نصر المجالي: شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا كلاميًا ضد السفير الأميركي لدى تركيا جون باس، واتهمه بأنه هو من تسبب في أزمة التأشيرة بين أنقرة وواشنطن، وأنه من غير المقبول أن تضحي الأخيرة بحليف استراتيجي مثل تركيا من أجل سفير ارعن.

وألقى أردوغان كلمة، اليوم الخميس، أثناء حضوره اجتماع الولاة في المجمع الرئاسي في أنقرة، وقال إن بلاده تحركت وفق مبدأ المعاملة بالمثل حيال الخطوة الأميركية المجحفة تجاه المواطنين الأتراك والخاصة بتعليق منح التأشيرات، وأن أنقرة ليست مسؤولة على الإطلاق عن تفاقم المشكلة ووصولها إلى هذا الحد.

وقال الرئيس التركي إن الولايات المتحدة تخبئ في قنصليتها باسطنبول مشتبهاً به على صلة برجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب العام الماضي.

أضرار بالصداقة

وأعرب أردوغان عن أمله أن يعود الأميركيون إلى رشدهم ويتحلوا بالهدوء ويتخلوا عن الخطوات التي من شأنها الإضرار بعلاقات الصداقة والتحالف بين الجانبين. وانتقد على هذا الصعيد بعض الجهات التي تدعي أن تركيا خسرت مبالغ طائلة نتيجة الأزمة الأخيرة الحاصلة مع الولايات المتحدة. 

واستطرد في هذا الخصوص، حسب ما نقلت (الأناضول): "يزعمون أن خسائرنا من حظر التأشيرات بلغت 50 مليار دولار، في حين أن التبادل التجاري بين تركيا والولايات المتحدة تراجع خلال الفترة الأخيرة إلى 15 ـ 16 مليار دولار، لا يمكن إذاً فهم المعطيات التي يستندون إليها في حساباتهم".

أوروبا

وفي سياق آخر، استنكر أردوغان عدم وفاء الدول الأوروبية بوعودها تجاه تركيا، قائلا: "أوروبا تعد ولا تفي، هم ليسوا صادقين وحياتهم كلها أكاذيب، ونحن سنسير في الطريق الذي نؤمن به بثقة تامة".

وأضاف أردوغان أنه لا يحق لأحد إعطاء تركيا دروسًا في القانون والديمقراطية، وبالأخص تلك الدول التي تسمح للانقلابيين وأنصار المنظمات الإرهابية بالتجول في شوارعها وإقامة فعاليات في ميادينها وساحاتها بحرية.

وتابع أردوغان قائلا: "من الآن فصاعدًا لن تستخدم الشرطة التركية مسدسات ألمانية، بل مسدساتنا المحلية، تركيا باتت تنتج مسدساتها وأسلحة أثقل من ذلك، ولا يحق لأحد إعطاؤنا دروسًا في القانون، وتركيا ليست بحاجة إلى دروس في الديمقراطية من دول تسمح للانقلابيين بالتجول في شوارعها بحرية".