أكدت السويد للعراق عزمها على توسيع دعمها له عسكريًا وسياسيًا في مواجهة الإرهاب وإنسانيًا في رعاية النازحين واغاثتهم وعودتهم إلى ديارهم والمساهمة في إعادة إعمار البلاد.
لندن: أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم، خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وزيري السويد في الخارجية مارغوت والستروم والدفاع بيتر هلتكفست، رغبة بلاده في تطوير العلاقات مع مملكة السويد وضرورة توسيعها في جميع الميادين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين .
وبحث الجانبان موضوع الاصلاح السياسي والمصالحة الوطنية في العراق، حيث شدد معصوم على الترابط بين الموضوعين.. مشيراً إلى التوافق بين الرئاسات الثلاث في إطار العمل من أجل تحقيق المصالحة المنشودة بصيغتها المجتمعية، لتكون الأساس في ترسيخ السلم الأهلي وتحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد. وأكد ضرورة مساهمة المجتمع الدولي في اعادة اعمار العراق داعيًا مملكة السويد إلى المشاركة في مؤتمر سيعقد في بغداد بداية العام المقبل.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية والستروم دعم السويد للعراق وتأييدها له في مواجهة تنظيم داعش الارهابي وتصميم بلادها على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى أعلى المستويات فضلاً عن استعداد السويد للمضي قدماً في توسيع الدعم السياسي والعسكري والانساني&خاصة في ما يتعلق باغاثة النازحين والمساهمة في عودتهم إلى ديارهم.
واشارت إلى دعم السويد والاتحاد الأوروبي لسعي العراق إلى تحقيق الوحدة الوطنية في العراق، كما نقل عنها بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".
وفي وقت سابق الاثنين، وصل وزيرا الدفاع والخارجية السويديان لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين حول ارسال جنود سويديين إلى العراق للمساعدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اضافة إلى اوضاع اللاجئين العراقيين في السويد.
وسيجتمع الوزيران في وقت لاحق اليوم مع نظيريهما العراقيين، وزير الخارجية ابراهيم الجعفري والدفاع خالد العبيدي، اضافة إلى اجراء مباحثات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي تتناول تطوير المساهمة السويدية العسكرية في دعم العراق بمواجهة "داعش" واوضاع اللاجئين العراقيين في السويد ومحاولات ابعاد اعداد منهم قسريًا.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، قالت الحكومة السويدية إنها سترسل 35 جندياً إلى العراق لدعم العمليات ضدّ مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" بناء على طلب من الحكومة العراقية في اشارة إلى انّضمامها إلى التحالف الدولي ضد التنظيم الذي يضم حوالي 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة.
واشارت وزيرة الخارجية فالستروم ووزير الدفاع هولكفيست في مقال موقع باسميهما نشرته صحيفة داجنز نيهتر إلى أنّ "التعاون ضد الإرهاب هو أساس النجاح وستواصل السويد دعم هذه الجهود المشتركة". وقال الوزيران أيضا إنه إذا تدهور الوضع في العراق فإن الفريق العسكري السويدي هناك قد يزيد ليصل إلى 120 جندياً.
وعقب ذلك، قرر البرلمان السويدي ارسال قوة عسكرية تتألف كحد اعلى من 120 شخصاً إلى اقليم كردستان الشمالي لغرض تدريب القوات العراقية حيث حصل القرار&على تأييد غالبية واسعة من اعضاء البرلمان،&وكدفعة اولى يتم ارسال 35 شخصاً لتدريب قوات البيشمركة في كردستان في المقام الاول لكن يمكن توسيع الدعم&ليشمل قوات اخرى اذا ما ارادت الحكومة العراقية.
ومن المنتظر ان تتناول مباحثات الوزيرين السويديين في بغداد ايضا اوضاع اللاجئين العراقيين في السويد الذين يقارب عددهم المائتي الف لاجئ وموجة اللجوء الجديدة التي شهدتها البلاد مؤخرًا وتدفق عراقيين مهاجرين جدد اليه.
ففي السويد يعيش حاليا حوالي مائتي الف عراقي بين مجنس ومقيم دائم تحاول حكومتها ارجاع اعداد منهم قسرياً إلى العراق الذي يرفض ذلك بشدة. وتشكو السويد ضخامة الاعباء التي يشكلها وجود عدد كبير من اللاجئين الاجانب على اراضيها حتى ان وزير الهجرة السويدي قال في هذا الصدد "إن مدينة سودرتاليا وحدها استقبلت لاجئين عراقيين أكثر مما استقبلته الولايات المتحدة الأميركية".
ويبلغ عدد العراقيين الحاملي الجنسية السويدية من مجموع عددهم في هذا البلد حوالي 10 بالمائة، فيما تؤكد السويد انه لا تجري عمليات الإبعاد للاجئين إلا بعد أن يجتاز طالب اللجوء فرصًا عدة لتقويم طلبه.. فعند حصوله على رفض أولي يحول طلبه إلى المحكمة وعندما يحصل على رفض لثلاث مرات متتالية يحول ملفه إلى الشرطة لتقوم بتنفيذ ترحيله من البلاد.
وتسعى السويد إلى مراجعة قضايا اللاجئين العراقيين في السويد بعد تصاعد أعمال العنف في بلدهم، وقالت مصلحة الهجرة السويدية العام الماضي انها ستقيّم الوضع العراقي على انه صراع مسلح من عدمه من الناحية القانونية، فيما عبرت المصلحة عن "قلقها إزاء التطورات في العراق وسيطرة مسلحي "داعش" على مناطق واسعة من البلاد وعدم قدرة السلطات على حماية مواطنيها.
التعليقات