تداعت القيادات العراقية قبيل ساعات من بدء اعتصام جماهيري عند بوابات المنطقة الخضراء في وسط بغداد للمطالبة بإصلاحات شاملة لإجراء اتصالات عاجلة للتهدئة وتطويق تداعيات الخلافات حول الاعتصام، فيما انتشرت القوات الأمنية بكثافة حول المنطقة، لكن وزارة الداخلية أكدت أنها لم تمنح أي رخصة لأي اعتصام أو تظاهرة عند الخضراء.
أسامة مهدي: اجرى الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال الساعات الاخيرة اتصالات هاتفية عدة مع عدد من كبار الشخصيات السياسية والوطنية لاحتواء التطورات والتداعيات السياسية الحاصلة بين الحكومة وأطراف سياسية من كتلة التحالف الشيعي، في اشارة الى التيار الصدري.
&
معصوم.. اتصالات للتهدئة
وقالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي الليلة الماضية، واطلعت "إيلاف" على نصه، انه في إطار التطورات والتداعيات السياسية الحاصلة خلال الساعات الاخيرة بين الحكومة وأطراف سياسية من كتلة التحالف الوطني الشيعي، أجرى الرئيس معصوم عدداً من الاتصالات الهاتفية المهمة مع عدد من كبار الشخصيات السياسية والوطنية، وعبّر عن ثقته باعتماد الجميع منطق الحكمة والعقل لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يوتر الأجواء ويزيد من مساحة التشاحن السياسي الحاصل.
&
وأشار معصوم الى أن الحرص على أمن وسلام جميع العراقيين يتطلب منا جميعًا بذل أقصى ما يجب من ضبط النفس والسيطرة على التداعيات والتصعيد الإعلامي، بما يمنع تفاقم التوترات، ويهيئ أجواءً إيجابية لحسن التفاهم ولمواصلة العمل من أجل إصلاح حقيقي شامل، وان الإصلاح المطلوب بات يمثل إرادة شعبية متنامية، مثلما هو يعبّر عن حاجة فعلية الى تطوير إدارة الدولة ومؤسساتها بما يعزز البناء السياسي والاقتصادي لها.
&
واكد الرئيس العراقي على المسؤولية الدستورية بحفظ حق المواطنين في التعبير عن الرأي والموقف من خلال التظاهرات وجميع الوسائل السلمية الأخرى التي تحقق الحرية وتضمن السلم والاستقرار والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، خصوصًا في هذه الظروف الملتبسة، والتي تواصل فيها القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها دحر المجرمين "الارهابيين".. مشددًا على ضرورة الإسراع في إجراءات الاصلاح وبالتفاهم بين مختلف السلطات ومع جميع أطراف العملية السياسية.
&
الصدر يؤكد لمعصوم أن الاعتصام اداة ضغط لتنفيذ اصلاح شامل
وفي وقت &اكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المضي بإقامة الاعتصامات أمام بوابات المنطقة الخضراء اليوم الجمعة، موجّهًا بالابتعاد عن العنف، فقد طلب من الرئيس معصوم العمل على التعجيل بإجراء الإصلاحات، معتبرًا أن الاعتصام يشكل عامل ضغط شعبي للوصول إلى إصلاح شامل. &
&
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الصدر من الرئيس معصوم &جرى خلاله التباحث حول مشروع الإصلاح الشامل والاعتصام السلمي، الذي عزم المواطنون العراقيون القيام به اليوم، حيث اكدا على ضرورة حفظ النظام العام والتعاون التام بين المعتصمين والأجهزة الأمنية.
&
وأكد الصدر على "أهمية التعجيل بإجراء الإصلاحات الشاملة، وان تكون معبّرة عن طموحات وتطلعات الشعب العراقي المظلوم".. معتبرًا أن "الاعتصام السلمي والوطني يأتي انسجامًا مع الممارسة الديمقراطية للتعبير عن الرأي، ويعد عامل ضغط شعبي من أجل الوصول إلى إصلاح شامل".
&
يذكر أن ائتلاف دولة القانون اعتبر عقب اجتماع مساء الاربعاء، بحضور زعيمه نوري المالكي ورئيس الوزراء حيدر العبادي، تحرك الصدر في الأيام الأخيرة صارخًا في ضرب أسس الأمن الوطني وأسس العملية السياسية وجعل الجميع يحبس أنفاسه خوفًا من انفلات الأوضاع الأمنية، وحيث لن يستطيع احد مهما تصور قوته وحضوره السيطرة على الأوضاع المتداعية، وذلك في إشارة إلى الاعتصامات المقرر تنظيمها أمام المنطقة الخضراء في بغداد.
علاوي يدعو لضبط النفس والحكيم لاجتماع عاجل للتحالف الشيعي
من جهته، قال زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي إن العراق يمر اليوم بمرحلة حرجة جدًا على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية، وهي ظروف مصيرية استثنائية، تحتم على جميع القوى السياسية العراقية ان تجعل أولوياتها في مقارعة "الارهاب" وتحقيق الانتصار السياسي والعسكري الناجز، ومن الأولويات كذلك تحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والأمني والإداري والبنيوي، والذي هو أمر لابد منه.
