يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان قد التقى عددًا من رؤساء الدول، منهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ويلتقي مساء اليوم الإثنين مرشحي انتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي، والجمهوري دونالد ترامب.
إيلاف من القاهرة: استقبل المصريون في أميركا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالكثير من الترحاب والحفاوة، وتظاهر العشرات منهم أمام مقر إقامته، وأمام مقر الأمم المتحدة، بعد أن نجحت جهود الكنيسة في الحشد لاستقبال السيسي، وإفساد مخططات جماعة الإخوان للتظاهر، والإساءة لمصر في أميركا، والتشاجر والاعتداء على الوفد الإعلامي المرافق للرئيس، كما حدث العام الماضي.
ونظمت الهيئة القبطية في أميركا وجمعية أبناء مصر مسيرات للمصريين في أميركا للترحيب بالسيسي، واستأجرت حافلات لنقلهم من مختلف الولايات إلى نيويورك.&
ويلقي السيسي غدًا الثلاثاء، كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يستعرض خلالها أهم القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، التي تهم مصر والمنطقة، ولاسيما الحرب على الإرهاب، واللاجئين، والتنمية الإقتصادية.
أهمية خاصة
ويشارك السيسي، بعد غد الأربعاء، في قمة مجلس الأمن الدولي حول التطورات في الشرق الأوسط، والتي ستولي اهتمامًا خاصًا بكل من سوريا وليبيا، وذلك برئاسة رئيس وزراء نيوزيلاندا وحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي.
ويترأس السيسي في اليوم نفسه قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي تعقد بمقر بعثة المفوضية الأفريقية على هامش أعمال الجمعية العامة، لمناقشة تطورات الأوضاع في جنوب السودان. كما يترأس اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغيير المناخ لمناقشة نتائج مؤتمر باريس حول تغيّر المناخ، بالإضافة إلى التحضير للدورة القادمة للمؤتمر التي ستعقد بمراكش في نوفمبر المقبل.
ويجري السيسي عدة لقاءات مهمة على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من بينها لقاءات مع الرئيس الفرنسي، ورئيس وزراء بريطانيا، والعاهل الأردني والرئيس الفلسطيني، وكذلك مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين.
وأعلنت الرئاسة المصرية، أن السيسي سوف يلتقي مساء اليوم الإثنين، المرشحين للإنتخابات الرئاسية الأميركية، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويلتقي السيسي في نيويورك عدداً من رؤساء كبرى الشركات الأميركية، ومنها شركة "جنرال إليكتريك"، وأعضاء مجلس رجال الأعمال المصري والأميركي وأعضاء غرفة التجارة الأميركية، لبحث زيادة الاستثمارات الأميركية في مصر.
وقال السفير جمال الحسيني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة السيسي لأميركا تكتسب أهمية خاصة، لاسيما في ظل تفاقم الأوضاع في المنطقة، في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بسبب الجماعات الإرهابية.
وأضاف لـ"إيلاف" أن الزيارة تعتبر فرصة حقيقية للسيسي والدبلوماسية المصرية لتوضيح كافة الحقائق عن الأوضاع في مصر، لاسيما ملف حقوق الإنسان والحريات، والأوضاع الأمنية والسياسية، وأن المناخ في مصر آمن، وهناك فرص حقيقية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
معرفة النوايا&
ولفت إلى أن لقاء السيسي مع مرشحي الإنتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، مهم للطرفين الأميركي والمصري، مشيرًا إلى أن السيسي والطرف الأميركي في حاجة ماسة إلى معرفة النوايا وكيفية تعامل المرشحين مع قضايا الشرق الأوسط ومختلف الملفات في المنطقة، ورؤية كل منهما لمكافحة الإرهاب، ودعم استقرار الدول التي تعاني من الفوضى.
وحسب تصريحات السفير عبد الحميد محمود، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فإن زيارة السيسي لأميركا لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، تسهم في إلقاء الضوء على الأوضاع في المنطقة، ولاسيما الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن. وأضاف لـ"إيلاف" أن اللقاءات الثنائية التي يعقدها السيسي مع رؤساء الدول تعتبر الأهم في جدول الزيارة، لاسيما أنها تسهم في تقريب وجهات النظر والتباحث مع الرؤساء حول مختلف القضايا، وعقد الصفقات الإقتصادية.
ولفت إلى أن لقاءات السيسي أيضًا مع المستثمرين ورجال الأعمال تعطي دفعات للإقتصاد المصري، وتسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات الأجنبية.
ونوّه بأن السيسي كان حريصًا على عقد لقاء مع مرشحي الرئاسة الأميركية، لمعرفة خطط كل منهما للأوضاع والملفات العالقة في المنطقة، ورؤيتهما لكيفية حل تلك الأزمات، ومنها الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا، وملف الحرب على الإرهاب، والقضية الفلسطينية.
واستقبل السيسي نظيره اليمني، عبد ربه منصور هادي ، مساء أمس، في مقر إقامته في مدينة نيويورك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصري، السفير علاء يوسف، إن السيسي أكد خلال اللقاء ما يجمع مصر باليمن من علاقات وثيقة وروابط تاريخية على المستويين الرسمي والشعبي، متمنيًا للشعب اليمني الشقيق كل السلام والاستقرار والتقدم.
استقرار اليمن
وأكد السيسي لنظيره اليمني وقوف مصر إلى جانب اليمن ومواصلة دعمها للحكومة الشرعية وللرئيس هادي، مشيرًا إلى حرص مصر على دعم جهود استقرار الدولة اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأشار الرئيس إلى أهمية متابعة نتائج اللجنة المشتركة بين البلدين، التي عقدت بالقاهرة أغسطس الماضي، بما يساهم في الدفع قدمًا بالتعاون الثنائي في مختلف القطاعات.
وأكد أهمية الاستمرار في التشاور الوثيق بين الجانبين في إطار مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى، مؤكداً ضرورة مواصلة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة سعيًا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
وأعرب الرئيس اليمني عن تقدير بلاده لمواقف مصر الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن، سواء في إطار التحالف العربي أو من خلال الدفاع عن مصالح اليمن في مجلس الأمن والمحافل الدولية. وأكد رئيس اليمن محورية دور مصر باعتبارها الدعامة الرئيسية لأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى تطلع بلاده لمواصلة مصر دعمها لليمن وتكثيف التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة خلال الفترة المقبلة.
كما استعرض رئيس اليمن تطورات الأوضاع في بلاده، مشيرًا إلى حرص الحكومة اليمنية على استعادة السلام والاستقرار في اليمن والتمسك بوحدته وسلامة أراضيه.
وتناول اللقاء سبل دعم الجانب اليمني بما يمكنه من تجاوز أزمته الراهنة، فضلاً عن سبل تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين في المنظمات والمحافل الدولية، ولاسيما في مجلس الأمن.
&
التعليقات