إيلاف من الرياض: اطلقت مؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية" فاعليات "حكايا مسك" في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، مستهدفةً حضور 100 ألف زائر في ستة ايام، ليكونوا على موعد مع 46 منصة وورشة عمل مصغرة متنوعة تُعنى بصناعة محتوى مميز بالقيم الثقافية والأدبية والعلمية.
وحرصت اللجنة المنظمة على المزج بين الجانبين النظري والتطبيقي في الفاعلية، إذ وضعت منصة رئيسة لكل قسم وورشتي عمل لتدريب الحضور، لتحقيق الفائدة القصوى، والوصول بهم إلى أعلى درجات الإتقان في هذه المجالات.
ثقافة الإبداع
تتمثل الفاعليات التي تسعى إلى نشر ثقافة الإبداع بين الشباب، وبث القيم العليا للمجتمع في أوساطهم، في ورش عمل تفاعلية في كتابة السيناريو والمادة الإعلامية ومحتوى الرسوم المتحركة "أنمايشن"، تقدمها مجموعة من الجهات والمنظمات المعتمدة محليًا وعالميًا، في قالب مدروس ومبتكر يجمع بين التعليم والثقافة والترفيه في وقت واحد، في حين يتمكن الزوار من مشاهدة أعمال إبداعية في مجالات المسرح والأفلام القصيرة والرسم والتأليف وفنون السرد القصصي التي ستتنوع مع تنوع المشاركين، فيما تكون التضحيات التي قدمها المرابطون على الحد الجنوبي للسعودية حاضرة في قصص من عايشوا تلك التجربة من الإعلاميين الذين كانوا هناك.
مبادرات شبابية
التقت "إيلاف" يوسف الحمادي، رئيس اللجنة الإعلامية في "حكايا مسك"، فقال إن النقطة التي بدأت منها هذه الحكايا هي فكرة الأخذ بيد المبادرات الشبابية وتشجيعها وتمكين المجتمع من التطور في المجالات الأدبية والمعرفية والتقنية بشكل عام، وشملت مبادراتها أطياف المجتمع كلهم، من أطفال وشباب ورجال ونساء.
"أما بالنسبة لحكايا مسك اليوم فهدفها تشجيع الشباب على التعبير وطرح الأفكار وتطوير أساليبهم في التفكير وتنمية مهاراتهم، لعلها توقد شيئًا داخل الشباب يجعل منهم مبدعين في المستقبل، إذ تعمل مسك على ثلاثة مسارات أساسية، هي: الإلهام، التحفيز والإحتواء، التمكين".
عن الإلهام، قال الحمادي لـ"إيلاف": "لو ننظر إلى ملتقيات مثل "مغردون" و" شوف"، فمسك تسعى إلى عقد لقاءات بين الشباب أو جلب خبراء في مجالاتهم كي يلهموا الشباب بشكل عام، لأن الإلهام أسلوب عالمي حديث في تنمية المجتمعات، ونحن عملنا لا ربحي إذ نؤمن أن الإستثمار في رأس المال البشري هو أكبر وأعظم استثمار... فكثير من الشباب في مجتمعاتنا لا يعرف أين يتوجه، وربما لديه موهبة لكن لم يتح له اكتشافها بعد، فالإلهام أمر أساس تعمل عليه، وفق المثل (لا تُطعمني سمكة بل علمني الصيد)".
برامج احتوائية
أما التحفيز والإحتواء، فيقول الحمادي إنهما يحصلان من خلال برامج احتوائية تصممها مسك، "فنحن لدينا شراكة مع جامعة هارفرد ذهب إليها في ظرف سنتين أكثر من 130 طالبًا، ولنا شراكة كذلك مع كلية انسياد العالمية ودربنا العديد من الشباب في مجال القيادة".
أما التمكين فهو ايجاد منصات تمكن الشباب المبدع من استعراض تجاربهم وتسويقها،"وثمة نقطة أخرى مهمة جدًا وهي وجود العديد من الشركات ومراكز التدريب التي تدرب الشباب في أثناء هذا المهرجان، وربما تجد هذه الشركات والمراكز موهبة شابة فتتبناها، وبالتالي أنت تسوق لمثل هذه المواهب في مثل هذه المنصات"، بحسب الحمادي.
مواهب لا نتخيلها
تتميز فاعليات مسك عن غيرها، وقال الحمادي: "من أساسيات مسك دعمها المبادرات حتى لو كانت بسيطة، ومعظم المبادرات الي اطلقت من طريق مسك هي من بنات أفكار شباب مسك وشركائها من المبدعين الفاعلين، وثقوا تمام الثقة بأن ما قامت به مسك من مبادرات سابقة أتاحت لنا اكتشاف مواهب لا نتخيلها".
اضاف لـ"إيلاف": "لا تملك مسك شركات إنتاج أو صناعة محتوى وغيره، هي مجرد مؤسسة تربط المنصات وتوفرها، وبالتالي يستطيع الشاب أن يجد مكانًا يحتويه ويدعم موهبته وأفكاره".
ويرفع الحمادي الشكر إلى الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، والأمين العام بدر العساكر، "فعندما يكون لديك تخطيط واضح ورؤية واضحة تستطيع تحقيق الأهداف، وجميع ما تراه هو تحقيق لرؤية مسك ورؤية الأمير محمد بن سلمان".
وبحسب الحمادي، بلغ عدد الزوار حتى يوم الجمعة تقريبًا أكثر من 100 ألف، وسجل في الورش الإبداعية الأربع (أنيميشن، رسم، كتابة إنتاج) 14 الف شاب وشابة تقريبًا، أما في ورش عمل المؤلف الصغير فسجلت تقريبًا 14 ألف زائر.
التعليقات