&
واكد علاوي، في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه، دعمه لمطالب المعتصمين والمتظاهرين وكل الاهداف التي تصب في مصلحة العراق والعراقيين وتأييده بالكامل لحرية التعبير وحق التظاهر والاعتصام. ورأى ان التصعيد بين الاطراف السياسية في هذه اللحظة المفصلية لا يخدم ألا أعداء العراق، مما يوجب العمل من الجميع على تخفيف التوترات وحماية للشعب العراقي وتقديم الدعم المطلق للقوات المسلحة بجميع صنوفها والقوات الامنية والحشد الشعبي المقاتل في جهودهم الرامية الى انقاذ العراق من "الإرهاب".. داعيًا جميع الاطراف الى ضبط النفس واعتماد الحوار والتحلي بالصبر.
&
وطالب الرئيس فؤاد معصوم بالدعوة الى عقد اجتماع سريع يضم كل الاطراف لتخفيف حدة التوترات وتحقيق الهدوء والسكينة وضمان سلامة الجميع والاستجابة لدعوات الاصلاح الحقيقي والحفاظ على سلمية الاحتجاجات.
&
من جانبه، دعا المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم الى اجتماع عاجل لقوى التحالف الشيعي والاحتكام الى لغة العقل والحكمة والحوار الإيجابي في حل المشكلات بين الحلفاء والشركاء. &
&
وأكد المجلس أن "المطالبة بالإصلاحات باتت مطلباً شرعياً وشعبياً، وهي ليست ترفاً فكرياً، ولا مادة للشعارات أو المزايدات، وما عرضته الحكومة لحد الآن لا يرقى الى مطالب الجمهور. واشار الى أن التظاهرات والاعتصامات السلمية الرامية الى تحقيق تلك الإصلاحات هي حق شعبي وممارسة ديمقراطية يكفلها الدستور والقانون في سياقاته المعروفة، لذلك نؤكد على ضرورة بقاء هذه الاداءات والممارسات في إطارها القانوني الصحيح ومساراتها المطلوبة وتحصينها من اندساس المغرضين وذوي الأغراض المضادة.
&
وطالب المجلس بعقد اجتماع عاجل لقوى التحالف الشيعي "من اجل إيجاد الحلول السريعة لما نراه خطراً جدياً يهدد اللحمة الوطنية ويثير هواجس الشارع العراقي وعموم الشركاء في الفضاء الوطني الذين يراهنون جميعاً على حكمة ووحدة وتلاحم هذا التحالف المهم الذي يشكل حجر الزاوية في العملية السياسية"، كما قال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".
الداخلية لم ترخص الاعتصام والامن يحيط بالخضراء&
فيما بدأ المئات من اعضاء وانصار التيار الصدري يتوافدون على المنطقة الخضراء المحمية في وسط بغداد في وقت مبكر فجر اليوم، فقد انتشرت قوات مكافحة الشغب في محيطها، ومنعت قيدة عمليات بغداد دخول أية خيمة الى قرب بوابات المنطقة.
&
وشهدت المناطق القريبة حول الخضراء انتشارًا امنيًا مكثفًا من قوات الجيش والشرطة والقوات الامنية الاخرى تحسبًا للاعتصامات التي ستكون عند البوابات الثلاث للمنطقة الخضراء، حيث سجل آلاف المواطنين اسماءهم للمشاركة فيها.
&
كما انجزت القوات الامنية نصب الاسلاك الشائكة والمصدات والحواجز الحديدية حول المباني الحكومية المهمة القريبة من مداخل الخضراء والتابعة لوزارات الخارجية والاعمار والهجرة &والدفاع، اضافة الى مديريات الاسكان والطرق والجسور، فضلاً عن نشر الاسلاك الشائكة حول محيط هذه المباني.
&
يأتي ذلك في وقت اعلنت وزارة الداخلية عدم منح أي ترخيص لإقامة تظاهرة أو اعتصام امام بوابات المنطقة الخضراء. وقالت في بيان اطلعت عليه "إيلاف" انها "تود أن تعلم جماهير شعبنا الكريم بأنه استنادًا الى بنود الدستور العراقي والقوانين النافذة وتنفيذًا لمسؤولياتها وواجباتها وحرصًا على امن المواطنين الكرام وضمانًا لسير القانون والنظام فإنها وتقديراً منها للظرف الحرج الذي تمر به البلاد ودفعًا لكل اشكال المخاطر والتهديدات المحتملة ومن اجل المصلحة العامة لم تعطِ تصريحًا بإقامة أي اعتصام أو تظاهر امام بوابات المنطقة الخضراء".
&
واضافت الداخلية انها قد "اعلمت الجهة التي طلبت الترخيص بهذا الامر تفاديًا لكل اشكال أو التباس يحصل من سوء التقدير للعواقب والاحتمالات".. مشددة على ضرورة "الالتزام بتعليماتها والانصياع الى روح القانون والنظام تجنبًا لكل ما يؤدي الى خلاف ذلك".
&
وكان الصدر دعا السبت الماضي الى اعتصام مفتوح أمام بوابات المنطقة الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة لتنفيذ الاصلاحات، وهي 45 يوماً.. فيما أبدى مجلس الوزراء تأييده ودعمه للتظاهرات المطالبة بالإصلاحات، لكنه شدد على أن تتم وفق الأُطر القانونية وأخذ الموافقات الأصولية. واكد أن القانون لا يسمح بإقامة الاعتصامات وسط الظروف الأمنية الحالية التي تشهد تهديد المجاميع "الإرهابية" وإمكانية حدوث استهدافات.
&
&&
&
التعليقات