«إيلاف» من بيروت: سيكون لبنان هذا الأسبوع على موعد مع محطات مفصلية داخلية ودولية في الاتجاه الهادف نحو تحصين استقراره وتعزيز أواصر النأي به عن كل ما يعكر صفو صلاته وعلاقاته مع بيئته العربية، وخارجيًا سيكون لبنان على موعد مع انعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان في باريس يوم الجمعة المقبل، مع ما يتطلبه هذا الإجتماع من عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته واجتماع الحكومة اللبنانية قبل انعقاد مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" أن هناك نقطتين أساسيتين لمساعدة لبنان من قبل مجموعة الدعم الدولي التي ستنعقد في باريس، النقطة الأولى من خلال استدانة لبنان بالأموال، وبالأخص الحكومة اللبنانية، وهي التي تصرف بإنفاق عالٍ، ومن خلال النقطة الثانية المتمثلة بدعم المشاريع الإستثمارية في لبنان، والإجتماع بحد ذاته، يبقى دعمًا سياسيًا كبيرًا للبنان، ومجرد اجتماع كل تلك الدول لدعم لبنان، فالأمر يشكل دعمًا سياسيًا ضخمًا للبنان، وهذا الدعم بحد ذاته قد يلعب دورًا مهمًا في ثبات الإقتصاد.

ولكن يبقى السؤال هل ستكون الولايات المتحدة الأميركية مشتركة في الإجتماع، يلفت عجاقة إلى أن المعلومات الأخيرة تشير إلى أن رئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترمب وعد رئيس الجمهورية ميشال عون بمليار دولار سنويًا، و500 مليون دولار منها للجيش اللبناني، ويبقى السؤال هل يمكن تثبيت ذلك؟

ولكن ليس مؤكدًا أن أميركا ستقدم هذه المساعدة من ضمن إطار مجموعة الدعم الدولي للبنان.

المجتمع الدولي

عن دور المجتمع الدولي في دعم لبنان على جميع الأصعدة خصوصًا الإقتصادية منها، يؤكد عجاقة أن الدور يبقى كبيرًا، والإجماع في العالم على دعم دولة ما يبقى مهمًا جدًا، من خلال تأمين مستقبل مزدهر للدولة المدعومة، وتبقى مؤتمرات الدعم مساعدة للبلد على مستويات عدة، والدور الأساسي المنوط بهذا الدعم يبقى إقتصاديًا من خلال تقديم الأموال للدولة المدعومة.

ولكن تبقى المشاريع الإستثمارية التي تقدمها تلك الدول هي الأهم للدولة المدعومة، وكم سيستثمرون، والأموال التي تستدينها الدولة المدعومة تبقى من أجل مشاريع محددة سلفًا.

من دون أن ننسى أهمية الدعم السياسي الذي تحظى به الدولة المدعومة.

مجلس الوزراء

وردًا على سؤال هل ينعقد مجلس الوزراء اللبناني حتمًا قبل انعقاد اجتماع الدول الداعمة للبنان في باريس؟ يجيب عجاقة ان هناك مشكلة الرئيس الحريري الذي يتريث من أجل التوصل لنتيجة، وتظهر الإشارات السياسية من هنا وهناك أن الحلحلة واردة، وهناك اتجاه لانعقاد جلسة مجلس الوزراء قبل الإجتماع الدولي في باريس، على أن يكون فيها إعلان يوافق عليه الجميع، من خلال تضمين البيان الوزاري ما يتفق عليه الجميع.

ويلفت عجاقة إلى أن الرئيس الفرنسي ماكرون يضغط على لبنان لكي يصل إلى تسوية مع الجميع، وإنهاء فتيل المشكلة التي أحدثتها استقالة الحريري الأخيرة، قبل مؤتمر الدعم في باريس.

وحجم التسوية يجب أن يكون كافيًا ليعطي الثقة للمجتمع الدولي بدعم لبنان إقتصاديًا وسياسيًا، وفي لبنان تحصل تسويات وتعلن، مع استصعاب إيجاد تسوية كافية تلبي رغبات المجتمع الدولي والعالم.