إيلاف من بيروت: اعتبر رئيس حزب الحوار الوطني في لبنان &فؤاد مخزومي "أن ليس في الأفق ما يشير إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في وقت قريب".

وقال مخزومي في مقابلة خاصة مع "إيلاف"، "إنه لطالما وقفت دول الخليج والسعودية ومصر، إلى جانب لبنان ودعمت استقراره واقتصاده، منذ نيله الاستقلال".

وأضاف في هذا السياق، "نحن وقفنا مع حزب الله في مواجهة اسرائيل، لكننا لا نؤيد تدخله في سوريا او في اي بلد عربي ونرى ان هناك ضرورة لعدم ربط الوضع اللبناني بالخارج".

دول الخليج دعمتنا
وتابع مخزومي قائلاً، "منذ العام 1943 وحتى اليوم وقفت دول الخليج والسعودية ومصر وأوروبا إلى جانب لبنان"، لافتاً إلى "أهمية العلاقات مع دول الخليج التي دعمتنا ولا تزال خصوصاً في الشقّ الاقتصادي. وشدد على ضرورة العمل على توحيد الموقف الحكومي الذي يضع مصالح اللبنانيين فوق أي مصلحة فئوية أو حزبية وتصحيح صورة لبنان أمام الخارج خصوصاً في دول الخليج العربي، ومحاولة استقطاب الاستثمارات لتحريك عجلة الاقتصاد، وتأمين فرص عمل للشباب. وإذا كان من دور إيجابي يمكن للحكومة أن تقوم به فهو النأي بالمغتربين وبالعاملين بالخليج تحديداُ عن الصراعات السياسية".

وأضاف، "إذا أردت كلبناني أن أعيش وأطور اقتصادي وأجعله مركزاً للأعمال. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك تكون بتوطيد العلاقات الجيدة مع الجميع. شرط الحفاظ على استقلالية وسيادة بلدي".

ترتيب البيت السني

وشدد مخزومي على أهمية ترتيب البيت السني في لبنان من أجل إبعاد شبح الفتن المذهبية والطائفية، معتبراً أنه مقدمة ضرورية أيضاً لتعزيز العلاقات الإسلامية - المسيحية والسنية - الشيعية. وأكد أن القاعدة الشعبية داخل الطائفة السنية تطالب وترتاح إلى هذا النوع من التواصل والتوافق، ولافتاً إلى أهمية وحدة الصف السني وتعاون تيار الحوار داخل الطائفة التي لا بد من أن تبقى كما كانت دائما جسر عبور إلى مختلف مكونات المجتمع اللبناني، بما يحفظ الوحدة الوطنية ويحول دون دخول البلد نفق الفوضى والفتن.

تحالف انتخابات بيروت

وفي سؤال حول تكفل فؤاد مخزومي بمصاريف الحملة الإنتخابية للائحة البيارتة (المدعومة من الرئيس سعد الحريري) مقابل الحصول على تمثيل في الانتخابات البلدية، ينفي مخزومي نفياً قاطعاً هذا الأمر ويقول، "في أي انتخابات هنالك مصاريف مادية ونحن تحملنا تكلفة ماكينتنا في الانتخابات. نحن لو أردنا أن نفاوض كما تقول كنا طلبنا حصة أكبر ولكن هدفنا هو توحيد بيروت. هذا ما عملنا عليه من العام 2012 إلى العام 2014 في أجل وحدة دار الفتوى يوم كان هنالك خلافات حول المفتي السابق الشيخ قباني. فبالنسبة لنا وحدة المسلمين مهمة ومن أجل ذلك عملنا على وصول المفتي دريان إلى رئاسة دار الفتوى لأن توافقا جرى حول شخصه."&

كيف سيكون وضع لائحة (البيارتة) لو وقف مخزومي وحزبه إلى جانب لائحة بيروت مدينتي؟ سؤال يرد عليه بالقول، "أثبتت الانتخابات بأن لنا شعبية وازنة، لكن المطلوب من هذه الانتخابات كان دعم التوافق والحوار وإراحة الساحة والشارع. نحن في حزب الحوار الوطني وصلنا لقناعة أن الحوار الداخلي بين المرجعيات يجب أن يتخطى الخلافات السياسية لأن المطلوب إعادة الثقة لأهل بيروت وخاصة أهل السنة للمحافظة على حقوق ومستقبل الاعتدال في وجه التطرّف والخطاب المتشدد. لهذه الأسباب اتفقنا على خوض الانتخابات الأخيرة بالتوافق مع الرئيس الحريري &لتوحيد السنة وخط الاعتدال.&

وأضاف: "نحن بالتأكيد مع المجتمع المدني، فنحن في صلب المجتمع المدني، وبالعكس فإن مؤسسة مخزومي هي السباقة فقد تمكنت من تقديم أكثر من 2.5 مليون خدمة لـ660 ألف شخص من خلال برامجها المتنوعة، بدءاً من برامج التدريب المهني، والرعاية الصحية، والقروض الصغيرة، والمشـاريع الإنمائية، وصولاً إلى وحدة الإغاثة والخدمات الإنسانية وذلك منذ إنشائها ولغاية اليوم. وأشار في السياق إلى نشاط منتدى الحوار الوطني الذي أخذ على عاتقه الإضاءة على الثروة الوطنية المتمثلة بالنفط والغاز عبر تنظيم العديد من المؤتمرات. وقال "سنواصل مراقبة مسار ومسيرة هذا الملف حماية لمصالح لبنان واللبنانيين".&

رئاسة الحكومة

وأعرب عن اعتقاده "أن التحالف الذي حصل مع الحريري بداية جيدة، ولا أبوح سراً أن الانتخابات البلدية والإختيارية شكلت مدخلاً للوفاق بيننا. فنحن دعاة وفاق، هذا الوفاق القائم على المصارحة والمصالحة، وهذا ما شعرنا أن أهل بيروت يريدونه، ففعلنا.

وعما اذا كان مرشحاً لرئاسة الحكومة اللبنانية في المستقبل قال، "المطلوب رجل توافقي والرئيس الحريري توافقي والرئيس تمام سلام أيضا، وأنا شخصية توافقية ولكن القرار لا يعود لأشخاصنا. فرئاسة الوزراء في الدستور تعود لاختيارات نواب المجلس وهي في النهاية عبارة عن توافق إقليمي - داخلي. وبالنسبة لي إذا طلب مني ذلك وتم التوافق عليّ سأفعل لكن لن أعمل على تعطيل البلد لكي أكون رئيساً للحكومة. في أي حال فلنركز على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لما للفراغ في رأس الدولة من تداعيات على المؤسسات والاقتصاد وأمور الناس".

وندد مخزومي بالتفجيرات التي طاولت بلدة القاع، محذراً من الاستخفاف بالمخاطر المتأتية من المعارك في سوريا، ومن الإرهاب الذي يهدد العالم بأسره. لكنه رفض الأمن الذاتي. وأكد أن الثقة كبيرة بالجيش والقوى الأمنية في حماية لبنان والحفاظ على سيادة أراضيه.
&