طهران: قررت ايران السبت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب منع دخول الايرانيين ورعايا ستة بلدان مسلمة اخرى لثلاثة اشهر الى الولايات المتحدة، كما اعلنت وزارة الخارجية.

واكدت الوزارة في بيان بثه التلفزيون الرسمي ان "جمهورية ايران الاسلامية... مع احترامها للشعب الاميركي، ومن اجل الدفاع عن حقوق مواطنيها، قررت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد القرار المهين للولايات المتحدة المتعلق بالرعايا الايرانيين".

وجاء ايضا في بيان الخارجية الايرانية ان "القرار الاميركي يتضمن امورا غير شرعية وغير منطقية تتعارض مع القوانين الدولية (...) ولن يكون لها اي اثر على مواقف الحكومة الايرانية" في اشارة الى ان الولايات المتحدة، حسب وسائل اعلام ايرانية، قد تكون طلبت معلومات عن المسافرين الايرانيين المتوجهين الى الولايات المتحدة، مقابل رفع القرار.

كما امرت وزارة الخارجية الايرانية السفارات والقنصليات الايرانية باتخاذ الاجراءات اللازمة لمساعدة الرعايا الايرانيين "الذين لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم او الى اماكن عملهم او جامعاتهم".

وافادت وكالات سفر في طهران ان شركات الطيران الاجنبية تحظر على الايرانيين التوجه الى الولايات المتحدة عقب قرار&ترامب بالكف عن منح التاشيرات.&

وقالت وكالتا سفر لوكالة فرانس برس ان طيران الاتحاد وطيران الامارات والخطوط الجوية التركية اصدرت اوامر بعدم بيع تذاكر للسفر الى الولايات المتحدة او السماح للايرانيين الذين لديهم تاشيرات سفر الى الولايات المتحدة بركوب الطائرات المتجهة الى هذا البلد.&

قلق&

وتاتي هذه الانباء بعدما فرض ترامب قيودا جديدة على المسافرين من ايران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.&

ووقع الرئيس الاميركي امرا تنفيذيا واسعا الجمعة لمنع وصول اللاجئين كما فرض قيودا مشددة على المسافرين من الدول السبع.&

وقالت منظمة الطيران الايرانية انها لم تصدر اي تعليمات للخطوط الجوية الايرانية التي لا تسافر مباشرة الى الولايات المتحدة في غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.&

ولأن اكثر من مليون ايراني يعيشون في الولايات المتحدة، تشعر العديد من العائلات بالقلق حول تبعات قرار ترامب.&

وقالت طالبة ايرانية تدرس في كاليفورنيا وتزور بلادها حاليا انها لا تستطيع العودة الى الولايات المتحدة بعد الغاء تذكرتها بسبب القيود الجديدة.&

وصرحت الطالبة التي طلبت عدم كشف اسمها &"كان لدي تذكرة على الخطوط التركية في 4 فبراير، ولكنها الغيت".&

واضافت "لقد ابلغت المسؤولين في الجامعة عبر البريد، وفوجئوا. وسيبعثون لي برسالة لكي احاول السفر من اوروبا".

وكانت اسرة عراقية قد مُنعت من السفر من القاهرة الى نيويورك السبت، بحسب مسؤولين في مطار القاهرة.

واوضح المسؤولون ان الاسرة المؤلفة من اب وزوجته وطفلين كانت قد حجزت مقاعد على طائرة مصر للطيران المتجهة من العاصمة المصرية الى نيويورك الا انه تم ابلاغهم انهم لا يمكنهم الصعود الى الطائرة بسبب القرار الاميركي الجديد.

قرار مؤسف&

وعبرت الخارجية السودانية السبت عن "الاسف" لادراج السودانيين ضمن القرار&قرار ترامب.

وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم الخارجية السودانية قريب الله خضر، تلقته فرانس برس "تعرب وزارة الخارجية عن اسفها لتضمين المواطنين السودانيين في الامر التنفيذي الصادر عن الرئيس دونالد ترامب بتاريخ السابع والعشرين من يناير 2017".

