فيما دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي البرلمان إلى الانعقاد مؤكدا توفير حمايته فقد أشار إلى سيطرة تنظيم داعش على الاراضي العراقية انحسرت من 40 بالمائة عام 2014 إلى 14 % حاليًا مطالبًا مجلس النواب بالانعقاد ومؤكدًا أنّ مشروع الاصلاح مشروع طويل الامد يتضمن رؤية استراتيجية مستقبلية لمعالجة الاختلال في البنية الاقتصادية والمالية والسياسية والادارية للدولة.

إيلاف من لندن: قال سعد الحديثي الناطق الرسمي باسم العبادي في ايجاز صحافي الاربعاء وتابعته "إيلاف" ان الحكومة تولي حسم الحرب الوجودية ضد داعش اولوية قصوى وان الجهد الحكومي منصب على الاستمرار بتحقيق الانتصارات إلى أن&يتحقق القضاء النهائي على عصابات داعش الارهابية رغم الازمة المالية.&

وأعلن أن داعش قد انحسر تواجدها في المدن والمحافظات العراقية فبعد ان كانت تحتل 40% من ارض العراق لم يتبق لها الان سوى 14% من الاراضي التي دنستها منذ دخولها اليها عام 2014.&

وشدد على أن الجهد الحكومي متواصل لتوفير مستلزمات النصر في هذه الحرب من تسليح وتدريب وكسب المزيد من الدعم الدولي والاقليمي والمضي بعملية اعادة النازحين وتأهيل المدن المحررة وتحقيق الاستقرار فيها.

وقد استطاعت القوات العراقية خلال اليومين الماضيين من استعادة سيطرتها على قرى وبلدات عادة في محافظات الموصل وكركوك والانبار وهي تستعد حاليا لاستعادة الفلوجة التي يحتلها داعش منذ اوائل عام 2014.

التفجيرات الإرهابية

وأضاف الناطق الإعلامي أن التفجيرات الإرهابية "وآخرها الاعتداء الجبان الذي استهدف المدنيين في سوق شعبية في&مدينة الصدر لن يثني قواتنا عن استكمال مهمة التحرير وهزيمة داعش ، وان الاجهزة الامنية تستنفر اقصى جهودها لحماية المدن والمواطنين من الارهاب".

وفي وقت سابق اليوم ضربت ثلاثة تفجيرات اخرى مناطق متفرقة من العاصمة احدها في مدينة الكاظمية الشيعية في&ضواحي بغداد الشمالية. وأعلن مصدر أمني سقوط 56 قتيلا وجريحًا كحصيلة اولية في تفجيرين انتحاريين شمالي وغربي العاصمة بغداد اليوم.&

وأوضح أن تفجيرًا إنتحاريًا بحزام ناسف في ساحة عدن شمالي بغداد ، اسفر عن سقوط 12 قتيلا و25 جريحا. واضاف ان تفجيرا انتحاريا اخر في شارع الربيع في&حي الجامعة غربي بغداد اسفر عن سقوط 4 قتلى و15 جريحا في حصيلة اولية.

وصباح اليوم أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 64 شخصا في تفجير سيارة مفخخة استهدف سوقا شعبية في مدينة الصدر شرق بغداد تبنى مسؤوليته تنظيم الدولة الاسلامية داعش وبين القتلى 12 امرأة وتسعة اطفال.

وأكد مصدر طبي حصيلة الضحايا ونقل أغلبهم إلى مستشفيي الامام علي والصدر العام في مدينة الصدر فيما أعلن تنظيم دولة داعش مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم قائلا "تمكن الاستشهادي ابو&علي الانباري من الوصول إلى تجمع كبير للحشد الرافضي في مدينة الصدر الرافضية وفجر سيارته المفخخة وسط جموعهم".

