إيلاف من لندن: فيما تتسع عمليات الهجوم التي ينظمها الأكراد في الخارج ضد السفارات العراقيةـ فقد وصف نائب بارزاني في رئاسة الاقليم ونائب الامين العام لحزب الاتحاد الكردستاني عناصر بحزبه بأنهم أصحاب أيادٍ سوداء وارتكبوا عارًا لأمرهم بالانسحاب من كركوك مهددًا باللجوء إلى الجبال للقتال مرة أخرى.
واتهم كوسرت رسول، نائب رئيس إقليم كردستان النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، اشخاصًا قال انهم انحرفوا عن نهج الحزب.. مشيرا إلى أنّهم قد "دخلوا التاريخ من بوابة العار" في اشارة إلى قياديين في قوات البيشمركة التابعة للحزب، والمكلفين بأمن كركوك، باصدارهم اوامر بالانسحاب منها الاثنين الماضي.
وقال رسول في بيان اليوم اطلعت عليه "إيلاف" إن "مسؤولية كارثة كركوك وطوزخورماتو وجميع الخسائر البشرية والمادية والمعنوية الأخرى لشعبنا يتحملها هؤلاء من غير الناضجين في الاتحاد الوطني".
وأضاف أن "بعض الأشخاص الذين انحرفوا عن نهج الاتحاد دون العودة لقيادة حزبنا اقحموا أنفسهم في الصفحات السوداء لتاريخ شعبنا خلال هذه الأحداث، حيث تعاونوا مع المحتلين بهدف الحصول على بعض المكاسب الشخصية والمؤقتة".
وقال إن "تكالب المحيطين، وعدم التكافؤ في القوة وشراسة الصراع إلى جانب الدور غير الجماهيري للأيادي السوداء في الداخل، والذي أصبح سبباً في إخلاء جزء مهم من الجبهات والتخلي عن إسناد القوات لصالح الأعداء، أدت إلى جعل الظروف غير مواتية لصالح شعبنا وتحقيق أهدافنا القومية وفقدان جزء مهم من مكاسب الشعب الكردي".
وبين ان شعب كردستان كان ينتظر من المجتمع الدولي والأصدقاء والحلفاء في العالم والمنطقة الإصغاء له من أجل بناء مستقبل أفضل لأجياله المقبلة واحترام إرادة أمته، "لكن للأسف بدلاً من ذلك واجهنا (مؤامرة) متعددة الأطراف وأثبتوا مرة أخرى حقيقة أنه (ليس للشعب الكردي أي صديق آخر سوى الجبال).
واضاف قائلا "إن ترك شعبنا وحيداً أمام هجمات واعتداءات ميليشيات الحشد الشعبي وقطعات الجيش العراقي والأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية في كركوك والمناطق الكردستانية الأخرى والقتل الجماعي للمواطنين الكرد في مدينة طوزخورماتو والمناطق الأخرى وتهجيرهم وحرق ممتلكاتهم ونهب ثرواتهم لا تتحمل أي قراءة أخرى سوى كونها أنفالاً أخرى ضد الكرد".
لكن ما يعمق الجرح أكثر هو أن قيام بعض المنحرفين عن نهج الاتحاد الوطني الكردستاني دون العودة إلى قادة حزبنا بالتعاون مع المحتلين والتورط معهم بهدف الحصول على بعض المكاسب الشخصية والموقتة وبهذا العمل القذر والمعيب اقحموا أنفسهم في الصفحات السوداء لتاريخ شعبنا من بوابة العار.
واشار إلى أنّه رغم "أن الخسائر كبيرة جداً من جهة فقدان مكتسباتنا القومية الآن، فإن مسؤولية مأساة كركوك وطوزخورماتو وجميع الخسائر البشرية البشرية والمادية والمعنوية الأخرى لشعبنا يتحملها هؤلاء من غير الناضجين في الاتحاد الوطني الكردستاني، لكننا نظن أن هذا ليس نهاية الطريق، وأن الإرادة الحرة للكرد تعوّدت على هذا النوع من السقطات، لذا فإن الوقوف والتقدم إلى الأمام ليس بالعمل الصعب وإننا ومن أجل هذه الأهداف سنبقى بيشمركة أوفياء ماضين على درب الشهداء ومعنوياتنا تعادل تلك التي كنا نتمتع بها في أيام النضال القاسية وسنبقى أكثر تماسكاً وإخلاصاً وسنواصل بفكر منفتح أداء مهامنا التاريخية، التي أوكلنا بها نضال شعبنا ودماء الشهداء التي أريقت دون وجه حق".
