قال زعيم المجلس الاسلامي العراقي الاعلى عمار الحكيم إن جهودًا كبيرة تبذل حاليًا من أجل تشكيل حكومة قادرة على إدارة البلد للسنتين المقبلتين، وحيث الانتخابات المقبلة عام 2018 ستكون مفصلية في تاريخ العراق.
لندن: وصف زعيم المجلس الاسلامي العراقي الاعلى عمار الحكيم الماسك بالعملية السياسية كالماسك على جمرة من نار، مؤكدًا أن الواجب الشرعي والقانوني يجبر تيار شهيد المحراب الممثل للمجلس الاعلى على حفظ المكتسبات المشروعة لهذه العملية . وشدد الحكيم على ان هذا التيار سيعتمد سياسة الحسم والحزم وسيكون حاسمًا في قراراته وحازمًا في خياراته دون مهادنة أو مجاملة.
جاء ذلك في كلمة للحكيم تابعتها "إيلاف" خلال احتفالية يوم الشهيد العراقي ذكرى استشهاد آية الله محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي سابقًا، والذي قتل بتفجير مفخخة في مدينة النجف صيف عام 2003 ولمناسبة سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان (أبريل) عام 2003 ، حيث جرت تجمعات جماهيرية في بغداد واربع عشرة محافظة عراقية اليوم الجمعة.
وكان من المنتظر ان يقدم الحكيم في كلمته اليوم طروحات جديدة حول آخر التطورات المتعلقة بالتشكيلة الوزارية التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى البرلمان اواخر الاسبوع الماضي، وموقفه من الخلافات السياسية منها، وتقديم آراء جديدة لحل هذه الخلافات لكنه فضل على ما يبدو عدم اثارة عقبات امام المحادثات الجارية حول هذه التشكيلة الجديدة والاتفاق على صيغتها النهائية.
الخلافات الكبيرة تصغر امام العراق الموحد
واكد الحكيم تمسك تيار المجلس الاعلى بوسطيته مستدركًا بالقول "لكن سنكون اكثر حزمًا في المنعطفات التاريخية وستكون المواقف مفصلية".. مصممًا على العمل بكل قوة للوصول الى تشكيلة وزارية للسنتين المقبلتين، عادًا الانتخابات المقبلة عام 2018 مفصلية في تاريخ العراق.
واشار الى ان العراق لا يستقر الا اذا شعر الجميع انهم متساوون فيه.. وقال "لقد انتهى زمن المظلومية الطائفية أو القومية واصبح كل الشعب مظلوماً" مستشهدًا لذلك بافتراس الإرهاب التكفيري الأسود لمدن العراق في الموصل والرمادي ويقدم ابشع صورة للجرائم الانسانية باسم الإسلام والإسلام منه براء متوعدًا الارهاب بالاندحار وتحرير المدن.. لافتًا الى ان الإرهاب اثبت للعراقيين ان لا قيمة لهم خارج عنوان العراق الواحد الموحد، وانه مهما كانت الخلافات كبيرة فإنها تبقى صغيرة امام العراق الواحد الموحّد الذي يجمعهم.
واعتبر الحكيم المرجعية الشيعية العليا صمام الأمان وحامية الوطن والعقيدة، وهي البوصلة للمسير نحو المستقبل داعيًا الى التمسك بالمرجعية وبخطها الإلهي كونها تدعو الى الوسطية والاعتدال والتوازن، وهي سياسة تيار شهيد المحراب وثوابته، معربًا عن ايمانه بأن العراق يجب ان يكون محطة للالتقاء وليس ساحة للصراع.&
الصراعات في المنطقة
واضاف قائلاً: "قلنا قبل سنة من الآن ومن وحي هذه المناسبة ان منطقتنا لا تتحمل الصراعات المفتوحة والحروب بالوكالة، وان الحرائق قد كثرت وامتدت ولا بد لها ان تنطفئ ولن تنطفئ الا بالحوار وهذا ما حدث فمن الشام الى صنعاء قد نصبت طاولات الحوار والتفاوض، ولكن بعد خسائر لا تعوض بالأرواح الغالية وتدمير المدن والبلدان".
واعتبر احترام مساحات كل الاطراف هو الحل الاسلم لتجنيب المنطقة المزيد من الدمار، وهو الحل الوحيد لتحويل العداء الى تعاون.. محذرًا بالقول "ليس من مصلحة احد أن تتحول دول المنطقة الى بيادق على رقعة الصراعات الدولية".. مشددًا على ضرورة ان يأخذ العراق دوره ويكون محوراً في استقرار المنطقة وتنميتها، فالعراق هو الجسر بين الشرق والغرب وهو الحاضنة لكل الثقافات والتي تمتزج بها شعوب واديان وطوائف المنطقة.. واوضح ان كل ذلك هو السبب في الهجمة الشرسة على العراق، مؤكدًا استمرار تيار شهيد المحراب على نهجه رغم كل محاولات التحجيم والتشويش والتضليل.&
&
&مقاتلو المجلس الاعلى يواجهون الارهاب
واشار الحكيم الى ان سرايا تيار شهيد المحراب المسلحة تقاتل الإرهاب وتحقق الانتصارات وهي ملتزمة براية الوطن ومطيعة لتوجيهات المرجعية، فتقاتل بصمت وصبر وتنتصر بدعاء وحكمة، وهي بعيدة كل البعد عن الصخب والضوضاء والبهرجة.. مؤكدًا ان رجال تيار شهيد المحراب يملأون الجبهات ويسطرون أروع الانتصارات وان رجالاً آخرين من التيار يملأون قاعات المفاوضات فيقربون وجهات النظر ويطلقون المبادرات ويقدمون الحلول السياسية وينالون ثقة الشركاء والأصدقاء، فهناك شهادة وانتصار وهنا تألق وافتخار.
