هل يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل، لتحريك عملية السلام، وتفعيل مبادرته لحل الدولتين، التي طرحها الأسبوع الماضي؟

القاهرة:&هل يزور السيسي إسرائيل؟ سؤال بات يطرح نفسه بقوة، لاسيما في ظل تعقد الأوضاع في الشرق الأوسط، بسبب تأزم القضية الفلسطينية، التي اعتبرها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب اليوم في كلمته أمام مؤتمر حوار الشرق والغرب في فرنسا "هو مفتاح المشكلات الكبرى التي تعيق التقاء الشرق بالغرب وتؤجج صراع الحضارات".

تحوّلت القاهرة إلى قبلة للعديد من السياسيين والزعماء الدوليين في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد أن طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مبادرة لحل القضية الفلسطينية، ودعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الحوار واستئناف المفاوضات وصولاً إلى إقامة الدولتين.

ويزور وفد من حركة فتح، مصر حالياً، لبحث استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والمصالحة مع حماس، وتأتي زيارة وفد فتح بعد أيام من زيارة وفد من حركة الجهاد مصر، وسبقه وفد من حركة حماس أيضاً.

وتسعى مصر إلى لم الشمل بين الفصائل الفلسطينية وصولاً إلى إتمام مصالحة شاملة، من أجل توحيد القوى الفلسطينية، واستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وتزامناً مع التحركات المصرية مع الجانب الفلسطيني، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية، إن هناك "اتصالات دبلوماسية تقودها مصر لعقد لقاء ثلاثي في القاهرة قريبًا بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".

وأضافت نقلاً عما سمته مصدر فلسطيني لم يكشف عن هويته: "جميع الأطراف المعنية لم تُغلق الباب بشأن رغبتها في عقد اللقاء".

وفي السياق ذاته، دعا الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي"، إلى زيارة إسرائيل لحل القضية الفلسطينية.

ودعا ابن شقيق الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ"مواصلة المضي قدمًا من أجل الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، حتى لو اقتضى الأمر قيام السيسي بزيارة لإسرائيل نفسها". على حد قوله.

وأضاف السادات في بيان له، &اليوم الثلاثاء، أن "اللحظة الراهنة تتطلب شجاعة في كسر حالة الجمود الممتدة منذ عقود وتحديدًا منذ مفاوضات اتفاقية كامب ديفيد سنة 1977"، مشيراً إلى أن "إحياء عملية السلام مسألة أصبح لا غنى عنها وتتطلب مبادرة حقيقية وغير تقليدية تطرح حلولا مبتكرة وسيناريوهات للتعايش الحقيقي القائم على السلام والتعاون".

وطالب السادات، الرئيس السيسي بعدم الالتفات لأصوات من وصفهم بـ"المزايدين، ورافعي الشعارات الفضفاضة والبراقة والذين لم يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ".

&وذكر رئيس حزب السادات الديمقراطي، الرئيس السيسي بـ"ما تعرض له الرئيس الراحل أنور السادات عندما قرر الذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي ونجح في استعادة أراضي مصر المحتلة وفرض السلام القائم حتى الآن".

ووفقاً لتصريحات نجل شقيق الرئيس السادات الراحل، أن "إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تمثل نقطة ارتكاز هامة في الأمن القومي الخاص بالمنطقة كلها، خاصة في ظل تنامي التنظيمات التكفيرية المتطرفة والتي تمثل خطرًا على العالم أجمع وليس منطقة الشرق الأوسط فقط".

وطالب السادات الفصائل الفلسطينية بتنحية كل الخلافات التي بينهم جانبا وإعلاء المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، وانتهاز الفرصة التي منحها الرئيس السيسي للقضية الفلسطينية لكي يتم حلها ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني المناضل والبطل.

وبالمقابل، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، محمد البحيري، إن الوقت غير مناسب لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إسرائيل، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي أو الإسرائيلي أو الفلسطيني، مشيراً إلى أن أي حديث عن زيارة إلى إسرائيل ليس هناك من يعطيه غطاء شرعياً، فلا موقف عربي أو فلسطيني موحد، وستكون الزيارة من دون جدوى، لو تمت. على حد تعبيره.

وقال لـ"إيلاف" إن الأوضاع في إسرائيل حالياً غير مواتية للتحرك نحو إحياء عملية السلام، موضحاً أن حكومة نتنياهو تتأرجح الآن، وتحكم إسرائيل بأغلبية مقعد واحد في الكنيست.

ولفت إلى أن حكومة نتنياهو غير واضحة المعالم، لاسيما في ظل فشل المفاوضات مع افيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، متوقعاً أن في حالة فشل المفاوضات مع باقي الأحزاب أن يضطر نتنياهو إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

ووصف البحيري المرحلة الراهنة بأنها "العصر الذهبي لإسرائيل"، وأوضح أن هذا العصر تظهر ملامحه في تفكك العالم العربي، منكفئ على شؤون الداخلية، والقضية الفلسطينية من ضياع إلى ضياع، ويعود الفضل في ذلك كله إلى ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي" وحركة حماس"، على حد قوله.

وأضاف أن السادات عندما زار إسرائيل، اختار توقيتاً مناسباً، بعد الانتصار في حرب أكتوبر واستعادة سيناء، ويعتبر أول زعيم عربي يزور تل أبيب، وأول اعتراف بالكيان الإسرائيلي، وكانت إسرائيل وأميركا والمجتمع الدولي مجبراً على الدخول في عملية السلام.

ولفت إلى أن مصر تعمل حالياً على إتمام المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن القاهرة استقبلت وفوداً من حركات حماس والجهاد وفتح، وتناقش معهم توحيد الكلمة ونبذ الخلافات من أجل الشعب الفلسطيني.

ويرى السفير ناجى الغطريفي، مساعد وزير الخارجية سابقا، أن المبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي ليست بجديدة، مضيفًا أن إسرائيل وأميركا لديهما قبول بهذه المبادرة.

وأضاف الغطريفي لـ"إيلاف"، أن جماعة حماس ستكون هي الحجرة العثرة في هذه المبادرة وستحاول عدم إتمامها، كما أنها ترفض التواصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية، موضحًا أن هذه المبادرة لن تتم إلا إذا تم التوافق بين جميع الفصائل وتم حل النزاع بينهم.

&ولفت إلى أن حماس ترفض دائما الاعتراف بإسرائيل وترفض إقامة دولة لها وهذا ينذر بفشل هذه المبادرة.

وتوقع الغطريفي عدم نجاح هذه المبادرة أو أن يكون لها مردود إيجابي، مضيفًا أن زيارة جون كيري الأخيرة لمصر جاءت لبحث تفعيل المبادرة؛ لأننا الآن أمام دعوة حقيقة متكاملة من أجل التواصل إلى حل سلمي، على حد قوله.

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى ما وصفه بـ"سلام دافئ" مع إسرائيل، و"إقرار حل الدولتين"، مشيراً إلى أنه لم تم ذلك "سنعبر مرحلة صعبة".

كما دعا إلى فتح صفحة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال: "الزمان والوقت كفيلان بتجاوز كثير من المسائل".

وطالب السيسي الفصائل الفلسطينية إلى مصالحة شاملة، وقال: "مطلوب نحقق مصالحة حقيقية ومستعدون في مصر أن نقوم بهذا الدور بإخلاص ومسؤولية لإيجاد حل لهذه القضية، التي طال الانتظار لإيجاد حل لها".

وقوبلت&مبادرة السيسي بالترحيب من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين وأميركا وفرنسا.