اتفق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي اليوم السبت على أن المفاوضات التي ستجري في جنيف الأسبوع القادم بشأن قبرص تمثل "فرصة حقيقية" للتوصل إلى حل دائم لتقسيم الجزيرة. ومن المقرر أن يلتقي يوم الاثنين في جنيف رئيس الجزء التركي من قبرص مصطفى آقينجي مع نيكوس آناستاسيادس الرئيس المعترف به دوليا للجمهورية القبرصية في الجزء اليوناني من الجزيرة، لإجراء محادثات في محاولة لإعطاء زخم جديد للعملية. ومن المتوقع أن ينضم لتلك المفاوضات، بدء من يوم الخميس، ثلاث دول هي بريطانيا التي كانت قبرص إحدى مستعمراتها، وتركيا واليونان، وسط توقعات بالتوصل إلى تقدم حقيقي في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة. وناقش الزعيمان إردوغان وماي، عبر الهاتف، المحادثات التي ستعقد في جنيف، كما قدمت ماي تعازيها في الحوادث الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها تركيا. وقالت مصادر رئاسية تركية إن الزعيمين "عبرا عن رغبتهما أن تكون المفاوضات المقبلة في جنيف فرصة لحل دائم وعادل للمشكلة القبرصية." وقال متحدث باسم داوننغ ستريت، مقر رئيسة الوزراء البريطانية، إنه تم الاتفاق على أهمية التوصل إلى حل ناجح في جنيف. وأضاف المصدر أن الزعيمين يريان في الاجتماع "فرصة حقيقية لتحقيق مستقبل أفضل لقبرص ولضمان الاستقرار في المنطقة." كما قال المصدر إن رئيسة الوزراء البريطانية سوف تزور تركيا "في وقت مبكر من العام الحالي" لكنه لم يحدد تاريخا بعينه. وهناك عدد من النقاط الشائكة في المفاوضات منها وجود القوات التركية في الجزيرة، وحقوق ملكية العقارات وحجم الأراضي التي ستخص كل من الشطرين في كيان فيدرالي. وكانت الجزيرة قد انقسمت عام 1974 عندما غزت القوات التركية الجزيرة أثر انقلاب فيها ساندته اليونان كان يهدف إلى انضمام الجزيرة إلى اليونان. ولا يعترف بالجمهورية المقامة في شمال قبرص التي تضم القبارصة الأتراك سوى تركيا، أما الجمهورية القبرصية في الجنوب التي تضم القبارصة اليونانيين فهي عضو في الاتحاد الأوروبي. ويتعرض آقينجي وآناستاسيادس، وهما من أشد المعارضين علنا للاتفاق، إلى ضغوط هائلة للتوصل إلى تقدم في المفاوضات. لكن أي اتفاق يتوصلان اليه لا بد من الموافقة عليه من المواطنين في شطري الجزيرة عبر استفتاء عام. وقال آقينجي، وهو من مواليد ليماسول التي تقع في الجزء اليوناني من الجزيرة، إن الاستفتاء يمكن أن يُجرى في الجزء التركي خلال الصيف إذا سارت الأمور على ما يرام خلال المفاوضات. وصوت المواطنون في كلا الشطرين في استفتاء جرى عام 2004 على خطة للأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة، قبلها القبارصة الأتراك بأغلبية هائلة ورفضها القبارصة اليونانيون بأغلبية هائلة.تقسيم الجزيرة
- آخر تحديث :
التعليقات