يعمل نجلا قطب الاعلام الملياردير روبرت مردوخ على إقصاء رئيس قناة فوكس نيوز التنفيذي روجر ايليس الذي أدار القناة بنجاح والذي حقق أرباحاً كبيرة لامبراطورية مردوخ الاعلامية منذ انطلاق فوكس نيوز قبل 20 سنة.

واشنطن: بعد أقل من سنتين على تنازل روبرت عن مزيد من الصلاحيات لنجليه لاكلان وجيمس قررا تنحية ايليس، حيث نشبت خلافات مديدة بينهما، وسط اتهامات بالتحرش الجنسي، وينحدر ايليس من عائلة عمالية حيث اكتسب خبرته عندما عمل في شبكة ان بي سي، ثم شغل منصب مستشار سياسي للرئيس ريتشارد نيكسون.

ان صعود نجلي مردوخ ارتبط بكونهما وريثي امبراطورية اعلامية عالمية لا تداعب مشاعر المحافظين الاميركيين فحسب بل تنتج افلاماً سينمائية ومسلسلات تلفزيونية وبرامج بثماني لغات هندية ايضاً. &

وفي مقابل ذلك ان غالبية الشبكات التلفزيونية الاميركية تتخذ موقفاً وسطياً في سياستها التحريرية، غير ان ايليس صنع من الآراء الشعبوية اليمينية مصدر ربح ونفوذ مارس تأثيره في الثقافة السياسية الاميركية موظفاً الانقسامات السكانية العمرية والاثنية.& وقال ايليس في مقابلة معه عام 2004 "اعتقد ان مؤهلاتي الرئيسة لإدارة قناة اخبارية هي اني لا أحمل شهادة بالصحافة". &

وعلى النقيض من اصول ايليس العمالية فان جيمس مردوخ درس في هارفرد وانشأ شركة للتسجيلات الموسيقية وأدار استثمارات شركة فوكس القرن الحادي والعشرين، من شبكة سكاي نيوز العالمية الى مجلات ناشونال جيوغرافيك وكتبها.& &

وبقيت الخلافات الشخصية والاجتماعية هذه تحت السيطرة طيلة هذه السنوات حيث كان ايليس يحقق خلالها ارباحاً لامبراطورية مردوخ وله كلمة مسموعة مع بطريرك العائلة روبرت الذي كان يحميه.& وحين استقال لاكلان ، الذي كان يجري إعداده لوراثة والده روبرت ، بصورة مفاجئة من شركة نيوز كورب وعاش في استراليا 10 سنوات ، انتقل ايليس الى مكتب لاكلان بجوار مكتب روبرت.&

ولكن خلافات الموظف الوفي والابنين القويين اكتسبت أهمية جديدة اليوم ليس للعائلة فحسب بل لمستثمري فوكس القرن الحادي والعشرين ولمستقبل الخطاب السياسي الاميركي ، كما يذهب بعض المراقبين. &

رغبتهما في عزله منذ 10 سنوات

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن غايب شيرمان المحرر في مجلة نيويورك وكاتب سيرة روجر ايليس قوله "ان إقالة ايليس من فوكس نيوز كان هدف لاكلان وجيمس نجلي مردوخ منذ زمن طويل.& ولكنهما لم يتمكنا من تحقيقه لأن والدهما كان دائماً يتخذ جانبه ضد رغباتهما بيد ان لديهما الآن السطوة الادارية لفرض عزله الذي كان هدفهما منذ ما يربو على 10 سنوات". &

ولا يُعرف ما إذا كان الأخوان مردوخ سيضعان بصمة جديدة على فوكس نيوز ولكن يبدو ان بعض آرائهما تتعارض تعارضاً حاداً مع موضوعات مشتركة يتناولها معلقو الشبكة الكبار. & ويتمثل التحدي الكبير الذي يواجههما في ايجاد صيغة لاستمرار نجاح فوكس نيوز بعد ايليس. &

وقال المحلل براين فايسر من شركة بيفوتال ريسيرتش غروب للأبحاث "ان فوكس نيوز واحدة من أهم الشبكات الاعلامية في قطاع الاعلام.& والأهم من كونها مصدر نفوذ للبعض (وتحريض للبعض الآخر) انها كيان مربح للغاية يسهم بقسط كبير في قيمة شركته الأم". &

مواصلة النجاح بعد ايليس!

واشار فايسر الى ان الأرقام تبين ان فوكس نيوز وشقيقتها فوكس بيزنيس حققتا ايرادات من الاعلان بلغت 900 مليون دولار وايرادات اجمالية بلغت 2.5 مليار دولار في عام 2015.& واضاف ان عدد متابعي فوكس نيوز زاد على عدد متابعي شبكة سي ان ان الاخبارية أكثر من مرتين العام الماضي.& وبحسب فوكس فان فوكس نيوز تصدرت جميع شبكات الكيبل لأول مرة في الربع الأول من 2016 بـ 2.4 مليون مشاهد في ساعات الذروة.&

ولكن كثيرا من المراقبين يتساءلون إن كان بمقدور الأخوين مردوخ مواصلة هذا النجاح بعد ايليس.& فمن حيث التوجه الى الفئات السكانية كانت فوكس نيوز تميل الى المشاهدين الأكبر سناً.& والأكثر من ذلك ان الشبكة تواجه هجرة محتملة للمواهب لأن عقود البعض من أفضل كوادرها تتيح لهم المغادرة إذا غادر ايليس. &

وكان الأخوان لاكلان وجيمس حذرين في تصريحاتهما العلنية.& وقال جيمس في مقابلة مع مجلة هوليود ريبورتر "ان عافية شبكة فوكس تعتمد على نوعية البرامج ونحن حقاً ننتج مادة ناجحة بصورة خلاقة".& ولكنه شدد على أهمية التغيير وضرورته قائلا "نحن في احيان كثيرة نركز على قواعد العمل السارية أو السابقة وليس على المنتوج نفسه واعتماد قواعد عمل وفرص جديدة". &

وقال مصدر قريب من الأخوين لصحيفة واشنطن بوست ان توجههما عالمي ويشدد على النمو المتسارع للتكنولوجيا الرقمية وتكنولوجيا الأجهزة المحمولة في اماكن مثل الهند.& كما يركزان على تطوير قناة ناشونال جيوغرافيك أو المحطات الرياضية التي يمكن تقديمها في حزم فيديو على الانترنت مقابل اجور لمشاهدتها.& واضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان جيمس ولاكلان متأثران ايضا بطريقة اطفالهما في استهلاك المحتوى.

القناة امام تحديات &

ولكن الأخوين مردوخ رغم توجهاتهما العالمية قد يترددان في استبعاد الجمهور الأساسي لقناة فوكس نيوز والتلاعب بربحيتها.& فالانتخابات السياسية استدرجت الكثير من المشاهدين الى فوكس نيوز ولكن هذا العامل الايجابي سيتبخر العام المقبل ويضع القناة أمام تحديات مع تسلم الادارة الجديدة مهام عملها.&

قال مايكل وولف كاتب سيرة حياة روبرت مردوخ ان علاقة نجلي مردوخ ورئيس فوكس التنفيذي روجر ايليس "علاقة سيئة للغاية منذ سنوات طويلة.& وكان روجر ايليس يعرف ذلك وقال لي ان يوماً سيأتي حين لا يكون روبرت مردوخ هو المسؤول الأول ويتولى ادارة الشركة اطفاله ، وكان روجر يدرك ان هذه ستكون نهايته.& ويبدو ان هذا اليوم جاء الآن".&

&

اعدت ايلاف المادة&عن صحيفة واشنطن بوست

المادة الأصل هنا