحديداً مكتب الوكالة في سويسرا.

وذكر المصدر أن "ليسينج" سبق أن عمل في مصر أكثر من مرة، مشيراً إلى أنه أثناء الأزمات أو الأحداث المهمة مثل انتفاضة يناير التي أسقطت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، أو أحداث يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان، يحضر العديد من الصحافيين لمتابعة تلك الأحداث، وشارك المدير الجديد في تغطيات من هذا النوع.

وقال إن السلطات المصرية تعلم جيداً صدق التقارير التي بثتها "رويترز"، لا سيما أن الوكالة تحصل على المعلومات من ثلاثة ضباط في&جهاز المخابرات المصري، وليست مصادر عادية، منوهاً بأن المكتب الرئيسي للوكالة كان يتولى مراجعة جميع التقارير التي بثتها الوكالة من مكتبها في&القاهرة بشأن قضية "ريجيني".

وأشار إلى أن الوكالة لن تتوقف عن متابعة قضية "ريجيني"، لافتاً إلى أن المصادر ستتعاون مع المدير الجديد في تلك القضية، وقال إن المصادر في مصر تحب التعامل مع الوكالة، لأنها تتمتع بالمصداقية.

وقال إن الدليل على ذلك أن مصادر في البنك المركزي سربت للوكالة التغييرات الأخيرة في سعر الصرف قبل حدوثه بفترة كبيرة، موضحاً أن سعر الدولار الرسمي وقتها 7.73 جنيهات، بينما رفعت الحكومة السعر في الموازنة الجديدة إلى 8.25 جنيهات، وهو ما تحقق في ما بعد، ورفع البنك المركز سعر الدولار إلى 8.88 جنيهات.

غضب السلطات

وبثت وكالة "رويترز" تقريراً بتاريخ 21 أبريل الماضي، قالت فيه إن الشرطة احتجزت الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في جهاز الأمن الوطني قبل اختفائه ثم العثور عليه لاحقاً مقتولاً وتظهر على جثمانه آثار تعذيب وحشي.

وأثار التقرير غضب السلطات المصرية، واتهمت مدير المكتب "مايكل جورجي" بنشر أخبار كاذبة، وتقدم ضابط شرطة ضده ببلاغ إلى النائب العام.

ووصل وفد إيطالي إلى القاهرة، منذ يومين، ويضم الوفد مسؤولين أمنيين وقضائيين، للمشاركة في التحقيقات في قضية "ريجيني"، وتستغرق زيارة الوفد عدة أيام.

واختفى الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في حي الدقي في&القاهرة يوم 25 يناير الماضي، بالتزامن مع حلول ذكرى ثورة يناير التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وعثر على جثمانه في الثالث من شهر فبراير الماضي، على طريق سريع في&أطراف القاهرة، وتظهر عليه آثار التعذيب.

وتقول تقارير إعلامية غربية ومصرية إن الشرطة المصرية اعتقلت "ريجيني" وتعرض للتعذيب والقتل، وهو ما تنفيه وزارة الداخلية، وقالت إنها قتلت خمسة أفراد كوّنوا عصابة لسرقة الأجانب، وأن قوات الأمن عثرت مع أحد أفرادها على جواز سفر وحقيبة "ريجيني"، غير أن تلك الرواية لا ترقى إلى التصديق لدى السلطات الإيطالية.
&