يقترح النائب خضر حبيب قانونًا يوصل الأقليات إلى البلدية بعد تهميش انتخابات طرابلس البلدية للمسيحيين والعلويين، الأمر الذي قد يؤثر على العيش المشترك في المدينة.
بيروت: كان لافتًا في انتخابات طرابلس البلدية في شمال لبنان، فوز لائحة اللواء أشرف ريفي، مع تغييب الأقليات من مسيحيين وعلويين عن بلدة طرابلس.&
في هذا الصدد يؤكد النائب خضر حبيب أنه "بناء على النقاش الدائر حاليًا في طرابلس وفي لبنان، وبغضّ النظر عن النتيجة النهائية للانتخابات البلدية والإختيارية، واحتمال تمثيل الأقليات من عدمه، ورفضًا لتصوير مدينة طرابلس على أنها مدينة ضد العيش المشترك، خصوصًا أن هذه المعضلة متكرّرة في أكثر من مدينة وبلدة، وليست حكرًا على طرابلس، التي أكدت فيها صناديق الإقتراع والأصوات الممنوحة لكل اللوائح أنها مدينة العيش المشترك،
ونظرًا إلى أن هذه المشكلة هي بسبب طبيعة قانون البلديات في لبنان، وتحديدًا المرسوم الإشتراعي رقم 118 سنة 1977 وتعديلاته، سنتقدم في القريب العاجل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد دراسة معمقة، باقتراح قانون لتعديل المرسوم الإشتراعي رقم 11 تاريخ 29/12/1954 وتعديلاته، الذي ينص على إنشاء بلدية في كل مدينة أو في كل قرية أو مجموعة من القرى.&
ويلفت حبيب إلى أن هذا الإقتراح سيستند الى تجربة غرف التجارة والصناعة والزراعة واتحاداتها، وتحديدًا المرسوم الإشتراعي رقم 36 الصادر في 5 أغسطس 1967، والمعدل بموجب رقم القانون 626 تاريخ 23/4/1997، والذي ينص في مادته الـ23 في شروط عضوية مجلس الإدارة، على أن "يعين ثلث أعضاء مجلس الإدارة بمرسوم بناء على اقتراح الوزير المختص، والثلثان الآخران تنتخبهما الهيئة العامة.&
وسيقترح حبيب أن تمنح الحكومة صلاحية تعيين عدد من الأعضاء في هذه البلديات، من أجل تصحيح أي خلل على صعيد تمثيل الأقليات".
لغة 14 آذار
تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن أهالي طرابلس قالوا كلمتهم في الانتخابات البلدية الأخيرة، ويجب أن ننحني أمام إرادتهم، ولكن السؤال لماذا حصلت الانتخابات البلدية في طرابلس على هذا النحو. برأي طعمة الأمر يعود إلى نقمة أهالي طرابلس من الزعماء الذين يقررون عنهم، حيث يعيش معظم أهالي طرابلس في فقر وفي أجواء نقمة على ما يجري، بسبب حزب الله، علمًا أن اللواء أشرف ريفي كان يخاطب أهالي طرابلس بما يريدون سماعه، وباللغة التي يحبونها، وهي ليست بعيدة عن لغة 14 آذار.
أما النائب السابق مصطفى علوش فيؤكد لـ"إيلاف" أن فوز ريفي في طرابلس يعني أن الصوت المرتفع والخطاب الذي يعجب الأهالي في طرابلس هو من يربح على حساب صوت المعتدلين، لكن "نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، بوجود شخصية كريفي في طرابلس تحاول أن تتزعم".
تغييب الأقليات
عن تغييب الأقليات في انتخابات طرابلس، يرى طعمة أنه مع وجود معركة كسر عظم، فالأمر يحصل عادة وتُغيّب الأقليات، مع عدم وجود نية لدى الطرابلسيين بتغييب الأقليات، كان هناك طرح لتأمين حضورهم من قبل ريفي، ولم تكن الغاية تغييبهم.
في هذا الخصوص يؤكد علوش أنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها تغييب الأقليات في الانتخابات البلدية في طرابلس، فقد حصل الأمر في العام 1998، وفي العام 2004، والمشكلة تعود إلى قانون الانتخابات أكثر من رغبة الأهالي. ويؤكد علوش أن هذا الأمر سيتجاوزه الطرابلسيون، ولن يؤثر على العيش المشترك في المدينة.
بلدية ونيابية
يلفت طعمة إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين الانتخابات البلدية والنيايبة، وقد تكون الانتخابات البلدية مؤشرًا إلى ما سيحصل في النيابية. بينما يرى علوش أن القوى السياسية في طرابلس سوف تعكف على دراسة النتائج لتأخذ خياراتها من أجل ضمان وصولها إلى الانتخابات النيابية، بحيث تبقى الانتخابات البلدية مقدمة لما سيجري في النيابية، ومعظم الأحزاب الكبرى سوف تتراجع عن المطالبة الصريحة والمحمومة بالنسبية.
عن اعتبار البعض أن فوز ريفي يبقى بداية نهاية زعامة الحريري في طرابلس، يجيب طعمة أن ريفي قال إنه من مدرسة رفيق الحريري، ويمد يده لسعد الحريري، وبالتالي قد يكون هناك بعض التباينات بين الحريري وريفي، ولكن يبقى ريفي من مدرسة الحريري ومن خطه. ويؤكد علوش أنه من المبكر الحديث عن زعامة لريفي في طرابلس، وبأنه يستطيع القيام بزعامة رديفة عن الحريري، ولننتظر ولنر ما سيحصل في المستقبل.
&
التعليقات