واضاف بيان الخارجية السودانية انه "لمن المؤسف حقا ان القرار جاء متزامنا مع انجاز البلدين لخطوة تاريخية مهمة برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الاميركية عن السودان".

واكد البيان السوداني من جهة ثانية استمرار تعاون السودان مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب.

وجاء في البيان "واتساقا مع المواقف المشتركة لمحاربة الارهاب الذي يهدد البلدين، ومع الهدف المشروع لحماية المواطنين من الارهاب والاجرام، فان وزارة الخارجية تؤكد التزام السودان بسياسة الارتباط &البناء بين البلدين، وستواصل حوارها مع الحكومة الاميركية والتعاون مع الاجهزة المختصة".

ومع ادانتهم للقرار لم يستغرب بعض السودانيين صدوره.

وقال المدرس احمد محمد عبد الله "السودان لا يزال على قائمة الدول الراعية للارهاب، لذا فالقرار طبيعي ويمثل عداء للاسلام وللسودان".

اما الصحافي نبيل صالح فقال "كان طبيعيا صدور هذا القرار فترامب يتحدث عن محاربة الهجرة منذ ايام حملته الانتخابية، لكن القرار يتضمن ظلما كبيرا لمعظم رعايا هذه الدول الذين لا علاقة لهم بالارهاب".

وقالت الصحافية رقيه الزاكي "القرار غير مستغرب استنادا الى تصريحاته قبل فوزه بالرئاسة".

دعوى قضائية

وفي سياف متصل، تقدمت جمعيات اميركية عدة للدفاع عن الحقوق المدنية السبت بشكوى امام القضاء&ضد ترامب ووزارة الامن الداخلي صباح السبت امام محكمة فدرالية في نيويورك من جانب "الاتحاد الاميركي للحريات المدنية" وجمعيات حقوقية واخرى تدافع عن المهاجرين، وهي تطالب خصوصا بالافراج عن مواطنين عراقيين احتجزا مساء الجمعة في مطار جون كينيدي في ضوء المرسوم الرئاسي.

وجاء في نص الشكوى ان العراقيين المحتجزين في مطار كينيدي يحملان تأشيرتي دخول تتيح لهما الدخول بشكل قانوني الى الولايات المتحدة.

وتبين ان العراقي الاول عمل لحساب شركات اميركية وفي القنصلية الاميركية في اربيل، والثاني يريد الانضمام الى زوجته وابنه اللذين سبق ان دخلا الولايات المتحدة بشكل قانوني كلاجئين.

وتطالب هذه الجمعيات باطلاق سراحهما وتمكينهما على الاقل من استخدام حقهما بتقديم طلب لجوء الى الولايات المتحدة لتجنب اعادتهما الى العراق، حيث لديهما ما يكفي من الاسباب للتأكد من وجود خوف على سلامتهما في حال اعيدا.

كما تطالب الجمعيات ايضا بان تعتبر هذه الشكوى عملا جماعيا يشمل كل الاشخاص في هذه الحالة ويمكن ان يحتجزوا في المطارات الاميركية.

ويمنع المرسوم الذي وقعه ترامب الجمعة دخول رعايا سبع دول اسلامية باستثناء الذين يحملون تأشيرات دبلوماسية او يعملون في مؤسسات دولية.

كما ستعلق واشنطن العمل لمدة اربعة اشهر في البرنامج الفدرالي لقبول لاجئين في البلدان التي تشهد حروبا من كل الجنسيات.

اما اللاجئون السوريون فمنعوا من الدخول حتى اشعار اخر.

وذكرت تقارير اعلامية ان السلطات الاميركية باشرت بالفعل في تنفيذ الامر الذي اصدره&ترامب، حيث احتجزت قادمين من دول اسلامية في المطارات.

&