واضاف الحكيم في كلمته التي نقلت الى التجمعات الجماهيرية في محافظات العراق عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مخاطبًا المحتفلين" اليوم انتم تتصدرون مشروع الإصلاح الكبير، ولأنكم أصحاب مشروع ورؤية فأنكم وضعتم الحلول ورسمتم خارطة الطريق وقد ايدتها كل القوى السياسية.. وسنعمل بقوة مع الجميع على ان تتجاوز الحكومة ازمتها وان نصل الى تشكيلة وزارية تكون قادرة على قيادة العراق للسنتين المتبقيتين من عمر الحكومة".
انتخابات تحدد مسارات الاعوام العشرة المقبلة
واعتبر الانتخابات القادمة مفصلية في تاريخ العراق "وستحدد المسارات التي سنسير فيها للأعوام العشرة القادمة، وقبلها او معها ستكون انتخابات مجالس المحافظات، مؤكدًا ان التيار شهيد المحراب قد بدأ اليوم مرحلة جديدة ونوعية بأذن الله وستكون فيها الريادة والقيادة لجيل شبابي متألق يعملون ويتقدمون الصفوف بدعم ومؤازرة اخوتهم من الرواد المخضرمين أصحاب الخبرة والتجربة والايمان، والذين حملوا راية المشروع وضحوا من اجله، ولكن هذه هي مسيرة الحياة حيث زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون، وهنا تكمن قوة تيار شهيد المحراب في تثبيت هذا المسار التكاملي بين الجيلين".
دعم دولي لمبادرة الحكيم.. ورفض للعبادي
وكان الحكيم طرح الاثنين الماضي مبادرة للاصلاح حظيت بتأييد كل من واشنطن وطهران والامم المتحدة حين عرضها على السفير الايراني دانائي فر ومبعوث اوباما الى العراق بريت ماكغورك والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش.. لكن العبادي رفضها متمسكًا بتشكيلته الحكومية التي قدمها الى البرلمان الخميس الماضي، مشيرًا الى ان البرلمان له الحق في الموافقة عليها او رفضها او اجراء تعديلات عليها.
وتتشكل مبادرة الحكيم من مسارين "لتشكيل حكومة التكنوقراط لاخراج البلد من الوضع المأزوم الذي وصل اليه وتجاوز الانسداد السياسي الحالي والحفاظ على مرتكزات العملية السياسية والتنسيق والتعاون بين القوى السياسية المختلفة" مع الحفاظ على الشرعية الدستورية والنيابية للحكومة وتوفير الغطاءات المناسبة لها سياسياً كي تساعدها على اتخاذ خطوات كبيرة وجوهرية وباسناد برلماني وسياسي كبير.
وتنص المبادرة في مسارها الاول على تمثيل المكونات الاساسية في حكومة التنكوقراط من خلال منحها حقها بترشيح تكنوقراط ان كان مستقلاً او سياسيًا للمواقع المحددة ضمن مواصفات وشروط يضعها رئيس الوزراء مع صلاحيته بالبت بالمرشحين.&
وطالبت بتحديد تسعين يومًا لتنفيذ الجزء الاول من خارطة الطريق تبدأ من منتصف الشهر الحالي وتنتهي منتصف شهر تموز (يوليو) المقبل لتقييم ما تحقق وتقييم التزام جميع الاطراف بالواجبات الملقاة على عاتقهم، اضافة الى اعتماد برنامج حكومي مركز وواقعي يغطي الفترة المتبقية من مدة تكليف الحكومة محددًا باسقف زمنية واضحة لكل مهمة فيه.
واشارت مبادرة الحكيم الى انه في حال تعذر المسار الاول هذا فإنه يتم اعتماد المسار الثاني الذي يقضي بالعمل على تغيير تشكيلة الحكومة والدعوة لحكومة تكنوقراط تشمل رئيس مجلس الوزراء والعمل على حفظ التوازن الوطني في الحكومة المزمع تشكيلها، كما نص الدستور وتشكيل كتلة عابرة للمكونات تكون داعمة لحكومة التكنوقراط ويحدد ذلك بسقف زمني مدته ثلاثون يومًا.
ونهاية الشهر الماضي، حسم العبادي التغيير الوزاري في تشكيلته الحكومية، وقدم الى مجلس النواب قائمة باسماء 13 مرشحًا لحقائب وزارية وصفهم بالتكنوقراط مع بقاء حقيبة وزارة التجارة والصناعة شاغرة واستثناء حقيبتي الداخلية والدفاع من التغيير بسبب الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد في حربها ضد تنظيم "داعش" في مناطق غرب وشمال البلاد.
وقد تم منح مجلس النواب عشرة ايام لدراسة السير الذاتية للمرشحين من قبل لجنة ثلاثية تمثل القوى السياسية، ويترأسها رئيس البرلمان سليم الجوري وتنتهي الاحد المقبل.
&
التعليقات