واشنطن: ينعقد الكونغرس الاميركي الجديد الثلاثاء بعد ان تعزز موقف الجمهوريين بفضل رئاسة دونالد ترامب المقبلة ووسط حماستهم لتنفيذ اجندتهم المحافظة الطموحة التي تشتمل على خفض الضرائب والغاء قانون باراك اوباما بشان الرعاية الصحية.
ومع بقاء مجلسي النواب والشيوخ تحت السيطرة الكاملة للديموقراطيين، فان امام قيادة الحزب اقل من ثلاثة اسابيع قبل ان يتولى الرئيس المنتخب ترامب قيادة البلاد ليصبح الجمهوريون هم المتحكمون في الكونغرس بمجلسيه والبيت الابيض لاول مرة منذ 2007.
والثلاثاء سيؤدي سبعة من اعضاء مجلس الشيوخ (100 مقعد) اليمين الدستورية امام نائب الرئيس جو بايدن. كما سيؤدي نحو 52 عضوا جديدا في مجلس النواب اليمين الدستورية، ويتوقع ان يعيد المجلس انتخاب بول راين رئيسا له، والذي سيتولى الاشراف على الجهود لفرض التغييرات الجمهورية على القوانين الحالية وتوجيهها.
وسيزيل التغيير في الرئاسة العقبة الكبيرة المتمثلة في البيت الابيض والتي كانت تعيق تحرك الجمهوريين في الكونغرس. الا ان الجمهوريين اتخذوا خطوة جريئة حتى قبل انعقاد الكونغرس الجديد اذ تحركوا ليل الاثنين الثلاثاء وبدون مشاركة الديموقراطيين، لعرقلة عمل مكتب جديد للاخلاق للتحقيق في مزاعم فساد تستهدف اعضاء من الكونغرس.
وواجهت هذه الخطوة انتقادات شديدة من الديموقراطيين وبعض الجمهوريين وقالوا انها تقوض الشفافية. وتاتي في اطار مجموعة قوانين يصوت عليها مجلس النواب خلال جلسة الثلاثاء. ويبدو ان هذه الخطوة وضعت الكونغرس على خط المواجهة مع ترامب الذي وبخ الاعضاء بسبب استراتيجيتهم في اليوم الاول.
وقال ترامب في تغريدة الثلاثاء "مع كل العمل المترتب على الكونغرس، هل كانوا فعلا مضطرين الى اضعاف لجنة الاخلاقيات المستقلة مهما كانت درجة عدم انصافها، وجعل ذلك خطوتهم الاولى واولويتهم؟".
واضاف ترامب "ركزوا على اصلاح الضرائب، والرعاية الصحية وعلى اشياء اخرى عديدة اهم من ذلك بكثير".
وصرح زعيم الغالبية في مجلس النواب كيفن ماكارثي لشبكة "ام اس ان بي سي" ان احد الاهداف المبكرة للكونغرس الجديد سيكون التخلص من "قانون الرعاية المنخفضة الكلفة" الذي يعد من انجازات اوباما الداخلية رغم ما اثاره من جدل وساعد نحو 20 مليون شخص في الحصول على التامين الصحي.
وتثير هذه المسالة نقاشا محتدما في واشنطن. وسيزور اوباما مبنى الكونغرس الاربعاء للتشاور مع الديموقراطيين حول كيفية الدفاع عن قانون الرعاية الصحية في وجه محاولات الغائه، فيما من المقرر ان يلتقي نائب الرئيس المنتخب مايك بنس نوابا جمهوريين في اليوم نفسه لمناقشة "اوباماكير".
جلسات تأكيد التعيين
من بين المهام المبكرة التي تنتظر الكونغرس مصادقة مجلس الشيوخ على نحو 20 تعيينا على مستوى الحكومة لاشخاص اختارهم ترامب في اطار تشكيله لحكومته. ويتوقع ان تبدأ جلسات استماع مجلس الشيوخ في الاسابيع المقبلة.
ويتوقع ان تتم المصادقة على بعض من اختارهم ترامب بسلاسة وخصوصا الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي اختاره ترامب وزيرا للدفاع.
الا ان الاقلية الديموقراطية تعهدت التصدي للعديد من المرشحين من بينهم ريكس تيلرسون الرئيس التنفيذي لشركة اكسون موبيل الذي اختاره ترامب وزيرا للخارجية، وبيتسي ديفوس الجمهورية الغنية التي اختارها ترامب لمنصب وزير التعليم.
في 2009 اكد مجلس الشيوخ بالاجماع تعيين سبعة من اعضاء ادارة اوباما الديموقراطية يوم تنصيبه. وهذا العام وفي مواجهة صعود ترامب المثير للجدل الى السلطة، فان المعارضة ستكون اصعب.
واضافة الى برنامج "اوباماكير" يسعى الجمهوريون منذ سنوات الى التخلص من العديد من القوانين التي صدرت ابان عهد اوباما بما فيها القيود على الشركات وتلك المتعلقة بالبيئة، والى اطلاق هيكلية جديدة للضرائب.
ولدى كل من راين وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل مجموعة من القوانين الجاهزة لاقرارها وتطبيقها. وصرح راين لشبكة سي ان بي سي في ديسمبر "لقد امضينا العام 2016 بكامله نستعد لفرصة ان يتاح لنا الوصول الى حكومة موحدة في 2017".
خلاف سياسي
وأعرب ترامب عن دعمه لمعظم ما جاء في اجندة الجمهوريين في الكونغرس. الا ان بين الطرفين خلافا حول خطة استثمار تتعلق بالبنى التحتية بكلفة تريليون دولار وعد الرئيس المنتخب الناخبين بتنفيذها.
وخلال الاسابيع المقبلة ستطغى على الاجواء مسالة القرصنة الروسية التي استهدفت الحزب الديموقراطي ومساعدا بارزا للمرشحة الديموقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون خلال الحملة الانتخابية.
وفرض اوباما مجموعة عقوبات على روسيا بعد ان اتهمها بمحاولة التاثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية.
الا ان ترامب، وفي راي مغاير لخبراء الاستخبارات الاميركيين، اعرب عن شكوكه في مسؤولية موسكو عن عمليات القرصنة. وقال السبت انه يعرف "امورا لا يعرفها الاخرون" عن الهجمات الروسية المزعومة.
وقال من نادي مار الاغو الذي يملكه في فلوريدا "يمكن ان تكون هناك جهة اخرى" مضيفا انه قد يكشف تفاصيل "الثلاثاء او الاربعاء".
التعليقات