إيلاف: دعا وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي من طوكيو إلى تمكين الثقافة والفنون في بلاده مؤكدًا أنه من محبي الموسيقى مطالبًا بتبادل ثقافي وسياحي عبر زيادة الترجمات والوفود بين البلدين، ومشيدًا بنهضة اليابان التكنولوجية والفنية "التي لا مثيل لها في العالم".

وبدأ الدكتور عادل الطريفي كلمته مصوبًا أمرًا ما: "بادئ ذي بدء، الزعيم الشاب&هو الأمير محمد بن سلمان، ولهذا أنا لا أحمل هذا اللقب.. أما بالنسبة إلى المسألة الأخرى، فأنا أود الإشارة إلى أن الملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد منحوني هذه الفرصة لكي أفعل شيئًا جيدًا لبلدي، وأود أن أحقق في الواقع أمرين، أولهما إظهار حرص المملكة العربية السعودية على إبرام الاتفاقات".&

وأرى أن الجانب السعودي استشهد ببرامج تتعلق بهذا الأمر، ولا أود أن أستفيض في الحديث لشرح كل برنامج من تلك البرامج، بل أدعوكم إلى زيارة المملكة، ومشاهدة ذلك بأنفسكم، ويمكنني تزويدكم بالتفاصيل، ونحن نرحّب بنصائحكم كذلك.&

استثمار الشباب
الأمر الثاني، الذي يحظى بأهمية كبرى بالنسبة إليّ، هو تمكين الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية.. فأنا من محبي الموسيقي الكلاسيكية وأوبرا "برامز" هي ربما أفضل مُؤَلَّفة موسيقية على الإطلاق، وأنا أستمع إليهم جميعًا، لكن كونشرتو البيانو رقم 2 هو العمل الموسيقي المفضل بالنسبة إليّ، خاصة حين أعاد تقديمه المؤلف الموسيقي النمساوي كارايان في ستينات القرن الماضي، وأعتقد أنه يحظى بشهرة واسعة في اليابان، وأود أن أشاهد يومًا ما شابًا سعوديًا يمكنه العزف على آلة (التشيلو) على الصعيد العالمي، كما الفنان الشهير يويو ما.

اضاف: وأود أن أرى فتاة شابة مثل جاكلين دو بري، وهي فنانة رائعة هي الأخرى في العزف على آلة (التشيلو).. فأنا أتصور أن هناك طاقة كبرى لدى الشباب السعودي، ونحن بحاجة إلى أن نُمَكِّنُهم من متابعة دوافعهم، أهدافهم وطموحاتهم في مجال الفنون والثقافة، وهذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة إليّ.. وأعلم أني بحكم دوري على الصعيدين الأمني والسياسي لديّ مهمة أخرى يتعين عليَّ القيام بها، وهي أن أساعد على توفير الأمن للبلاد تحت قيادة ولي العهد وولي ولي العهد.&

استدرك: لكن حين يتعلق الأمر بالثقافة والإعلام، فإني أود أن نكون مبدعين في المحتوى (المحتوى السعودي).. وحين يتعلق الأمر باليابان، يعتبر كارل أورف مدرساً موسيقياً شهيراً للغاية في ألمانيا، وقد جاء إلى اليابان، ووضع المنهج الدراسي الخاص بالموسيقى، ولهذا أنجبت اليابان بعضًا من الموسيقيين المبدعين المتألقين حول العالم، وأنا أتطلع إلى أن يكون لمجمع الفنون الملكي الذي أعلنّا عنه، بمباركة من الملك سلمان، وأكاديمية الفنون الملكية، دورهما في تحقيق ذلك بالنسبة إلى السعوديين.

مدرسة عالمية
الطريفي تابع من طوكيو قائلًا: يمكننا أن نتعلم الكثير من اليابان، فاليابان مدرسة بالنسبة إلى العالم، وليس للسعودية فحسب، ونحن جميعًا عشاق لليابان.. والدي نفسه لا يقود سيارة ما لم تكن صناعتها يابانية، ولديه جهاز تلفزيون قديم، أعتقد أنه ماركة سوني، حسنًا، وهو يرفض تغييره بماركة أخرى، فقط لأنه صنع في اليابان، ويكتفي بقوله إنه يثق كامل الثقة بكل ما يتم صنعه في اليابان، وإنه لا يثق بأي شيء آخر.. لقد إلتقيت وزير الثقافة الياباني، وهنأته على شغله هذا المنصب، وناقشنا برنامجًا محدودًا في الواقع، ووقعنا كما تدركون على اتفاق، سوف يتم تفعيله بدءًا من اليوم، ينطوي على تبادل المعارض، الموسيقيين، الفنانين، ورش العمل ومعارض الكتاب وأشياء أخرى كثيرة.&

تبادل سياحي
وأوضح مكملًا: وأنا لديّ الآن أمر ما أود التحدث عنه، وهو أمر سبق أن أشرت إليه، في ما يتعلق باستعانتنا بمسؤولين عن القنوات التلفزيونية لنقل الخبرات اليابانية ونشرها في السعودية، لماذا؟، لأننا نريد زيادة عدد السياح السعوديين إلى اليابان، لكن في الوقت نفسه نتمنى من الشعب الياباني أن ينصت أيضًا إلى الخبرات السعودية لجعل السعودية مقصدًا رائجًا بالنسبة إلى السياح اليابانيين.

وأشار إلى أنه "لدينا بالفعل قائمة طويلة من الأفكار الثقافية التي يمكننا مبادلتها، وواحدة من تلك الأفكار التي يمكن تطبيقها على الفور هي إنتاج سلسلة كتب يمكن للصغار أن يقرأوها في المدارس، عبارة عن قصص قصيرة من اليابان، وكذلك إنشاء موسوعة صغيرة باللغة العربية عن اليابان، وأيضًا إنشاء موسوعة صغيرة باللغة اليابانية عن المملكة العربية السعودية".

زيادة ترجمات
ختم قائلًا: "وهدفنا، وهذا أيضًا وفقًا لتعليمات صاحب السمو الملكي، هو أن نكون بوابة المعرفة في الشرق الأوسط بالنسبة إلى اليابان، وهو ما يعني حاجتنا إلى زيادة الترجمات، وتعزيز حضورنا الثقافي في اليابان، كما إننا نريد أن تصبح اليابان بوابتنا للتفاهم العربي، وهو ما نتواجد هنا من أجله". تجدر الإشارة إلى أن كلمة الطريفي جاءت على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، إلى اليابان.
&&
&