ناقشت صحف عربية سبل إنجاح المصالحة الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع توقيع حركتي حماس وفتح على اتفاق لرأب الصدع المستمر منذ نحو 10 سنوات في العاصمة المصرية، القاهرة.

في "فلسطين أونلاين"، يقول إسماعيل الثوابتة "لن يؤمن شعبنا الفلسطيني في كل مكان بمصالحة عرجاء ينقصها الكثير من المتطلبات، بل إنه سيطمئن حتما بمصالحة كاملة ومتكاملة على أساس الشراكة وليست على أساس الإحلال والإقصاء".

ويضيف الثوابتة "أما تحسين الواقع الحياتي لأهالي غزة فهذا متطلب مهم جدا أيضا لإنجاح المصالحة بشكل حقيقي وهذا الأمر منوط بالحكومة الفلسطينية برئاسة د. رامي الحمد الله التي تسلمت مهامها بشكل رسمي، وعليها أن تبدأ إجراءاتها للتخفيف من الحصار عن غزة حتى إنهائه تماما طالما ذهبت الأسباب".

وفي صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية، يقول باسم برهوم "في مسألة معقدة ومصيرية كمسألة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لا تكفي الرغبات، ولا حتى النوايا الحسنة. صحيح أن كل ذلك مهم، إنجاز اتفاق يعالج كل القضايا العالقة هو أمر مهم جداً أيضاً، إلا أن الأهم هو كيف سنتصرف في اليوم التالي للاتفاق".

ويضيف برهوم "هذه الخطة لن يكتب لها النجاح إلا اذا كانت مدعومة إقليمياً، ومدعومة دولياً من الدول التي تؤمن أن خطوة إنهاء الانقسام ستقود المنطقة في نهاية المطاف إلى الأمن والسلام والاستقرار، وستفتح الباب أمام الحل الإقليمي، الذي يجري الحديث بشأنه، وأن يقود هذ الحل إلى وضع دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من جديد على خارطة الشرق الأوسط، فأي حل إقليمي بدون فلسطين لن يكتب له نجاح ولن يصمد لفترة طويلة".

من جهته، يقول علاء الدين أبو زينة في "الغد" الأردنية إنه "قبل ست سنوات، في العام 2011، كتبتُ في هذا المكان مقالاً بعنوان 'ماذا بعد المصالحة الفلسطينية'؟ عقب إحدى 'المصالحات'، ولم يحدث شيء ينزع الصلاحية عن محتواه -وليته حدث!".

ويستطرد أبو زينة بالقول "الفكرة أن ما يحيط بهذه المصالحات لا ينطوي على الشرط الأساسي لنجاح أي مشروع أو مسعى: الإخلاص للمبدأ وحُسن النية. وقد عودتنا الفصائل الفلسطينية أن نبحث دائماً عن المنفعة الفصائلية وراء أي تقارب، والتي لا تتصل غالباً بدفع القضية الوطنية وإنما بدعم 'النفوذ' و'الهيمنة' وتحقيق مكسب فئوي على حساب الفلسطيني 'الآخر' فقط، وليس أبداً على حساب العدو".

وفي وكالة "سما" الفلسطينية، يقول يوسف مكي "ليس من شك، في أن التقارب التركي -الإيراني، وانفتاح السعودية على روسيا، والتسليم بحتمية الحل السلمي للأزمة السورية، وقرب الانتصار على داعش والتنظيمات المتطرفة، في العراق وسوريا، ودخول المنطقة بأسرها مرحلة استرخاء نسبي كلها عوامل دافعة لحركة حماس للدخول في مصالحة فلسطينية، تمهد لها، كما قال القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب للانخراط في التسوية السلمية للقضية الفلسطينية".

وبدوره، يقول أمين قمورية في "الوطن" القطرية إن "أخطر ملفات الخلاف، وأكثرها حساسية وتعقيداً، مستقبل سلاح المقاومة.. رئيس السلطة يطلب بوضوح 'أن تكون هناك دولة واحدة بسلاح واحد ونظام واحد وقانون واحد'.. ورئيس المكتب السياسي لـ'حماس' يرفض بالوضوح نفسه، أي نزع لـ'سلاح المقاومة'، الذي يختلف عن 'نوع آخر من السلاح تحتكره الحكومة والشرطة وأجهزة الأمن'. ورغم عمق هذا المأزق وتعقيداته فإنه يمكن تجاوزه بصيغة أو أخرى مثل تأجيله لمرحلة مقبلة حتى تتأكد حقائق المصالحة على الأرض".

من جهته، يقول خالد عبد المنعم في "البديل" المصرية "حتى اللحظة لا تزال مواقف الكيان الصهيوني من المصالحة الفلسطينية خجولة جدًّا، صمت يشبه إلى حد كبير الرصد والترقب، خاصة في ظل ما يبدو إجماعًا إقليميًّا ودوليًّا لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لكن ذلك لم يمنع وجود اختلاف في وجهات النظر الإسرائيلية من نتائج المصالحة الفلسطينية وتأثيرها على الكيان".