باريس: أقيم مؤخراً اجتماع بين الحكومة الفرنسية وممثلين عن الجالية المسلمة في فرنسا بهدف اتخاذ خطوات ايجابية ترمي إلى فتح فصل جديد في العلاقات مع المسلمين الذين يعيشون هناك، بعد وقوع سلسلة من الهجمات وما أحدثه ذلك القرار الذي اتخذته بلديات فرنسية بحظر ارتداء زي "البوركيني" من تداعيات.

وأعقب ذلك الاجتماع الإعلان عن إنشاء مؤسسة إسلامية وتكوين جمعية دينية للمساعدة في إتاحة الفرصة لتعايش الدين الإسلامي مع قيم الجمهورية الفرنسية بكل سلاسة.

ومع هذا، أكد علماء اجتماع وقادة في الجالية الإسلامية، ممن حضروا ذلك الاجتماع، أن فرنسا والفرنسيين مطالبون بعمل المزيد للمساعدة بصورة جادة على دمج الجالية الإسلامية والمساعدة على إنهاء حالة انعدام الأمن في البلاد بشأن تأثير الإسلام.

توازن

من جانبه، قال محمد موسوي، رئيس اتحاد المساجد الفرنسية والرئيس الفخري للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إن فرنسا والفرنسيين مطالبون بتقبل تواجد الإسلام في الشوارع.&

وأضاف موسوي في تصريحات أدلى بها لموقع ذا لوكال "مسألة تواجد الإسلام في الشوارع والأماكن العامة، كأن تظهر السيدات بالنقاب، هي مسألة جدلية متكررة وواحدة من المسائل التي يجب النظر إليها بقدر كبير من الهدوء".

وتابع موسوي حديثه بالقول "لا يمكننا أن نطلب من المسلمين أن يتغيروا ولا يمكننا أن نطلب منهم أن يختفوا. بل نحن بحاجة إلى توازن. فهم مسلمون، كما غيرهم، ومن حقهم التعبير عن دينهم. ويجب على فرنسا أن تتقبل أنها دولة متعددة الأديان ومتعددة الثقافات لأن ذلك هو الواقع. والسماح للمسلمين بأن يعبروا عن دينهم أمر من شأنه أن يساعدهم على الشعور بشكل أكبر بأنهم جزء من المجتمع الفرنسي".

دمج اقتصادي

أما سيمون رايخ، أستاذ الشؤون العالمية لدى معهد روتجرز نيوارك والباحث الزائر في مؤسسة IRSEM البحثية في العاصمة الفرنسية باريس، فأوضح أن الحل يكمن من وجهة نظره في دمج سكان فرنسا المسلمين اقتصادياً، لأنهم إن ظلوا فقراء، فإنهم سيظلون غير ممثلين وسيلجأون في أحيان كثيرة لتدابير العصيان المدني، ومن ثم يجب تهيئة المناخ الاقتصادي بحيث تتوافر لهم وظائف جيدة في الضواحي.

وأكدت أغنيس دي فيو، وهي عالِمة اجتماع ومخرجة أفلام وثائقية، أن بمقدور فرنسا القيام بكثير من الأشياء الإيجابية إذا احترمت فقط دستورها. وأضافت في سياق تصريحاتها بهذا الخصوص " يجب أن يتم التعامل مع المسلمين في فرنسا كما يتم التعامل مع باقي المواطنين الفرنسيين وألا يتم التعامل معهم على أنهم أعداء محتملون. ويجب أن تُترَك لهم مساحة من الحرية دون النظر لمسألة النقاب أو اللحية".

وقال رافائيل ليوجييه، وهو عالِم اجتماع فرنسي ويشغل منصب مدير مرصد الأديان، إن المشكلة الأساسية تكمن في الجهل الكبير بالإسلام وتعاليمه في فرنسا. وطالب ليوجييه نتيجة لذلك بتأسيس "مرصد هويات" جديد لإرشاد الحكومة والسياسيين والمساهمة في عدم نشوب أي خلافات كما حدث مؤخراً بشأن البوركيني.

أعدت إيلاف التقرير نقلا عن "ذا لوكال" على الرابط أدناه:&

http://www.thelocal.fr/20160905/what-france-mustto-do-integrate-its-muslim-community