ودعا نائب بارزاني في رئاسة الاقليم في الختام "جميع القوى والأطراف السياسية الكردستانية للإسراع في إعادة ترتيب بيتنا وأخذ عبرة من الأحداث والحفاظ على وحدة صف شعبنا وتقويته لأنه الطريق الأوحد لتعزيز النضال الكردي".
العبادي يأمر بملاحقة مروجي الفتنة
وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بملاحقة العناصر الذين ينشرون الكراهية والعنصرية ومقاطع فيديو مزيفة هدفها ايقاع الفتنة بين المواطنين وتعريض السلم الاهلي للخطر، كما قال مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "إيلاف".
وأكد العبادي استتباب الأمن في كركوك وخضوعها لسيطرة الشرطة المحلية بإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب، فيما أمر بمنع تواجد أية جماعات مسلحة في المحافظة ما يعني سحب قوات الحشد الشعبي منها.
وقال العبادي إن "الأمن في كركوك مستتب وتحت سيطرة الشرطة المحلية وبإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب"، مشيرًا إلى أنه أمر "بمنع تواجد أية جماعات مسلحة أخرى في المحافظة".
وأشار العبادي إلى أن "القوات الأمنية في كركوك مكلفة بحماية امن وممتلكات جميع المواطنين بمختلف أطيافهم".
ومن جهته، أكد قائد عمليات شرق دجلة أن العمل الأمني في داخل كركوك مناط حصراً بالشرطة المحلية، وقال انه ستتم ملاحقة ومنع تجوال المسلحين داخل المدينة.
واضاف اللواء علي فاضل عمران المفرجي في تصريح صحافي اليوم انه تم تأمين مجلس ومبنى المحافظة وتوزيع 600 مقاتل من قوات سوات في جميع مداخل ومخارج المدينة ومنع تجوال المسلحين داخل المدينة، وستكون هناك عقوبات صارمة ضد كل من يحمل السلاح في الشوارع.. مشددا إلى أن الشائعات التي تتحدث عن مداهمات لمنازل الأكراد مغرضة وغير صحيحة.
ومن جهته، قال مصدر في مديرية الأمن الوطني في كركوك إنه تم القاء القبض على أشخاص يقومون بتفتيش المنازل في كركوك، مدعين انتسابهم إلى الحشد الشعبي، فيما قامت العمليات المشتركة وشرطة المحافظة وجهاز الأمن الوطني بجولة ميدانية في المناطق الكردية لطمأنة الأهالي بعدم وجود أي تفتيش أو إلقاء قبض أو اقتحام للمنازل فيها.
ودعا العميد خطاب عمر مدير شرطة كركوك المواطنين إلى العودة إلى منازلهم مؤكدًا ان شرطة كركوك ستسحب الأسلحة من أي مواطن عدا القوات الامنية. واشار إلى ضرورة عودة الضباط وموظفي الادارات الامنية إلى اعمالهم ، وحال عدم حضورهم سيعرضون انفسهم للعقاب.
واوضح ان القوات التي دخلت كركوك سواء كانت قوات مكافحة الارهاب او الجيش او الحشد الشعبي ستنسحب خلال الايام المقبلة وسيتم تسليم الملف الامني في المحافظة إلى الشرطة.
واشار إلى أنّ الرئيس الراحل جلال طالباني كان قد وضع افضل حل لكركوك وهو توزيع المناصب بنسبة 33% لكل من الأكراد والعرب والتركمان وكان محل استغراب الاهالي يوم ذاك الا انه تبين اليوم حكمة ذلك التوزيع.
كركوك ..بعد تعيين محافظ عربي قائمّقامها الجديد تركماني
وأصدرت رئاسة الجمهورية مرسوما يقضي باقالة نجم الدين عمر كريم من منصب محافظ كركوك.
وقالت المستشارية القانونية لرئاسة الجمهورية انه بعد صدور قرار محكمة القضاء الاداري اليوم والقاضي برد الطعن المقدم من قبل محافظ كركوك المقال نجم الدين عمر كريم واستنادًا لاحكام المادة (٧٣/سابعا) من الدستور، أصدرت رئاسة الجمهورية مرسوما يقضي باقالة نجم الدين عمر كريم من منصب محافظ كركوك.
