طنجة: وصف عبد الاله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية والامين العام لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، حزب الاصالة والمعاصرة المعارض بانه "حاطب ليل". وقال ابن كيران، الذي كان يتحدث الليلة ضمن لقاء مفتوح في بيت الصحافة في طنجة، ان "الاصالة والمعاصرة" كانت الرياح في صالحه وربح انتخابات 2009 ، وأتى بالأعضاء كحاطب ليل، من اليمين واليسار، يخبط خبط عشواء، بيد انه اشار الى ان قدوم حركة 20 فبراير كشفت انه حزب لا اساس له، ولا حقيقة له، ولا زعيم له، ولا مشروع له، ولا أيديولوجية له، ولا منطق ايضا.
وقال ابن كيران إن الحزب السياسي هو عبارة عن "تجمع بشري يريد إصلاح المجتمع، ولا يمكن أن تصلح وأنت فاسد، إن الله لا يصلح أعمال المفسدين"، مشيرا الى أنه إذا أراد أي حزب سياسي الإصلاح، فعليه أن يكون مكونا من رجال صالحين تربط بينهم علاقات الصلاح والإيمان والقوة والتضحية.
في سياق ذلك، قال ابن كيران ان حزب الاصالة والمعاصرة سبقه حزب "جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية" (الفديك)، وعدد من الأحزاب التي كانت تسمى إدارية . فأين هي اليوم؟ رغم أنه هذه ليست هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذه الظاهرة.
ورفض ابن كيران، ما يروجه البعض من كون الحكومة الحالية لم تقم بأي شيء ، وأنها حكومة غير صالحة، معتبرا ذلك مجرد "أكذوبة" يتم الترويج لها في المغرب.
وعد ابن كيران هذا التوصيف بانه "غير معقول"، وقال انه إذا كانت هذه الحكومة غير صالحة، كان يجب تغييرها عوض الانتظار مدة خمس سنوات من أجل استبدالها.
وزاد قائلا: "في عهد هذه الحكومة رفع رأس المغرب عاليا، وسيبقى كذلك، وشدد على القول: "لا يمكننا التراجع إلى الوراء"، مشيرا إلى الترتيب الجيد الذي صار يتموقع فيه المغرب خلال السنوات الأربع الأخيرة، سواء على مستوى المؤشرات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وبشأن دفاتر التحملات التي جاءت بها هذه الحكومة، قال ابن كيران إن "الاستغراب يجب أن يكون حول سبب النجاح وليس الفشل"، مؤكدا أن "دفتر التحملات لم يفشل ولكنه عُرقل بطرق كثيرة وملتوية".
واشار ابن كيران الى أن هناك متخصصين في قلب الحقائق وتغيير الألوان، وعرقلة الأشياء الجيدة التي يريد أن يقوم بها، مؤكدا على ثقته بإمكانية الإصلاح لكن بشكل متدرج اي شيئا فشيئا.
وتحدث ابن كيران عن الفساد، وأوضح أن شعار "عفا الله عما سلف" الذي رفعه في بداية ولاية حكومته، رفع أيضا في دول المشرق ، لكنه لم يأت أكله، في حين وفرت المساهمة الإبرائية للمغرب أكثر من 28 مليار درهم( 2,8 مليار دولار) ، وقال ان دول المشرق "صارت تغبطنا على ما نحن عليه".
واعتبر ابن كيران أنه ليس من الحكمة أن يهتم بـ"مطاردة الساحرات"، وأن يحرص على الزج بالناس في السجن، في الوقت الذي تتعرض فيه وضعية البلاد للهلاك والإنهيار.
وتحدث ابن كيران ايضا عن الاعلام ، وقال ان الحكومة ليست لها سلطة عليه ، وإلا لما تعرض رئيسها لهجوم مستمر من طرف القناة التلفزيونية الثانية (دوزيم)، مشيرا إلى أنه ليس في حاجة إلى هذه "القناة" ولا الى "سيطايل" (مديرة قطاع الاخبار سميرة سيطايل)، لأن حروبها خاسرة.
ورأى ابن كيران أنه من قلة الحياء أن تغطي القناة التلفزيونية الثانية لقاء رسميا لرئيس الحكومة من دون أن تذكر اسمه وكأنه مجهول، وكشف انه "اتصل بمن يجب، وتم تصحيح هذا الخطأ"، بيد انه تساءل: "هل علي دائما أن أتصل مع كل خطأ من هذا القبيل؟".
التعليقات