لندن: عبّر معارضون سوريون أكراد عن غضبهم من إقصائهم عن مؤتمر سوتشي، الذي تقرر تنظيمه الشهر القادم، معتبرين أن اجتماع روسيا وتركيا وايران فقط لتحديد قوائم المعارضين السوريين المدعوين الى مؤتمر سوتشي، دون أي طرف سوري يشارك في القرار، هو أكبر إهانة من الممكن أن يتلقاها الشعب السوري.

وأكد ابراهيم ابراهيم السياسي والاعلامي الكردي في تصريح خَص به "إيلاف" أن "الشعب السوري لم يشعر بالإهانة في تاريخه مثلما يشعر بالإهانة اليوم، و كل ملابسات هذه "الجريمة" ووقائعها تؤكد أن بعض القوى المعارضة باعت نفسها للخليفة العثماني الجديد والنظام السوري وهما السبب في هذه الإهانة التاريخية للشعب السوري".

وأضاف "أن إجتماع ما تسمى بالدول الثلاث الضامنة تركيا وروسيا وإيران لتحديد قائمة المدعوين الى سوتشي دون أخد رأي سوري واحد هو أكبر إهانة للشعب السوري".

وقال "رغم الفشل المتكرر لكل المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بالبحث عن حل للمأساة السورية فان هذه القوى مجتمعة ماضية في الذهنية الالغائية ذاتها و سيطرة الأنا القاتلة التي تلغي الآخر المختلف".

وأشار ابراهيم الى أن "من يبحث عن حل القضية السورية ووقف جريان الدم السوري لا بد أن يكون سورياً بالمعنى الانتمائي والسياسي ويعترف بحقيقة أن سوريا كبلد هي سوريا المتعددة القوميات والانتماءات".

وبالنسبة للسوريين في الشمال السوري والإدارة الذاتية شدد ابراهيم "هذه هي حقيقتنا وموقفنا، و على هذا الأساس مستمرون في بناء تجربتنا الوطنية الديمقراطية و لا يعنينا ما نحن مبعدون عنه و لا نتائجه".
وأضاف "تركيا و ايران لايريدون الأكراد و ليس فقط في الاجتماعات الخاصة بسوريا بل يريدون اخراجهم من الوطنية السورية ".

ولفت ابراهيم أنه ليس الأكراد من يدفعون "ثمن هذا الموقف بل سوريا و شعبها، لا بل والمنطقة برمتها لأن قرارنا أن نبقى أكرادا سوريين رغم أنف ملالي الفرس و شيوخ الترك ونحن على استعداد أن نضحي بالآف الآف الشهداء من أجل ذلك".

لذلك اعتبر أن الحل الوحيد هو تحرير ما تسمى المعارضة السورية من سيطرة القوى الاقليمية الاستعمارية الغاشمة و الجلوس على طاولة سورية و ليس هناك حل آخر.

ورأى أخيرا نحن على ثقة بأن "مائة سوتشي و مائة جنيف ستفشل لأننا مستعمرون من قبل دول غاشمة"، على حد تعبيره.

وكانت تركيا قد رفضت بالمطلق دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية الى مؤتمر سوتشي، وأكدت الأنباء الواردة من أستانا العاصمة الكازاخستانية، حيث اجتمعت الدول الثلاثة الضامنة،أن روسيا تفهمت ذلك وسوف تدعو شخصيات كردية مقربة من أنقرة.