إيلاف من لندن: دفع التشكيل الحكومي الأخير في الكويت، إلى توقعات كبيرة في مختلف الأوساط المحلية والخليجية والدولية باقتراب تغييرات في هرم القيادة في البلد الخليجي الذي ظلت تحكمه أسرة آل الصباح منذ نحو ثلاثة قرون بسلاسة غير معهودة. 

ومع شمول الحكومة الجدية لإسم الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر (70 عاما) وهو العازف على الدوام عن المناصب الوزارية، بدأت بورصة التوقعات تتصاعد من خلال وسائل الإعلام الكويتية وفي تدوينات الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاديثهم العامة في الديوانيات، بعد أن تصدر المشهد السياسي في البلاد بتسلمه منصب النائب الأول لرئيس الوزراء وحقيبة وزارة الدفاع.

ولفت انتباه المراقبين تغريدات على موقع محبي الشيخ ناصر على (تويتر)، فقد نشر الموقع صورة له حين أداء اليمين الدستورية وأرفقها بعبارة: "النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الاحمد .. امال المواطنين تتلهف لترجمة كل تلك الخطط على ارض الواقع يابوعبدالله" .

هذا الشبل

كما كان الموقع نشر صورتين، الأولى لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والثانية لنجله الشيخ ناصر، وكتب المشرف على الحساب، الذي يتابعه أكثر من مئة ألف متابع، معلقًا "رجل المرحلة القادمة.. الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح ..هذا الشبل من ذاك الأسد الله يحفظهم".

ومع صعود الشيخ ناصر الأحمد وهو من الجيل الثاني من فرع الأحمد/ آل الصباح والجيل الثالث منذ الاستقلال في ستينيات القرن الماضي، من التوقعات باقترابه من موقع القيادة الأول في البلاد، بعد عمر طويل لوالده حكيم الكويت الشيخ صباح الأحمد، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد. 

الوضع الصحي

على أن الوضع الصحي للأمير وولي العهد والتقدم في السن، فضلا عن شبكة علاقات الشيخ ناصر الواسعة وكفاءته وتتلمذه على يد والده المحنك يدفع بتلك التوقعات إلى حيز التنفيذ. 

يشار إلى أن أمير الكويت وهو الأمير الخامس عشر يبلغ من العمر نحو 88 عامًا، وخرج قبل أيام من المستشفى بعد إجراء فحوصات طبية على إثر نزلة برد تعرض لها، كما لا تختلف عن ذلك الحالة الصحية والعمر بالنسبة لولي الكويتي الشيخ نواف، الذي يبلغ نحو 80 عامًا، وخضع لعدة عمليات جراحية، ورحلات علاج داخل وخارج الكويت، ويتردد حاليًا على الولايات المتحدة للسبب ذاته.

يذكر أن آل الصباح هم العائلة الحاكمة في دولة الكويت منذ العام 1752 وتعود جذور العائلة إلى العتوب من قبيلة عنزة من نجد، وكان الشيخ صباح بن جابر تولى الحكم بعد مبايعة شعبية إثر اختياره حاكمًا من قبل الشعب، فكان هو أول حاكم من هذه الأسرة.

النجل الأكبر 

يشار إلى أن ناصر صباح الأحمد الصباح المولود في 27 أبريل 1948، هو النجل الأكبر لأمير الكويت، وكان ولد في قصر الشعب، وعاش وتربى بعد ذلك بقصر دسمان.

وظل ناصر صباح الأحمد طوال حياته خارج المحيط السياسي عازفاً عن المنصب الوزاري، رغم أن اسمه طرح كمرشح في أكثر من تشكيل وزاري إلى حين صدور مرسوم أميري في السابع من ديسمبر العام 1999، بتعيينه مستشارًا خاصًا لولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. وفي الحادي عشر من فبراير عام 2006 صدر مرسوم بتعيينه وزيراً لشؤون الديوان الأميري.

ويعرف عن الشيخ ناصر اهتمامه الكبير بالآثار، حيث قام بتأسيس دار الآثار الإسلامية في الكويت، وهي المؤسسة التي تقوم بالإشراف على مجموعة الصباح الأثرية، وتشاركه هذا الاهتمام زوجته الشيخة حصة صباح السالم، كما إنه عضو في مجلس أمناء متحف المتروبوليتان في نيويورك.

نشاط بنكي واجتماعي 

وفي حياته العملية، أشرف الشيخ ناصر صباح الأحمد على إدارة مؤسسة الخليج العالمية، كما ساهم في تأسيس البنك الأردني الكويتي وتأسيس شركة مجموعة الشارقة.

وهو مؤسس وعضو في جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجمعية حماية المال العام الكويتية، ونادي الصيد للفروسية ومجلة الزمن السياسية، كما أنه يتولى الرئاسة الفخرية للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.

وللشيخ ناصر ثلاثة أخوة، هم : الشيخ حمد الابن الثاني لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وهو رجل أعمال يملك العديد من الشركات في الكويت، منها: شركة المشاريع المتحدة (كامكو)، وشركة العقارات المتحدة، وشركة المتحدة للشبكات، وبنك برقان، وغيرهم، والشيخ أحمد الذي توفي في الصغر بسبب حادث سير العام 1969، والشيخة سلوى التي ولدت في السابع عشر من يونيو عام 1951، وهي الابنة الوحيدة للشيخ صباح الأحمد، وقد توفيت بسبب سرطان الثدي عام 2002، وكانت تهتم كثيرًا بالعمل الاجتماعي حيث لقبت بـ"أم اليتامى".