تعهد رئيس التحالف العراقي الشيعي الجديد عمّار الحكيم بجعل التحالف كيانًا مؤسساتيًا، وإشراك جميع قواه في التخطيط والقرار، ووضع أطر علاقة صحيحة وتفاعلية مع التحالفات السياسية الأخرى للسنة والأكراد .. مشددًا على أن مهمته صعبة ولكنها ليست مستحيلة.&

إيلاف من بغداد: أكد الحكيم، وسط ترحيب القوى السياسية العراقية وقادتها باختياره رئيسًا للتحالف الشيعي، أن مشروع العراق الجديد يتطلب تمتين الصفوف وجمع الشمل ومراجعة الممارسات وتقويم النتائج والترفع عن الخلافات الداخلية.&

الترفع عن الخلافات ضرورة
وقال في بيان صحافي الثلاثاء، تسلمت "إيلاف" نسخة منه، بعد يوم من اختياره رئيسًا للتحالف، إنه يتسلم مسؤولية هذه الرئاسة التي جاءت تعبيرًا عن ثقة قادته به، مشددًا على أن مشروع العراق الجديد يتطلب تمتين الصفوف وجمع الشمل ومراجعة الممارسات وتقويم النتائج وترسيخ ثقافة العمل الجماعي والاتفاق على الأهداف الاستراتيجية.

أضاف أن "التحالف الوطني يمثل ركنًا أساسيًا ومؤسسًا للعملية السياسية الجارية في العراق، وعلاقته مع القوى السياسية التحالفية الأخرى على كبر المساحة الوطنية تمثل العامل الأهم في تحديد البيئة السياسية والنفسية للوضع السياسي العام".&

وقال إن "العراق وفي غمرة التحديات التي يواجهها يحتاج منا الترفع عن الخلافات الداخلية والبينية والعمل بروحية الفريق والاتفاق على الحد الأدنى من المشتركات وتحويل نقاط الاختلاف والتقاطع إلى فرص لحوار جدي بعيد عن التشنجات والمزايدات وعقد الماضي وإرهاصات الحاضر".

وأشار إلى أن من أولى الأولويات التي سيعمل عليها هي "خلق آليات المؤسساتية في مفاصل التحالف الوطني وإشراك الجميع في التخطيط والقرار وتفعيل الهيئة العامة والهيئة السياسية ونشر ثقافة الحوار والتواصل وإيجاد الحلول للمشاكل التي نواجهها ومنها ننطلق إلى الأولوية التالية في وضع أطر علاقة صحية وصحيحة وتفاعلية مع التحالفات الأخرى في الساحة الوطنية وتثبيت سقف الأهداف الوطنية العليا وتحديد المشتركات وتطويق مساحات الاختلاف وإعادة بناء جسور الثقة والتواصل".

وأوضح بالقول إن مهمته في رئاسة التحالف صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، إذا ما توافرت النوايا الصادقة والدوافع المخلصة.. داعيًا قادة التحالف إلى دعمه وإسناده.. وطالب القوى السياسية العراقية بجعل هذه الفرصة لحظة لانطلاق عمل حقيقي يستحضر إشكاليات تجربة الماضي القريب، ويتفهم تحديات الحاضر، ويخطط للمستقبل بثقة وأمل وإصرار.

وكانت الهيئة القيادية للتحالف الشيعي قد اختارت مساء الأحد الماضي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم رئيسًا للتحالف لمدة عام خلفًا لرئيسه السابق وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وأن تكون رئاسة التحالف دورية بين قادته لمدة عام لكل منهم.

الحكيم.. والتحالف الشيعي
عمار عبد العزيز محسن الحكيم من مواليد عام 1971، وهو نجل زعيم المجلس الأعلى الراحل عبد العزيز الحكيم، والرئيس السابق لكتلة الائتلاف العراق الموحد في مجلس النواب العراقي، كما إنه حفيد المرجع الديني الراحل آية الله السيد محسن الحكيم والمتوفي عام 1970.&

لعمار الحكيم أنشطة سياسية واجتماعية ودينية وثقافية مختلفة، منها رئاسة مؤسسة شهيد المحراب، وتولى رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عام 2009 بعد وفاة والده، وحاز المجلس الأعلى 30 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية العراقية عام 2014.


الحكيم جامعًا المالكي والنجيفي


&
يشرف عمار الحكيم على مؤسسة شهيد المحراب التي أسسها عمّه آية الله السيد محمد باقر الحكيم... وشارك في ندوات فكرية وثقافية وسياسية، وألقى محاضرات عدة، وشارك في عدد من المؤتمرات الدولية في الفكر وحوار الأديان.

معروف أن التحالف الوطني العراقي الشيعي هو تحالف سياسي عراقي أعلن عن تشكيله رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري في أغسطس عام 2009، وخاض الانتخابات البرلمانية العامة في البلاد عامي 2010 و2014.. ويضم التحالف القوى والتيارات الشيعية السياسية: ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، والمجلس الأعلى برئاسة عمار الحكيم، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وتيار الإصلاح برئاسة إبراهيم الجعفري، ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري، وحزب الفضيلة بقيادة المرشد الروحي محمد اليعقوبي، وكتلة "مستقلون" برئاسة نائب رئيس الوزراء السابق حسين الشهرستاني، إضافة إلى شخصيات أخرى. &

وشهد التحالف الشيعي خلافات حادة خلال السنوات الأخيرة، فجناح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على خلاف مع التيار الصدري بزعامة الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة الحكيم، وهي خلافات أطاحت برئاسة المالكي للحكومة بعد انتخابات عام 2014 ليحل مكانه القيادي في حزبه الدعوة حيدر العبادي، وهو أمر لم يرق للمالكي.

لكن العبادي استطاع أن يضرب المالكي بذريعة الإصلاحات عبر عزل مستشارين ومديرين محسوبين عليه.. وكان المالكي قد طالب برئاسة التحالف الشيعي بديلًا من الجعفري، لكن إصلاحات العبادي أضرت به بعد إلغاء مناصب نواب رئيسي الجمهورية والحكومة، حيث كان يتولى منصب نائب رئيس الجمهورية.
&&

& &