نصر المجالي: أعلن رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم أن "السلام الدائم في سوريا احتمال غير واقعي في ظل بقاء الأسد في السلطة، والتقى يوم الاثنين، مع نظيرته البريطانية تيريزا ماي في 10 داونينغ ستريت في أول زيارة رسمية يقوم بها للمملكة المتحدة. 

وقالت مصادر في رئاسة الحكومة التركية، إن يلدريم بحث مع نظيرته البريطانية العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية والدفاعية، إلى جانب الأوضاع في العراق وسوريا، والتطورات في المنطقة، والمسألة القبرصية، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي ومكافحة الإرهاب.

كما بحث رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، التطورات الأخيرة في سوريا، وسبل إحلال السلام والاستقرار فيها.

جاء ذلك خلال استقبال يلدريم لجونسون في اجتماع مغلق بأحد فنادق العاصمة البريطانية لندن، وأشارت المصادر إلى أن اللقاء تناول أيضًا العلاقات الثنائية بين البلدين، وقضايا إقليمية، ولفتت إلى أن الجانبين رحبا بالتعاون المتزايد بين البلدين في الآونة الأخيرة.

سوريا

وقالت وكالة (الأناضول) إن يلدريم وجونسون بحثا التطورات الأخيرة في سوريا وسبل إحلال السلام والاستقرار فيها، وفي هذا الإطار، أكد يلدريم أن تركيا لا يوجد لديها أي مشاكل مع الأكراد في سوريا، وإنما اعتراضاتها حيال المنظمات الإرهابية مثل "ب ي د/ ي ب ك"، وفقًا للمصادر.

وذكرت المصادر أن اللقاء استعرض التطورات فيما يتعلق بمكافحة تنظيم "داعش"، إضافة إلى المستجدات في منطقة الخليج العربي، واللاجئين والنازحين السوريين ومسائل متعلقة بالهيئات غير الحكومية الساعية لحل مشاكلهم.

وأشارت إلى أن الجانبين تناولا مكافحة منظمة "بي كا كا"، والتطورات في ليبيا، وقضايا أخرى بخصوص حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والقضية القبرصية.

وتطرق جونسون خلال اللقاء إلى إسهامات تركيا الإيجابية فيما يتعلق بإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة، وأبدى رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع أنقرة وخاصة في مجالي الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا، بحسب المصادر.

وحضر اللقاء، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، كبير المفاوضين، عمر جليك، ووزير الدولة لشؤون أوروبا وأميركا في وزارة الخارجية البريطانية آلان دونكن، والسفير البريطاني في أنقرة ريتشادر مور، والسفير التركي في لندن عبد الرحمن بيلغيج.

لقاء اقتصادي

كما التقى رئيس الحكومة التركية، يوم الإثنين، مع سياسيين وممثلين عن عالم المال في المملكة المتحدة، وجرى في أحد فنادق العاصمة البريطانية.

حضر اللقاء من الجانب التركي، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك عمر جليك، ووزراء الاقتصاد نهاد زيبكجي، والداخلية سليمان صويلو، والدفاع نور الدين جانيكلي، والسفير التركي لدى لندن عبد الرحمن بيلغيج، ومستشار الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية مهدي أكر والنائب البرلماني مصطفى أليطاش.

ترمب فهم موقفنا

وإلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، فهم ما هو مهم بالنسبة لتركيا، وذلك في معرض حديثه عن دعم واشنطن لمنظمة "بي كا كا/ ب ي د" الإرهابية بالأسلحة.

وخلال تصريحات لـ(بي بي سي)، قال يلدريم أن "السياسة التركية كانت واضحة منذ البداية بشأن مكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي". وأشار إلى أن بلاده شددت منذ البداية على ضرورة اختيار الشريك المناسب في إطار مكافحة الإرهاب، وعدم محاربته باستخدام منظمة إرهابية.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة كانت تؤكّد لتركيا أن علاقاتها مع تنظيم "ب ي د"، لم تكن خيارًا بل كانت ضرورة فرضتها ظروف محاربة تنظيم "داعش".

انهاء العلاقة

وتابع يلدريم: "نحن تفهمنا هذه العلاقة رغم عدم قبولنا بها، لقد كانت علاقة مؤقتة، وحان الوقت لإنهاء العلاقة مع هذا التنظيم (بي كا كا/ ب ي د) لاسيما بعد هزيمة داعش". 

وشدد على أن "الرئيس الأميركي اعترف بشكل صريح أن سياسة الولايات المتحدة القائمة على توفير الدعم بالسلاح للتنظيم الإرهابي، كانت سياسة خاطئة. (خلال اتصال هاتفي أجراه، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة)". 

وجدد تأكيده لموقف تركيا، الرافض لمشاركة المنظمات الإرهابية في الاجتماعات الدولية التي تهدف لإيجاد حل للأزمة السورية". وأكد يلدريم، أن "تركيا لا تملك مشاكل مع الشعب الكردي، لأنهم إخواننا، وجيراننا".

وخلص يلدريم إلى القول: "نحن لدينا مشكلة مع المنظمات الإرهابية، التي تستغل الشعب الكردي، وهذه المنظمات هي (بي كا كا) و (ب ي د)".