حسم كبير الاستخبارات في الولايات المتحدة الجدل بتأكيد براءة المملكة العربية السعودية من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

إيلاف من لندن: قال جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي إيه) إنه يتوقع قريبًا نشر 28 ورقة من ملف التحقيقات التي أجراها الكونغرس حول علاقة المملكة العربية السعودية بالهجمات.&

وقال برينان: "سوف يتم نشر هذه الأوراق واعتقد انه من الجيد أن تنشر ويجب ألا يعتبر المواطنون هذه الاوراق دليلاً على تورط السعودية في الهجمات".

وجاءت تصريحات برينان في لقاء مع قناة (العربية) التي تبث من دبي، أجرته ناديا البلبيسي.

وكان الكونغرس مرر قانونًا الشهر الماضي من شأنه أن يُتيح تحميل المملكة مسؤولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر في المحاكم الأميركية، وهو ما يفتح الباب أمام أسر قتلى الهجوم لمقاضاة الحكومة السعودية والحصول على تعويضات.

ورأي البعض ان خطوة الكونغرس تعد تصعيدًا في مواجهة البيت الأبيض، الذي حذر من إصدار القانون وتبعات ذلك اقتصاديًا على البلاد.

ويعتقد مختصون أن البيت الابيض سيعترض على القانون اذا اضطر لذلك ليمنعه من السريان.

وكانت الحكومة السعودية هددت على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير ونقلت عنه جريدة (نيويورك تايمز) بأنها سوف تبيع أصولاً أميركية بقيمة مئات المليارات من الدولارات إذا أقر الكونغرس مشروع القانون.

علاقات أفضل

&وإلى ذلك، وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في اللقاء مع "العربية"، العلاقات مع السعودية بأنها الأفضل خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب.

وأضاف برينان: "لدينا تعاون ممتاز مع السعودية، ولقد عملت مع شركائنا السعوديين لسنوات طويلة، وكنت أقيم في السعودية لخمس سنوات وعملت مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف وهو أيضاً وزير الداخلية، وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، أصبحت السعودية من أفضل حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب.. وبوجود الملك سلمان ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نشعر أن لدينا شركاء أقوياء وحقيقيين في الحرب ضد الإرهاب".

وقال المسؤول الاستخباري الأميركي الكبير: "إن ما يسمى بثمانٍ وعشرين صفحة هي جزء من تحقيق نشر عام 2002 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وكانت مراجعة أولية من أجل وضع صورة كاملة وجمع المعلومات لكشف من كان وراء هذه الهجمات، وبعد ذلك قام المحققون بالتدقيق في ادعاءات تشير إلى أن الحكومة السعودية ضالعة، واتضح لاحقاً حسب نتائج التقرير أنه لا توجد أي أدلة تشير إلى تورط الحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة أو حتى مسؤولين سعوديين كبار في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.. وأعتقد أن الصفحات الثماني والعشرين سيتم نشرها وأنا أؤيد نشرها، والجميع سيرى الأدلة أن الحكومة السعودية غير متورطة، وطبعاً كل التقييمات التي تبعت التحقيقات أثبتت أن مَنْ وراء هذا العمل هم القاعدة والظواهري وما شابههم".

&دور إيران&

وعن إيران، نفى برينان أي تعاون مع إيران. وقال إنه يشعر بالقلق تجاه الدور الذي تلعبه طهران ومنظماتها في العراق وسوريا ودول أخرى وتأجيجها الصراع الطائفي، مطالباً بوقف الدعم للميليشيات الشيعية.

وقال: "لا يوجد أي اتصال مع إيران.. صفر، وأنا مازلت أشعر بالقلق بسبب نشاطات إيران الإرهابية ودعمها للتنظيمات الإرهابية وخصوصاً فيلق القدس ونشاطه داخل العراق وسوريا ودول عديدة أخرى في المنطقة، وعلى إيران أن تثبت أنها ملتزمة بمحاربة الإرهاب بدلاً من دولة تدعم الإرهاب، ونحن نشعر بالرضا بموافقة الرئيس روحاني، والمرشد العام خامنئي على الاتفاق النووي لكن أمام إيران طريق طويل جداً لإقناعي أنها مهتمة أو ملتزمة في محاربة الإرهاب".

بروباغاندا داعش

وعن "داعش" والإسلام، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إن بعض المسلمين الجيدين يمكن أن يتأثروا بـ"البروباغاندا" التابعة لتنظيم داعش دون أن يدركوا هذا، وأنه من الضروري تعريف الإسلام على أنه دين سلام.

وقال "إن داعش تضلل المسلمين الصالحين الذين يقعون تحت دعايتها، وهم يعتقدون أنهم يخدمون الله وهم ليسوا كذلك، لذا من المهم جدا أن نشرح للناس أن الإسلام هو دين سلام وأن هؤلاء الإرهابيين الذين ينتمون للمنظمات الإرهابية يسيئون للإسلام سواء أكانوا سنة أو شيعة أو من أي طائفة أخرى".

الأسلحة والمعارضة السورية

وبخصوص تقديم صواريخ أو أسلحة نوعية للمعارضة السورية، قال برينان "إننا قلقون جدًا بالنسبة لاستخدام الصواريخ المحمولة على الكتف وخصوصًا تلك التي تستهدف الطائرات المدنية، لا نريدها أن تقع في أيدي الجماعات الإرهابية، ويمكن أن تتسبب في تهديد خطير للغاية للطيران المدني".

وأضاف " لكننا نريد أن نبقي على دعمنا للجيش السوري الحر ليبقى قويًا، هناك دعم لهذه المعارضة من دول عدة في المنطقة وموقف الولايات المتحدة هو أنها ستستمر في تقديم الدعم للمعارضة الشرعية المعتدلة لكن التركيز هو حول إنجاح العملية التفاوضية وإدخال المساعدات الإنسانية للسوريين، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب هذه الحرب".

تصريحات معادية للمسلمين

أما بالنسبة لتخوفه من تزويد مرشحي الرئاسة الأميركية بمعلومات حساسة قد لا يلتزم بها ترامب، قال برينان "عندما يعطينا الرئيس الأميركي باراك أوباما تعليمات لتزويد مرشحي الرئاسة بالمعلومات الاستخبارية سنفعل هذا وسنقدم لهم ما يحتاجوه، والمعلومات الوافية ستقدم في نهاية العملية الانتخابية وعندها يكون لدينا رئيس منتخب".

وفي الأخير، فإنه بالنسبة للتصريحات المعادية للمسلمين وحظر دخولهم لأميركا، كما يقول المرشح الأميركي دونالد ترامب، فردّ برينان "للأسف أن لهيب الإرهاب والتطرف يحرق أجزاء كبيرة من العالم، وأي تطورات و تصريحات لها أن تؤجج هذا اللهيب و الـCIA ستفعل ما تستطيع فعله لتعمل مع شركائها في العالم لإيقاف نار الإرهاب المستعرة".


&