لندن: تم طرح استطلاع للرأي أجرته صحيفة "عرب نيوز" حول المواقف البريطانية تجاه العالم العربي في البرلمان البريطاني.

تم الإعلان عن نتائج الاستطلاع الذي أجرته "أراب نيوز" بالتعاون مع شركة "يوجوف" الشهر الماضي في حلقة نقاش عقدت في مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني المعروفة بـ (كابو)، حيث تمت الإشارة إليه على نطاق واسع في وسائل الإعلام البريطانية في ذلك الوقت.

وتساءلت النائبة بحزب العمال البريطانى "باولا شريف" خلال النقاش البرلماني يوم الثلاثاء "ما موقف الحكومة البريطانية من الاعتراف بفلسطين؟ هل رأى الوزير استطلاع يوجوف الأخير، الذي كلف به مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني وعرب نيوز، والذي أظهر أن غالبية المستطلعين يؤيدون (الاعتراف) بينما يرفض 14% ممن شملهم الاستطلاع؟

وقال النائب المحافظ "اليستير بيرت" إن موقف الحكومة البريطانية هو أنه سيتم الاعتراف بفلسطين عندما يكون من مصلحة عملية السلام القيام بذلك، ما يترك الأمر غير محدد تمامًا".

 

 

وتعليقًا على هذا الرد، قال "كريس دويل" مدير "كابو" إن "هذه لقطة صغيرة جدا لموقف الحكومة طويل المدى من أنها ستعترف به (فلسطين) في وقت يختارونه هم عندما يرون أنه سيكون مفيدًا للمفاوضات".

"بالنظر إلى التصويت التاريخي في البرلمان، كانت هناك أغلبية واضحة من النواب آنذاك التي دعمت اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين. والسؤال هو متى سيكون ذلك، بالنظر إلى أن الحكومة الحالية لإسرائيل تصمم على ضمان ألا تكون هناك دولة فلسطينية أبدًا ".

وفي يوم 2 نوفمبر سوف تجلس رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في حفل عشاء للاحتفال بالذكرى المئوية للإعلان الذي تعهدت فيه بريطانيا بدعم إقامة "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين.

وأضاف دويل "يعتقد الكثيرون أن الذكرى السنوية لوعد بلفور ستكون فرصة مناسبة لبريطانيا للاعتراف بفلسطين، وذلك جزئياً إلى حد ما، من أجل الوفاء بالالتزام الوارد في وعد بلفور بعدم الإخلال بحقوق السكان الأصليين، وبعبارة أخرى الفلسطينيين".

وتم إجراء الدراسة الحديثة التي أجرتها صحيفة عرب نيوز وشركة يوجوف قبل الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور الذي مهد الطريق لإنشاء إسرائيل في عام 1948. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت صحيفة "عرب نيوز"، كبرى الصحف الإنجليزية في الشرق الأوسط، اتفاق شراكة إقليمية حصرية مع شركة يوجوف، وهي مؤسسة رائدة في مجال الأبحاث والدراسات التسويقية واستطلاعات الرأي، للمساعدة في فهم أفضل لجهات النظر العربية حيال الشؤون العالمية، والعكس بالعكس.

وأفاد الاستطلاع بأن 53 في المائة أرادوا أن تعترف الحكومة البريطانية بفلسطين كدولة. في المقابل، هناك 14 في المائة فقط ضد الفكرة و 33 في المائة محايدون.

وقال يوسي ميكلبرغ استاذ العلاقات الدولية في جامعة ريجنت في لندن، "اعتقد أن هناك تأييدًا واسعًا لدولة فلسطينية واعتقد أن هناك نسبة عالية من الذين سيقبلون إقامة دولة على الفور".

وأضاف "أعتقد أن هناك شعورًا بين الشعب البريطاني أن الفلسطينيين هم المستضعفون وأنهم يستحقون الدعم. البريطانيون يؤيدون بطبيعة الحال المستضعفين".

وقد تعهد وعد بلفور- الذي بعث به وزير الخارجية آنذاك آرثر بالفور إلى ليونيل والتر، اللورد روتشيلد الذى مثل الجالية اليهودية البريطانية- بدعم إقامة دولة يهودية بينما أكد انه لا يجب القيام بشيء من أجل المساس "بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية القائمة في فلسطين، أو الحقوق والمركز السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

تجدر الاشارة إلى أن "وعد بلفور" المكون من 67 كلمة قد أثار الجدل منذ اصداره فى 2 نوفمبر عام 1917 مع أول احتجاجات لاحقة ضده في عام 1918. وقد اعتبر الكثيرون منذ ذلك الحين أنه السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال أليستير كارمايكل النائب في بيان صدر في أعقاب إطلاق استطلاع عرب نيوز / يوجوف: "بغض النظر عن الميل السياسي للحزب، فإن غالبية الشعب البريطاني تشعر بأن السياسة الخارجية البريطانية في العالم العربي فشلت في دعم حقوق الإنسان وتعزيز الأمن العالمي، وأن نفوذ المملكة المتحدة ليس استقرارًا – بنسبة قدرها 57 و 58 في المئة على التوالي".

وأضاف "يجب أن يثير هذا قلقاً بالغاً للحكومات السابقة والحالية والمستقبلية بأن الانتقاد الموجه للسياسة الخارجية البريطانية وأن الحاجة إلى إعادة التفكير بشكل جدي لا تأتي فقط من المنطقة نفسها بل من الداخل أيضا".

وقال كارمايكل فى حديث إلى "عرب نيوز" إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "هو وجهة السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، والذي يأتي على الفور إلى أذهان معظم الناس".

"لقد واجهت الكثير من الإحباط بأن التعليق البريطاني لا يتم دائما فهمه تمامًا. ويمكن أن يكون بطيئًا أحيانا حيال انتقاد ما يعتبرونه إجراء غير متناسب من جانب إسرائيل، على سبيل المثال في آخر عمليات القصف واستمرار الحصار المفروض على غزة".

وأضاف "في الوقت نفسه، أعتقد أن معظم الناس ما زالوا يرون أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد أمامنا".

وطالبت مجموعة "بلفور" - وهي حملة دولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور- في العام الماضي، الحكومة البريطانية "بالاعتراف بممارساتها الاستعمارية الوحشية في فلسطين" وتعويض الشعب الفلسطيني "لعدم الوفاء بالتزاماته ودعم الحقوق الفلسطينية".

وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت المملكة المتحدة ردها الرسمي على الالتماس الذي وقعه 13,600 شخص يطالب بتقديم اعتذار صريح.

جاء في البيان الرسمي أن "وعد بلفور هو تصريح تاريخي لا تعتزم حكومة جلالة الملكة الاعتذار عنه". "نحن فخورون بدورنا في إيجاد دولة إسرائيل. والمهمة الآن هي تشجيع التحرك نحو السلام".