وفي وقت سابق اليوم قالت المحكمة الادارية انها صادقت على إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم نظرا لتجاوزاته القانونية. وكان مجلس النواب صوت خلال جلسته التي عقدت، في 14 سبتمبر الماضي على إقالة كريم من منصب محافظ كركوك وهو قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد كلف الشخصية العربية راكان الجبوري محافظًا لكركوك وكالة، فيما تم اليوم تعيين شخصية تركمانية قائمقامًا لمدينة كركوك عاصمة المحافظة. ومن المنتظر ان يعقد مجلس المحافظة غدا اجتماعًا لاختيار محافظ دائم جديد يعتقد انه سيكون مرشحًا من الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت القوات العراقية الاربعاء أنها أكملت "فرض الأمن" في كركوك خلال العمليات العسكرية التي قامت بها في الساعات 48 الأخيرة ما أتاح لها استرجاع مناطق سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية في كركوك وديإلى ونينوى.
وأكدت "قيادة عمليات فرض الامن في كركوك" في بيان "إكمال فرض الأمن لما تبقى من كركوك وشملت قضاء دبس وناحية الملتقى وحقل خباز وحقل باي حسن الشمالي وباي حسن الجنوبي"، مضيفة "اما باقي المناطق، تمت اعادة الانتشار والسيطرة على خانقين وجلولاء في ديإلى وكذلك اعادة الانتشار والسيطرة على قضاء مخمور وبعشيقه وسد الموصل وناحية العوينات وقضاء سنجار وناحية ربيعة وبعض المناطق في سهل نينوى في محافظة نينوى".
سفارات عراقية تحت هجوم بالمولوتوف
يهاجم أكراد مؤيدون لانفصال اقليم كردستان العراق منذ ثلاثة ايام سفارات عراقية عدة في عواصم اوروبية كان آخرها القنصلية بمدينة مانشستر البريطانية التي تعرضت لقذائف المولوتوف. فقد هاجم أكراد غاضبون على دخول القوات العراقية إلى كركوك سفارات العراق في لندن واتاوا واستكهولم.
واليوم نددت وزارة الخارجية العراقية بما وصفته بالأعمال الارهابية التي قامت بها مجموعة من الخارجين عن القانون والتي استهدفت مبنى قنصلية العراق في مدينة مانشستر البريطانية بقنابل المولوتوف.
وقالت الخارجية في بيان اليوم "ان الوزارة تعبر عن بالغ استيائها وتندد بالأعمال الارهابية التي قامت بها مجموعة من الخارجين عن القانون والتي استهدفت مبنى قنصلية العراق في مانشستر بقنابل المولوتوف، وتؤكد رفضها الشديد لهذه الاعمال المنافية للقانون وتؤكد افلاس دعاة الانفصال والتقسيم وأنهم لا يستطيعوا أن ينالوا من سيادة العراق ووحدته".
ودعت الخارجية السلطات البريطانية إلى محاسبة الخارجين عن القانون ومثيري الشغب والارهابيين على نحو عاجل وتشديد الاجراءات الامنية حول مبنى القنصلية والسفارة لمنع تكرار مثل هكذا اعمال مسيئة مستقبلاً. وطالبت جميع الدول المضيفة للبعثات العراقية بتشديد حمايتها للمواطنين والسفارات والقنصليات العراقية لقطع الطريق على أي ارهابي محتمل.
كما قام اليوم ايضا محتجون أكراد بإقتحام مبنى السفارة العراقية في مدينة اتاوا الكندية واعتدوا على احد موظفي السفارة وذلك بعد يومين من مهاجمة مبنى السفارة العراقية بلندن ونجاحهم بدخول الملحقية التجارية وتحطيم بعض الاثاث رافعين الاعلام الكردية ومرددين هتافات عنصرية.
ودعا المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية احمد محجوب السلطات البريطانية إلى "محاسبة الخارجين عن القانون ومثيري الشغب"، مشيرًا إلى أنّ "الوزارة وجهت سفارة جمهورية العراق في لندن بمواصلة القيام بمهامها بشكل طبيعي وعدم التاثر بأي عملية اعاقة أو تشويش وتقديم أفضل الخدمات لكل المواطنين العراقيين".
التعليقات