أبو ظبي: شهد اليوم الثاني في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع نقاشًا حول تردد السياسة الأميركية واضطرابها في منطقة الخليج، حيث رأى بعض المشاركين أن السياسة الخارجية الأميركية بشكل عام في عهد الرئيس دونالد ترمب تتسم بعدم الوضوح، وربما تسبب تغريدات الرئيس نفسه إرباكاً لوزارة الخارجية والمسؤولين في واشنطن.

إد روجرز، المساعد التنفيذي لكبير موظفي البيت الأبيض سابقًا، قال إن التركيز يجب أن يكون على التصريحات الرسمية للإدارة الأميركية أكثر من تغريدات الرئيس نفسه، كما أكد أن الكونغرس هو أحد أهم اللاعبين في تحديد ملامح السياسة الخارجية لواشنطن.

وحدد روجرز أهم العوامل التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة بعدة عوامل من بينها: القضاء على داعش وتقوية العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر واسرائيل ووقف التوسع الايراني والشراكة الاقتصادية والتسوية النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

خلاف داخلي 

أما مدير الدراسات في مجلس العلاقات الخارجية الدكتور جيمس ليندسي فتوقع ألا يلغي ترمب الاتفاق النووي مع ايران بشكل نهائي كما وعد خلال حملته الانتخابية، بل سيتجه الى فرض مزيد من العقوبات على طهران بدلاً من ذلك. وقال إن محتوى السياسة الاميركية تجاه إيران لم يتغير نوعيًا بصورة ملحوظة بين عهدي أوباما وترمب رغم اختلاف الخطاب في الإدارتين تجاه طهران.

لكن الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط عبدالرحمن الراشد رأى أن إدارة ترمب أوقفت الانفتاح الأميركي على طهران، والذي كانت ادارة اوباما انتهجته. أما في ما يتعلق بالأزمة في قطر، فرأى الراشد أن إدارة أوباما تنظر إليها كخلاف داخلي بين مجموعة من حلفائها قد يعطل مشروعات تعاون مشتركة بينها وبينهم، لكنه لن يؤثر جذرياً على مستوى علاقاتها الثنائية معهم.

وانطلقت أمس الأحد فعاليات «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي» الرابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية، والشراكة مع "مجلس الأطلسي" بالولايات المتحدة الأميركية ومركز جنيف للسياسات الأمنية في سويسرا، من أجل الإسهام في تطوير فهم التوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية.

يأتي الملتقى هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات جيوسياسية، اذ ينعقد في أعقاب الحدث السياسي التاريخي الذي تمثل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما لا يقل عن 55 من قادة الدول العربية والإسلامية حيث ستكون القضايا التي طرحتها القمة على طاولة نقاش الملتقى كقضية التطرف والإرهاب ودور إيران التخريبي في المنطقة.

تركز الدورة الرابعة للملتقى السنوي على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، وتسلط جلسات هذا العام على تفكيك شيفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، بما يمنح الأدوات اللازمة لاستشراف مستقبلات المنطقة.