تبادل الرئيس الأميركي باراك أوباما المزاح مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كما تبادلا الأحاديث الجانبية و"الضحكات" في اليوم الأخير من قمة الناتو في وارسو، متسائلا: كم يوما بقي لك في السلطة؟


نصر المجالي: بدا أوباما وكاميرون في حالة استرخاء حيث جلسا إلى جانب بعضهما البعض، يوم السبت، في قمة حلف شمال الأطلسي التي تعقد لأول مرة منذ عامين، ويعتبر العديد من المراقبين أن القمة الراهنة للحلف هي منذ الحرب الباردة.

وتقترب ولاية أوباما الثانية من نهايتها هذا العام، كما أن كاميرون كان ألن استقالته اعتبارا من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في أعقاب القرار المفاجيء في بريطانيا لترك الاتحاد الأوروبي. وهذه هي آخر قمة يشارك فيها كل من أوباما وكاميرون.

وتدارست قمة الناتو إجراءات مواجهة التهديدات الخطيرة التي تواجه العالم الحديث، بما في ذلك ردع روسيا ولجم تمدد تنظيم (داعش) ودعم الحرب ضد (طالبان) في أفغانستان.

واحتلت جهود مساعدة بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مواجهة التطرف الإسلامي حيزا كبيرا من مناقشات قادة حلف شمال الاطلسي.

بريطانيا والاتحاد

والتقى أوباما مع قادة الاتحاد الأوروبي، كما اجتمع على حدة وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقالت تقارير إنه هدف من هذه الاجتماعات للضغط من أجل اتخاذ نهج حذر ومنظم للمفاوضات مع بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال البيت الأبيض يوم السبت، إن ميركل وأوباما اتفقا على أن "علاقة متكاملة للغاية في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من شأنه أن يخدم مصالح الطرفين". 

أمن أوروبا

وتعهد الرئيس الأميركي في آخر قمة يحضرها لحلف شمال الأطلسي قبل انتهاء ولايته في يناير كانون الثاني القادم بالتزام الولايات المتحدة عسكريا بضمان الأمن في أوروبا على المدى الطويل والدفاع عن كل الحلفاء.

ونقلت (رويترز) عن أوباما قوله إن الحلف اتفق على أكبر تعزيز لقدراته الدفاعية الجماعية منذ الحرب الباردة بموافقته على نشر قوات بدول البلطيق وبولندا ردا على ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وأضاف قائلا "الأمر الذي لن يتغير (هو) التزام الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع بأمن أوروبا والدفاع عنها."

تأتي تصريحات أوباما على خلفية حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي وصف فيها المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب حلف الأطلسي بأنه حلف "عتيق" واقترح أن يتولى حلفاء الولايات المتحدة مهمة الدفاع عن أنفسهم.

وسعى أوباما أثناء رئاسته بتوجيه مزيد من الاهتمام الاستراتيجي الأميركي إلى آسيا لكنه عاد للاهتمام بأوروبا والشرق الأوسط بفعل الصراعات في أوكرانيا وسوريا.