أعلنت وزيرة الخارجية السويدية ان العراقيين في بلدها يشكلون نسبة 2 بالمائة من عدد السكان مؤكدة احترامها حقهم في اللجوء وكشفت عن وجود 200 سويدي يقاتلون مع داعش فيما أكد وزير الدفاع السويدي عدم رفض بلاده توسيع مساهمتها في العمليات العسكرية ضد داعش بينما أشار وزير الخارجية العراقي إلى عدم وجود أي عقبات أمام فتح السفارتين السعودية والقطرية في بغداد.

لندن: خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد عقده وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري مع وزيري السويد في الخارجية مارغوت والستروم والدفاع بيتر هلتكفست وتابعته "إيلاف"&فقد أشارت الوزيرة إلى أنّ العراقيين في بلادها يشكلون الآن نسبة 2 بالمائة من عدد السكان البالغ 10 ملايين نسمة مؤكدة احترام حقهم في اللجوء وقالت إن حكومتها تعمل معهم على تأمين مستقبلهم.

وأوضحت أن السويد استقبلت هذا العام مائة الف لاجئ عراقي وسوري وصومالي وارتيري ويتوقع ان يتضاعف هذا العدد العام المقبل ودعت بقية دول الاتحاد الاوروبي إلى مساعدة بلدها في استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين موضحة ان بينهم اعدادا كبيرة من الاطفال من دون ذويهم.

وخاطبت الوزيرة الجعفري قائلة "ان بلدكم يمر بظروف صعبة ونحن نقف معكم من أجل عملية سياسية شاملة غير طائفية وندعم التحالف الدولي بعملياته في العراق ضد تنظيم داعش".

وحول إجراءات منع بلدها لالتحاق شبانها بالمنظمات الارهابية أشارت الوزيرة إلى أنّ حكومتها وضعت قوانين لمنع هذه الحالات والتواصل مع منظمات المجتمع المدني من أجل ذلك مشددة على أن هذه المهمة من اولويات الحكومة التي وضعت قوانين تعاقب العائدين منهم إلى السويد لكنها أشارت إلى أنّ هناك 200 سويدي يقاتلون مع داعش.

ومن جانبه أشار وزير الدفاع السويدي إلى أنّ لبلاده 35 ضابطا في اقليم كردستان يتعاونون مع قوات البيشمركة لمواجهة الارهاب ويمكن ان يزداد هذا العدد إلى 120 عسكريا حيث ان البرلمان السويدي يناقش هذا الامر حاليا ومن المنتظر ان يوافق عليه. وحول عدم وجود قوات للسويد في مناطق أخرى من العراق أوضح الوزير أن هذا الأمر متعلق بالإمكانات المالية وبالمحادثات مع التحالف الدولي لمعرفة مدى الحاجة لذلك.

أما وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري فقد أشار إلى أنّ مباحثاته مع الوزيرين السويديين تناولت توسيع دعم بلدهما للعراق امنيا وانسانيا وخاصة في مجال رعاية النازحين العراقيين. وأكد عدم وجود أي عقبات امام فتح السفارتين السعودية والقطرية في بغداد مشيرا إلى أنّ جميع الاتصالات مع السعوديين تؤكد رغبتهم في بدء عمل سفارتهم في العراق في اسرع وقت.

أما قائد القوات البرية العراقية فقد أشار إلى أنّ السويد تدعم العراق عسكريا من خلال عضويتها في التحالف الدولي موضحا ان العراق طلب توسيع هذا الدعم.. وقال إن المظلة الجوية التي يهيئها طيران التحالف الدولي لقوات بلاده قد مكنتها من تحقيق انتصارات ضد تنظيم "داعش" وتحولها من الدفاع امامه إلى الهجوم ضده.

الوزيران بحثا دعم السويد للعراق

وأكدت السويد للعراق عزمها على توسيع دعمها له عسكريا وسياسيا في مواجهة الارهاب وانسانيا في رعاية النازحين واغاثتهم وعودتهم إلى ديارهم والمساهمة في اعادة اعمار البلاد.

وأكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم& خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وزيري السويد في الخارجية مارغوت والستروم والدفاع بيتر هلتكفست رغبة بلاده في تطوير العلاقات مع مملكة السويد وضرورة توسيعها في جميع الميادين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وبحث الجانبان موضوع الاصلاح السياسي والمصالحة الوطنية في العراق حيت شدد معصوم على الترابط بين الموضوعين.. مشيراً إلى التوافق بين الرئاسات الثلاث في إطار العمل من أجل تحقيق المصالحة المنشودة بصيغتها المجتمعية لتكون الأساس في ترسيخ السلم الأهلي وتحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد. وأكد ضرورة مساهمة المجتمع الدولي في اعادة اعمار العراق داعيا مملكة السويد إلى المشاركة في مؤتمر سيعقد في بغداد بداية العام المقبل.

بدورها أكدت وزيرة الخارجية والستروم دعم السويد للعراق وتأييدها له في مواجهة تنظيم داعش الارهابي وتصميم بلادها على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى أعلى المستويات فضلا عن استعداد السويد للمضي قدماً في توسيع الدعم السياسي والعسكري والانساني خاصة في ما يتعلق باغاثة النازحين والمساهمة في عودتهم إلى ديارهم.

وأشارت إلى دعم السويد والاتحاد الأوروبي لسعي العراق إلى تحقيق الوحدة الوطنية في العراق كما نقل عنها بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف". وفي وقت سابق الاثنين وصل وزيرا الدفاع والخارجية السويديان لإجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين حول ارسال جنود سويديين إلى العراق للمساعدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اضافة إلى اوضاع اللاجئين العراقيين في السويد.

وفي السويد، يعيش حاليا حوالى مائتي الف عراقي بين مجنس ومقيم دائم تحاول حكومتها ارجاع اعداد منهم&قسريا إلى العراق الذي يرفض ذلك بشدة. وتشكو السويد ضخامة الاعباء التي يشكلها وجود عدد كبير من اللاجئين الاجانب على اراضيها حتى ان وزير الهجرة السويدي قال في هذا الصدد "إن مدينة سودرتاليا وحدها استقبلت لاجئين عراقيين أكثر مما استقبلته الولايات المتحدة الأميركية".

ويبلغ عدد العراقيين الحاملي الجنسية السويدية من مجموع عددهم في هذا البلد حوالى 10 بالمائة فيما تؤكد السويد انه لا تجري عمليات الإبعاد للاجئين إلا بعد أن يجتاز طالب اللجوء فرصًا عدة لتقويم طلبه .. فعند حصوله على رفض أولي يحول طلبه إلى المحكمة وعندما يحصل على رفض لثلاث مرات متتالية يحول ملفه إلى الشرطة لتقوم بتنفيذ ترحيله من البلاد.

وتسعى السويد إلى مراجعة لقضايا اللاجئين العراقيين في السويد بعد تصاعد أعمال العنف في بلدهم وقالت مصلحة الهجرة السويدية العام الماضي انها ستقيّم الوضع العراقي على انه صراع مسلح من عدمه من الناحية القانونية فيما عبرت المصلحة عن "قلقها إزاء التطورات في العراق وسيطرة مسلحي "داعش" على مناطق واسعة من البلاد وعدم قدرة السلطات على حماية مواطنيها.