أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الذكرى الثامنة والستين للنكبة، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون والعرب على المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج ديارهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عقب قيام دولة إسرائيل في عام 1948. وفيما يأسف بعض المعلّقين لما آلت إليه المنطقة العربية من صراعات، يشيد آخرون بـ"المقاومة" الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي. يرى مصطفى السعيد في "الأهرام" المصرية أن ذكرى النكبة تأتي في ظل أجواء "نكبة ثانية". يقول الكاتب: "في ظل هذا التمزق العربي غير المسبوق يجري بلورة نظام جديد في المنطقة، تكون إسرائيل مركزه وعاصمته، حيث يسعى المزيد من العرب إليها الآن طلبا للتحالف وليس السلام فقط، طالبين منها العون والحماية، بعد أن تورطوا في الكثير من الحروب فيما بينهم، وتركتهم أمريكا فجأة، ليكون أمامهم فقط الباب الإسرائيلي مفتوحا، لكي يدخلوه غصبا أو حبا لاستجداء رضاها، ولن يكون بمقدورهم فيهذه الحالة إلا أن يطالبوا الفلسطينيين بالكف عن تذكر ضياع فلسطين". ويأسف محمد خروب في "الرأي" الأردنية لما يصفه بـ"النكبات التي تتواصل في أسوأ مراحل الانحطاط العربي". يقول الكاتب: "العرب لاهون في معارك الكيد السياسي والثأر القبلي وتصفية الحسابات لا يعلمون من أمور دنياهم سوى التآمر ولا يُتقنون سوى الانتحار الذاتي وفقدان الكرامة والنبل والمشاركة - ولو المتواضعة - في كتابة التاريخ". وتقول افتتاحية "الوطن" القطرية إن "زلزال النكبة المدمر، وبعد نحو 7 عقود، لم يتوقف عند حدود فلسطين، وإنما تجاوزها إلى أوطان عربية أخرى أصبحت تعاني نكبات قد لا تقل في دمارها عن النكبة الفلسطينية". وتضيف الصحيفة: "احتلال أمريكا للعراق كان نكبة لبلاد الرافدين، وانقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن مثّل نكبة لبلد ثار شعبه ضد الديكتاتورية، طامحا إلى الحرية والكرامة، فعصف الانقلابيون بطموحاته وأحلامه، في ما تبقى المأساة السورية وما يرتكبه النظام من جرائم ضد الشعب السوري هي النكبة الأكبر والأكثر مأساوية ليبقى السؤال: كيف ستواجه الأمة العربية كل هذه النكبات؟ سؤال يبدو أنه سيظل بلا إجابة". بدوره، يرى علي قاسم في "الثورة" السورية أن "النكبة لم تعد في فلسطين وحدها، والصراع الوجودي لم يعد حكراً على فلسطين وأرضها وهويتها ولا على التهويد، والاحتلال لم يعد تهديداً حقيقياً ووجودياً لفلسطين من دون غيرها، بل بات قاب قوسين أو أدنى في مشارق العرب ومغاربهم، ولم تعد السكين الصهيونية وحدها، ولا الأمريكي الراعي الحصري لها، بل أضحى أيضاً برعاية خليجية ووهابية". تقول افتتاحية "الحياة" الجديدة الفلسطينية: "ثمانية وستين عاما من شغل اسرائيل الشاغل إلغاء فلسطين من خارطة الوجود الانساني والسياسي باء بالفشل الذريع، خاصة وفلسطين اليوم بمشروعها الوطني التحرري أقرب بما لا يقاس من لحظة الخلاص والحرية، لحظة الدولة التي باتت قاب قوسين أو أدنى، وليس هذا محض كلام تعبوي، بقدر ما هو كلام الواقع بمعطياته التي يواصل انتاجها الحراك السياسي والمقاومة الشعبية، بعد أن باتت فلسطين عضوا في الأمم المتحدة ومنظماتها ومؤسساتها الدولية". وتشيد رنده فرح في "الأخبار" اللبنانية بالمقاومة الفلسطينية، مشيرة أنها "بشتى أنواعها ما زالت لا تُقهر، سواء على مستوى المقاومة الفردية أو مجتمعات محلية أو شبكات وأطر عالمية، فهي تقف بشتى الطرق في وجه الاحتلال، هذا الحراك الثوري يزرع الحياة في وجه الموت والأمل في وجه اليأس ويحفظ ثورتنا من الضياع". في السياق ذاته، تقول افتتاحية "القدس العربي" اللندنية: "أما الحلّ الفلسطيني فلا يكفّ الفلسطينيون عن ابتكاره وهو المقاومة بكافة أشكالها، غير أن هذه المقاومة لا يمكن أن تغيّر حقّاً في المعادلات الكبرى الحاكمة من دون انتظامها ضمن مشروع عربيّ وعالمي عام، وهو المشروع الذي اقترحته الثورات العربيّة. من النكبة إلى الثورة: هذا هو مشروع فلسطين"."نكبة ثانية"
"الانحطاط العربي"
"من النكبة إلى الثورة"
- آخر تحديث :
التعليقات