«إيلاف» من نيويورك: إنكشفت الصفقة الأميركية الكبرى، مع ساعات الصباح الأولى ليوم امس الجمعة في العاصمة واشنطن، مع توجيه المحقق الخاص في التدخل الروسي، روبرت مولر، تهمة تقديم "تصريح كاذب" ضد مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق للرئيس دونالد ترمب.

وتتمحور التهمة حول تواصل فلين مع سيرغي كيسلياك، السفير الروسي في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة الانتقالية، وهو ما نفاه المتهم في تصريح أدلى به لمكتب التحقيقات الفيدرالية، ثم عاد ليعترف بأنه كذب على المحققين.

عصافير عدة مقابل شهادة واحدة

 وقبل ان يحل عيد الشكر في الأسبوع الماضي، كان فلين قاب قوسين من تلقي لائحة اتهامات غنية تبدأ بالعمل لصالح عملاء أجانب في واشنطن دون التسجيل في وزارة العدل، وعدم التصريح عن مصادر أموال خارجية، وعدم الكشف عن أسماء دول زارها عام 2015 عند تسجيله للحصول على تصريح امني، ولا تنتهي مع التحضير لعملية خطف فتح الله غولن، الداعية التركي المقيم في بنسلفانيا، وتسليمه الى تركيا مقابل 15 مليون دولار، ولكن بصفقة واحدة حصد الرجل اتهاما مشابها للاتهام الموجه الى جورج بابادوبولوس، وحيّد ابنه حتى الان عن المشهد بعدما كان هو الاخر مرشحا لتلقي رزمة من الاتهامات، وبالمقابل سيتعاون مستشار الامن القومي السابق مع فريق التحقيق عبر الادلاء بشهادة ضد الرئيس ترمب تتضمن اعترافا بطلب الأخير منه التواصل مع الروس.

كوشنر في كل مكان وزمان

هل طلب ترمب فعلا من فلين فتح قنوات مع المسؤولين الروس؟، سؤال يشكل جاريد كوشنر الإجابة الرئيسية عليه، فوفق ما نقلته وسائل الاعلام، فإن صهر الرئيس طلب من فلين التواصل مع السفير الروسي مرتين، وطلب منه الضغط على كيسلياك لتأخير التصويت على قرار في مجلس الامن كان يتعلق بإسرائيل والمستوطنات نهاية العام الماضي، وابلغه بأن هذا الامر يريده ترمب شخصيا.

فريق مولر الخاص وبواسطة فلين سيقترب اكثر فأكثر من ترمب هذه المرة، وسيكون جاريد كوشنر في دائرة الضوء مع التركيز على امرين، دوره في التواصل مع روسيا والأمور المالية المتعلقة بشركاته تمهيدا لتوجيه اتهامات ضده.

اراد انقاذ عائلته

هل خان فلين رئيسه ترمب؟، بحسب المعلومات فان مستشار الامن القومي السابق ساورته شكوك بإمكانية تخلي ترمب عنه، وكذلك خشي من ان الاتهامات التي ستوجه اليه ولنجله من قبل مولر لا ينفع معها قرار قرار عفو من الرئيس، لذلك بادر الى التعاون مع المحققين، وحتى الان يبدو انه نجح في ابعاد شبح الاتهامات الكبيرة وتفاديها لصالح تهمة تعد صغيرة ويمكن تسويتها اذا ما اكمل مهمته بنجاح.

وفي رسالة له اكد فلين اعترافه بالذنب الذي ارتكبه مشيرا الى انه اتخذ خطوة التعاون لما فيها من مصلحة لبلده وعائلته التي قال انها كان بعيد عنها لخمس سنوات قضاها في الخارج اثناء خدمته العسكرية التي امتدت لثلاثة وثلاثين عاما.

جدير بالذكر ان فلين يخطط لبيع منزله الواقع في شمال ولاية فرجينيا بعد تكبده لمصاريف باهظة (استئجار خدمات محامين) جراء التحقيق الذي يقوده روبرت مولر، وتقدر قيمة المنزل البالغة مساحته 2118 قدم مربع 811،837 دولار أمريكي، علما بأنه دفع 774،000 دولار أمريكي مقابل الحصول عليه عام 2015.