ايلاف من الرباط: على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات النيابية ليوم 7 أكتوبر بالمغرب، عاد الخلط بين الدعوي والسياسي ليظهر في ساحة النقاش العمومي، بعدما بات شبه مؤكد أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) تتجه نحو ترشيح محمد الحمداوي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح التي توصف بالجناح الدعوي للحزب، وكيلا للائحة المصباح بدائرة العرائش، الأمر الذي أثار موجة من الردود الغاضبة في صفوف الإسلاميين قبل خصومهم، ووضع أطروحة التمييز بين الدعوي والسياسي التي يتغنى بها التنظيمان على المحك.

وأكدت قيادات في حزب العدالة والتنمية أن اختيار الأمانة العامة لترشيح محمد الحمداوي وكيلا للائحة الحزب بالعرائش، يبقى أمرا محسوما بالنسبة لهم، فيما لم يؤكد الحمداوي قبوله النهائي للترشح كما لم ينف ذلك، وهو ما اعتبره متابعون إشارة واضحة لرغبته في الترشح وأن المشاورات جارية بين قيادة الحركة، للبت في مسألة السماح للحمداوي بمغادرة الحركة والاستقالة من مسؤولية منسق مجلس الشورى وتفريغه للعمل الحزبي والبرلماني.

إنهاء الصراع الطاحن

ومنذ تداول خبر الترشح، الذي عد مفاجأة أخرى من بين المفاجآت التي وعد حزب العدالة والتنمية بتقديمها في لائحة أسماء المرشحين لخوض انتخابات 7 أكتوبر الحاسمة، بعد ترشيحه الوجه السلفي البارز، حماد القباج في مراكش، ونجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي بالحسيمة، في سابقة هي الأولى من نوعها، مازالت شبكات التواصل الاجتماعية تغلي بالنقاش حول اعتزام حزب عبد الاله ابن كيران، ترشيح الحمداوي في العرائش.

وأكدت قيادة الحزب الذي يقود التحالف الحكومي، أن اختيار الحمداوي، يأتي لإنهاء الصراع الطاحن بين أعضاء حزب العدالة والتنمية في الإقليم حول من سيقود اللائحة، والذي يتهم سعيد خيرون، البرلماني ورئيس لجنة المالية بمجلس النواب، مع أعضاء بالكتابة الإقليمية بالوقوف وراءه.

وانتفض عدد من أبناء الحركة الدعوية وحزب العدالة والتنمية على اختيار الأمانة العامة ترشيح الحمداوي، معبرين عن تخوفهم من نتائج عكسية للترشيح، الذي اعتبروه نسفا لأطروحة الفصل بين الدعوي والسياسي، التي ظلت الحركة ترددها لسنوات ، وتفتخر بأنها كانت من الحركات الدعوية السباقة في المجال، فيما ذهب آخرون إلى القول إن موقع الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح يظل "أكبر من نائب برلماني".

استنزاف الحركة

واعتبر أحد أعضاء الحركة الدعوية في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأن هذا الترشيح إذا تم سيكون خطوة جديدة في مسار استنزاف الحركة وإفراغها من الطاقات لصالح الحزب السياسي، الأمر الذي يعيد انتقادات القيادي في الحركة الإسلامية، الراحل فريد الأنصاري، لتضخم السياسي وتغوله على حساب الدعوي والتربوي.

وعلق عضو آخر ساخرا من قيادتي الحزب والحركة "إذا ترشح الحمداوي للبرلمان، أظن أن الحزب عليه أيضا أن يبحث لرئيسها عبد الرحيم شيخي وعضو مكتبها التنفيذي امحمد الهلالي عن دائرة انتخابية، ولكل من رغب في ذلك من أعضاء المكتب التنفيذي"، فيما قال آخر "أقترح على حركة التوحيد و الإصلاح، حل جميع مؤسساتها و هيئاتها، والاندماج بشكل كلي في حزب العدالة والتنمية".

يشار إلى أن الخلط بين الدعوي والسياسي "تهمة" غالبا ما يرمى بها حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح من طرف خصومهم السياسيين والإديولوجيين، لكن الحزب والحركة معا، ينفون هذا الخلط بشكل دائم ومستمر، إلا أن الرغبة في ترشيح رئيس حركة التوحيد والإصلاح بدائرة العرائش إذا ما تمت، فإن التهمة ستصبح حقيقة يصعب نفيها.