&أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه سيستمر بإدارة معركة الإصلاح دون هوادة أو تراجع لتشمل روح الدولة ومؤسساتها رغم تحديات الوضع الإقتصادي الخانق وصراع الوجود الذي يخوضه العراق ضد الإرهاب، وقال إنه مصرّ على مواجهة جبهة الإصلاح مقابل جبهات المحاصصة والفساد والإرهاب.
&
لندن: خاطب العبادي الشعب العراقي مساء اليوم لمناسبة دخول قوات البيشمركة إلى مدينة سنجار الشمالية لانتزاعها من سيطرة تنظيم "داعش" قائلا "أتوجه إليكم في هذه اللحظات التاريخية، لحظات الإصلاح ومقارعة الإرهاب والانتصارات التي يحققها ابطالنا في جبهات القتال واستعادة هيبة الدولة، لأؤكد لكم: أننا انطلقنا بنهجنا الإصلاحي من قناعتنا الراسخة بأنَّ الإصلاح الشامل والجذري وعلى قاعدة الدولة الوطنية المدنية دولة المؤسسات هو السبيل المفضي للإستقرار والتنمية والإعمار وتحقيق العدالة واستعادة كيان الدولة الذي استباحته قوى الشر والإرهاب والفساد، تلك القوى التي مانعت وعرقلت مهام الإصلاح كونه يضرب بالصميم كيانها وامتيازاتها وبالأخص نظام المحاصصة وبنية الفساد اللذين ينخران جسد الدولة".

حزم جديدة للاصلاح
واشار العبادي في رسالته الى&العراقيين اطلعت "إيلاف" على نصها إلى أن حزم الإصلاح التي أطلقها والتي سيطلقها وعبر أوامر وقرارات وتوجيهات قد جاءت لتعالج الخلل في بنية الدولة بجوانبها السياسية والإقتصادية والمالية والإدارية والخدمية ومكافحة الفساد، وهي وإن لم تصل لطموحات أبناء الشعب إلاّ أنها حزم رائدة ومرسخة لمسار الإصلاح وفاتحة لعهد جديد في نمط التعاطي مع الدولة ومسؤولياتها. وشدد بالقول "سنستمر بإدارة معركة الإصلاح دونما هوادة أو تراجع لتشمل روح الدولة ومؤسساتها رغم تحديات الوضع الإقتصادي الخانق وصراع الوجود الذي نخوضه ضد الإرهاب. وإنني على يقين بنجاح مشروعنا الإصلاحي بمساندة الشعب الذي عبّر عن مطالبه بتظاهرات حضارية سلمية هي نموذج مشرق بتاريخ عراقنا والمنطقة بأسرها، وبدعم المرجعية الرشيدة التي حددت البوصلة وساندت وتساند معركتنا الإصلاحية، وبجميع الفاعليات السياسية والإعلامية والثقافية التي تشكّل معنا جبهة الإصلاح مقابل جبهات المحاصصة والفساد والإرهاب".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي قائلا "بعيدًا عن المزايدات السياسية والتوظيف الإنتهازي والتشكيك غير البناء، فانني أؤكد ان شهرين مضيا على حزم الإصلاح الذي ارفق لكم محاوره ادناه نجدد تأكيدنا على مواصلة هذا النهج مهما بلغت الصعوبات إدراكاً منا بأنَّ الإصلاح ضرورة وليس خياراً ولا يمكن كسب معركة الدولة ضد الفوضى والفساد والمحاصصة والإرهاب دون إجراء اصلاحلات جوهرية ببنية الدولة".
وقال في الختام "تحية لشعبنا الكريم، تحية لمرجعيتنا الرشيدة، تحية لأبطالنا من القوات المسلحة والأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة الذين يدافعون عن الأرض والعرض، ولعوائل الشهداء والجرحى تحية للمتظاهرين السلميين رواد العدالة ولمن يحميهم من الاجهزة الامنية... والنصر لعراقنا".&

العبادي يهاتف بارزاني مشيدا بانتصارات البيشمركة في سنجار
وفي وقت سابق اليوم قدم العبادي خلال اتصال هاتفي التهاني لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بتحقيق الانتصارات على تنظيم "داعش" اليوم في قضاء سنجار وأثنى على قوات البيشمركة وبسالتهم في تحرير سنجار.
ومن جهته قدم بارزاني شرحا لاهمية الانتصارات التي تحققت اليوم في ميادين القتال وسيطرة قوات البيشمركة على مناطق كثيرة كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" وأوضح مدى الخسائر التي لحقت بعناصره مؤكدا الاستمرار بهذه الانتصارات للقضاء نهائيا على هذا التنظيم في المنطقة.
وكان يان كوبيش الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق قد حذر في احاطة عن الاوضاع العراقية امام مجلس الامن الدولي في نيويورك من ان العبادي يواجه تحديات هائلة لتنفيذ اصلاحاته بسبب وجود خلافات واستقطاب سياسي بين القوى السياسية وشدد على ضرورة تصعيد جهود تحقيق المصالحة الوطنية لتعزيز النظام السياسي على أساس الحقوق المتساوية لجميع العراقيين ومواجهة الطائفية والارهاب.
&
وقال ان العبادي يواصل بنشاط الجهود المبذولة لتحقيق برنامج الحكومة وبرنامجه الاصلاحي بالرغم من تعقيدات الامن وتصاعد التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية. واكد ان العبادي يواجه تحديات هائلة لتنفيذ الإصلاح بسبب وجود خلافات واستقطاب سياسي بين القوى السياسية فهو يناضل منذ توليه منصبه &اواخر العام الماضي .
واوضح انه على الرغم من الآمال بأنه سيكون قادرا على نقل المصالحة الوطنية إلى الأمام وجعل مشاركة الطائفة السنية اوسع في العملية السياسية فقد تمت عرقلة جهوده من قبل عناصر داخل جميع المكونات العراقية، بسبب عدم الثقة والمصالح الخاصة. واشار إلى ان جهود العبادي لاصلاح مؤسسات الدولة العراقية هي خطوة أولى فعالة نحو حكم قائم على محاصصة طائفية اقل لكنه اشار إلى ان اثر الإصلاحات لم تحقق توقعات الشعب فهناك مواطنون ينتقدون بشكل متزايد رئيس الوزراء لبطء التنفيذ غير انه مع ذلك فإن غالبية العراقيين يعتقدون ان العبادي يشكل الأمل الأفضل بالنسبة لهم من أجل عالم أفضل أقل طائفية ومستقر ومزدهر . &
&
&يذكر ان العبادي وضمن حزم الاصلاحات التي اطلقها في التاسع من آب (اغسطس) الماضي قد الغى مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة، ومناصب نواب رئيس الحكومة الثلاثة، كما اعفى 123 وكيل وزارة ومديراً عامًا من مناصبهم واحالهم على التقاعد.. وايضا قرر تقليص عدد المناصب الوزارية إلى 22 بدلاً من 33 عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء واربع وزارات ودمج ثماني وزارات وجعلها اربعًا فقط. كما قام بتقليص مرتبات المسؤولين الكبار والغاء غالبية عناصر حماياتهم واعادتهم إلى القوات الامنية.
واتت هذه الخطوات الاصلاحية بعد اسابيع من التظاهرات في بغداد ومناطق عراقية عدة، طالب خلالها المحتجون بدعم من مرجعية السيستاني بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وانهاء تسييس القضاء وتوفير الخدمات لا سيما المياه والكهرباء .
&