وأدى الانفجار إلى احتراق عدد من المحال التجارية القريبة من المكان حيث تناثرت ملابس اختلطت بدماء الضحايا وتعالت صرخات غضب اطلقها مئات من الاهالي. وتعد مدينة الصدر من ابرز مناطق تواجد التيارات الشيعية التي يشارك مقاتلون منها في هيئة الحشد الشعبي في القتال إلى جانب القوات الامنية العراقية ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

مشروع الاصلاح طويل

وأشار الحديثي إلى أنّ مشروع الاصلاح مشروع طويل الامد يتضمن رؤية استراتيجية لم تنطلق من رغبة آنية بل من رؤية مستقبلية لمعالجة الاختلال في البنية الاقتصادية والمالية والسياسية والادارية للدولة.. وقد "ابتداناه ولن نتوقف حتى يحقق كامل اهدافه، ولن تثنينا الحملات المضادة و المضللة التي وجهت اليه من اجل افراغه من محتواه او ايهام الراي العام بأن بعض خطواته لم تتحقق".

ودعا وسائل الاعلام والرأي العام إلى الرجوع لحزم الاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء وتدقيق ما تحقق منها في محاورها السياسية والمالية والادارية والاقتصادية والعسكرية.. موضحا ان التغيير الوزاري هو جزء من عملية الاصلاح الشامل.

واضاف انه في سياق البرنامج الاصلاحي قامت الحكومة بالعديد من الاجراءات لضغط النفقات ووقف الهدر من اجل الاستخدام الامثل للموارد المالية لضمان تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية، وتوفير المتطلبات العسكرية والامنية وتنشيط عجلة الاقتصاد.&

دعوة مجلس النواب للانعقاد

وأشار الناطق الاعلامي العراقي إلى أنّ تواصل عمل الحكومة واستمرار اجتماعات مجلس الوزراء يأتي للقيام بالواجبات الدستورية ووفقا للنصوص القانونية المنصوص عليها في النظام الداخلي لمجلس الوزراء، من اجل تأدية المهام المناطة بالمجلس على المستوى الامني والخدمي والاقتصادي.&

ودعا مجلس النواب للعودة إلى ممارسة عمله واداء مهامه في ظل الظروف التي يمر بها العراق في هذه المرحلة. واكد ان حماية مبنى مجلس النواب هي من مسؤولية المجلس نفسه وان فوج حماية المجلس هو فوج مستقل يرتبط بهيئة رئاسة المجلس وليس بالحكومة كما ان طلب تغيير قوة حماية المجلس جاء من رئيس مجلس النواب.&

وكانت مصادر إعلامية اوضحت ان السلطات قامت بتغيير فوج حماية البرلمان التابع إلى البيشمركة الكردية بآخر تابع لوزارة الدفاع اثر اقتحام الالاف من المتظاهرين المحتجين لمبنى البرلمان في 30 من الشهر الحالي.

وعلى طريق استئناف اعماله بعد 11 يومًا من اقتحام مقره فقد أعلنت رئاسة مجلس النواب العراقي استئناف عمل&موظفي المجلس اليوم الذين التحقوا باعمالهم وعقدت اللجان المختصة اجتماعاتها &من أجل تهيئة التشريعات اللازمة والضرورية بهدف إقرارها في وقت ما زال موعد انعقاد الجلسة العامة للبرلمان مجهولًا.

وقالت هيئة رئاسة المجلس إن موعد الجلسة العامة للبرلمان سيحدد بعد الانتهاء من الاستعدادات التقنية والفنية الخاصة بالمبنى &وايجاد ظروف أمنية تسهل ذلك لكن مراقبين لايعتقدون بموعد قريب للانعقاد بسبب مقاطعة النواب الاكراد الستين وتعليق نواب التيار الصدري الثلاثين حضورهم الجلسات.

وما زاد من تعقيد اجتماع البرلمان اعلان كتلة تحالف القوى العراقية السنية عن مقاطعتها جلساته ايضا وتحميلها &العبادي مسؤولية حماية المؤسسة التنشريعية وحادثة اقتحام البرلمان.

يشار إلى أن الأزمة السياسية في العراق تفاقمت بعد أن أعلن العبادي قبل أشهر إنه سيشكل حكومة من المستقلين، غير أن الأحزاب النافذة وقفت في طريقه.&

وقبل نحو أسبوعين نجح العبادي في تمرير خمسة وزراء جدد من "التكنوقراط" في البرلمان لكن الخلافات بين السياسيين حالت دون عقد جلسة جديدة للبرلمان للتصويت على بقية المرشحين في 28 أبريل الماضي وهو ما دفع متظاهرين يطالبون بحكومة كفاءات بعيدة عن المحاصصة لاقتحام مبنى البرلمان في&المنطقة الخضراء.