نصر المجالي: دانت السلطة الوطنية الفلسطينية بشدّة، إقدام الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز المخابرات "الشاباك" على غلق مقار وفروع شركات في الميديا وترانس ميديا الفلسطينيتين للخدمات الإعلامية والتلفزيونية في الضفة الغربية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آفيخاي أدرعي في بيان له، اليوم الأربعاء،" إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مدن رام الله والخليل وبيت لحم ونابلس فجر اليوم، وأغلقت المكاتب وألصقت عليها أوامر الإغلاق الموقعة من القائد العسكري للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وصادرت معداتها بذريعة بث وإرسال مواد تحريضية".

وحسب تقارير، فإن هذه الشركات تقدم خدمات إعلامية وتلفزيونية للعديد من الفضائيات الفلسطينية والعربية والعالمية مثل "الميادين، روسيا اليوم، الأقصى، القدس، المنار، وفلسطين اليوم".

وأضاف المتحدث أدرعي: "في نشاط مشترك لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام والإدارة المدنية تمت مداهمة 8 وسائل إعلام وشركات إنتاج فلسطينية يشتبه في بثها وإرسالها مواد تحريضية ومشجعة للإرهاب". 

وأشار إلى أن "قوات الجيش أغلفت شركات إنتاج إعلامية مثل رامسات وترانس ميديا، بالإضافة إلى مصادرة معدات من شركات تعطي خدمات لقنوات مثل الأقصى والقدس التي تم تصنيفها في أمر عسكري لقائد المنطقة الوسطى كغير مرخصة، كما تم اعتقال مطلوبيْن يشتبه فيهما بالتحريض".

وأكد البيان: "هذه الحملة تأتي في إطار جهود الإحباط الشامل التي تستهدف معالم الإرهاب المختلفة ومن بينها التحريض، وقوات الأمن ستواصل العمل ضد التحريض كونه عنصرا مباشرا يدعم ارتكاب الاعتداءات الإرهابية وتشجيع الإرهاب".

إدانة فلسطينية

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بشدة ما وصفته بـ"القرصنة" الإسرائيلية ضد مقار عدد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان لها إنها تدين "بأشد العبارات اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مقار عدد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة".

وأشارت إلى أن "هذه القرصنة تأتي في سياق محاولات قوات الاحتلال المستمرة، لإخفاء ما تقوم به من جرائم واعتداءات يومية بحق شعبنا، ومحاولة فاشلة لإرهاب المؤسسات الإعلامية ومنعها من القيام بدورها، في فضح انتهاكات وجرائم الاحتلال والمستوطنين".

استياء 

وأثارت الإجراءات الإسرائيلية استياء واسعًا لدى الفلسطينيين، حيث دعت نقابة الصحافيين، ووزارة الإعلام إلى تنظيم وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في رام الله اليوم، احتجاجاً على إغلاق مكاتب شركات الإنتاج الإعلامي.

وقالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان إن تشدّق حكومة الاحتلال بتهمة "التحريض" لوسائل الإعلام المستهدفة، هو محاولة وقحة لن تنطلي على أحد، خاصة وأن الاستهداف طال وسائل إعلام فلسطينية وعربية وأجنبية مشهودا لها بالكفاءة والمهنية"، مضيفة "أن الأجدر هو كتم التحريض وخطاب العنصرية والكراهية الذي يقوم به قادة الاحتلال ووسائل إعلامه".

وأعلنت النقابة أنها تضع مقرها ومقدراتها في خدمة المؤسسات ووسائل الإعلام التي تم استهدافها. وقام كل من نقيب الصحافيين ووكيل وزارة الإعلام الفلسطينيين بإزالة نص القرار الإسرائيلي من أحد المقار الإعلامية المستهدفة.

حركة فتح

من جانبها، اعتبرت حركة فتح في بيان لها، أن "الاعتداءات الإسرائيلية بحق مؤسساتنا الإعلامية هدفها طمس الرواية الفلسطينية". وأضاف البيان أن "أن هذه الإجراءات والممارسات تشكل اعتداء غير مبرر على حرية العمل الإعلامي والصحفي في فلسطين، وتثبت أنها (إسرائيل) ممعنة في سياسة تكميم الأفواه، كما أنها تستهدف طمس الرواية الفلسطينية ومنع إيصالها للعالم، وتعمل على تزييف الحقائق على الأرض".

بدوره، وصف عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، ما حدث بشركة بالميديا بأنه "مس فظ بحرية الصحافة لمكتب إعلامي مهني"، كما دعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في غزة، المواطنين إلى المشاركة في وقفة احتجاجية، ضد ما وصفه بـ"حملة الاحتلال الإجرامية" بحق الصحافة الفلسطينية، وللتضامن مع الصحافيين الفلسطينيين.