أربكت تقارير عن وفاة وزير الخارجية رئيس مجلس الحكم العراقي سابقا عدنان الباجة جي الأوساط السياسية والرسمية العراقية بين تأكيد رحيله ونعيه ثم نفي ذلك إلى أنّ ظهر اليوم ليضع حدًا لهذا الارتباك مؤكدًا بنفسه أنه حي يرزق وبصحة جيدة.&&
لندن: بعد ساعات من نقل وسائل إعلام عراقية محلية تصريحات الليلة الماضية لمقربين من عائلة الباجة جي المولود في بغداد عام 1923 وزير الخارجية ومندوب العراق الدائم في الامم المتحدة ورئيس مجلس الحكم بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 سابقا عادت مصادر في عائلته لتنفي خبر الوفاة اليوم الاربعاء فيما ظهر هو شخصيا على شاشات التلفزيون ليؤكد انه حي يرزق.
الباجة جي يوضح "الخطأ"
وظهر الباجة جي في تصريح متلفز ليؤكد أن الانباء التي تتداولها وسائل إعلام عراقية عن وفاته عارية عن الصحة مؤكدا أنه ما زال على قيد الحياة وهو يقيم في مدينة أبو ظبي. ودعا وسائل الإعلام إلى التحلي بالمهنية قبل نشرها لمثل هذه الاخبار.&&
وفي بيان على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتب الباجة جي يقول "السلام عليكم واتمنى أن يكون العراق وكل ابنائه الغيارى بخير وهناء.. تداولت وسائل الإعلام الركيكة خبرًا عن تعرضنا إلى وعكة صحية أدت إلى الوفاة وهذا الامر أدى إلى تلقينا سيلا من الاتصالات والزيارات أوجبت توضيح الخطأ وتطمين المحبين والمتابعين لنا بأنني بصحة جيدة والحمد لله وان الموت هو حق الله عز وجل على عباده ونحن نؤمن اننا فانون وان ملاقاة الله غاية الكرماء.. تحياتي ومحبتي لكم وحفظكم الله من كل سوء".
وقبيل ذلك بساعات كان مصدر في وزارة الخارجية العراقية&قال&ان الوزارة تتحرى دقة المعلومات عن الباجة جي وزيرها الاسبق في فترة الستينات.
وجاء نفي رحيل الباجة جي (92 عاما) فيما نعى رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح نائب رئيس الجمهورية السابق اسامة النجيفي "رحيل" السياسي المخضرم الباجة جي.. وقال في رسالة تعزية اطلعت على نصها "إيلاف" الاربعاء "لقد كان للفقيد رحمه الله الدور البارز والمؤثر في السياسة العراقية منذ أكثر من خمسين سنة، وكيف لا، وهو سليل العائلة العراقية البغدادية المعروفة حيث والده السياسي البارز في العهد الملكي السيد مزاحم الباجه جي رحمه لله".
وأضاف "لقد عمل الفقيد بعد عام 2003 على ترسيخ أسس الديمقراطية والحرية وضمان حقوق الشعب العراقي ورفاهيته وكان رجلا صادقا محنكا محبا للشعب العراقي بكل اطيافه عمل بصمت وعقلانية ورحل تاركا بصماته الجادة في العملية السياسية في العراق".
حياة سياسية حافلة
والباجه جي دبلوماسي عراقي عريق عمل في وزارة الخارجية وقد تدرج وظيفيا حتى اصبح سفيراً ثم عُين في منتصف ستينات القرن الماضي ممثلا للعراق في الامم المتحدة ثم وزيرا للخارجية.. كما عمل مستشارا لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان للشؤون الخارجية واستقر في الامارات حوالى ثلاثين عاماً وحصل على جنسيتها وقد حضر اجتماع التوقيع على دستور إقامة الإمارات العربية المتحدة وإعلان استقلال الدولة.
وقد شغل الباجه جي رئاسة مجلس الحكم العراقي الذي تشكل في 12 تموز (يوليو) عام 2013 اثر سقوط النظام السابق والذي تولى شؤون العراق تحت سلطة الحاكم المدني الاميركي للبلاد بول بريمر.
&
والراحل هو ابن السياسي البارز في عهد النظام المالكي الذي اطاحت به ثورة 14 تموز عام 1958 واعلنت الجمهورية العراقية مزاحم الباجه جي.. وكان عدنان الباجة جي خارج العراق عندما اطاح البعثيون بحكم عبد الرحمن عارف في انقلاب تموز 1968 وارتأى عدم العودة وقرر العمل مع المعارضة العراقية حيث كان عضوا بارزا فيها.
وفي عام 2003 أسس وتزعم تشكيلا سياسيا أطلق عليه اسم "تجمع الديمقراطيين المستقلين" انفرط عقده بعد عامين.. وعارضت أوساط سياسية عدة ترشحه لمنصب الرئيس الموقت للبلاد واختار مجلس الحكم العراقي في عام& 2004 غازي الياور في هذا المنصب بالتزامن مع إعلان أعضاء الحكومة الانتقالية العراقية برئاسة إياد علاوي.
وخلال انتخابات 2010 ترشح عدنان الباجه جي ضمن القائمة العراقية بقيادة إياد علاوي إلا أنه فشل في الحصول على العتبة الانتخابية التي تخوله مقعدا في البرلمان قرر بعدها اعتزال العمل السياسي والتفرغ للكتابة وقضاء بقية حياته حسب قناعته بين زوجته وأسرته.&
التعليقات