اكتشف النسبية بعدما أكل السباغيتي، ونام قيلولته لثانية أو ثانيتين، واستيقظ على صوت ارتطام الملعقة بالطبق، فدخن غليونه وهو يتمشى منتعلًا حذاءه بلا جوارب. هذا هو ألبرت أينشتاين بعاداته الغربية.

نيكولا تسلا

بين العبقرية والجنون خيطٌ رفيعٌ جدًا، ومعقد جدًا. ربما تشكل العادات الغربية التي يتمسك بها العباقرة عُقد هذا الخيط. يسأل تقرير نشره موقع "بي بي سي" إن كانت هذه العادات قد أثرت فعليًا في ذكائهم وفي طرائق عمل أدمغتهم المختلفة في اتقادها ونشاطها عن أدمغة البشر العاديين. في المقالة هنا عرض لأغرب عادات علماء ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، علّ الناشئة تتعلم منها. فعلى سبيل المثال، آمن المُخترع والفيزيائي المعروف نيكولا تسلا بتمارين إصبع القدم، فحرص في كل ليلة على أن يثني أصابع قدمه ويفردها 100 مرة مدَّعيًا أنَّ ذلك يساعده على تحفيز خلايا دماغه. وأدمن بول إردوس، عالم الرياضيات الأبرز في القرن العشرين، الأمفيتامين الذي ينبه الجهاز العصبي المركزي، وكان يستخدمه ليظل مستيقظًا 20 ساعة متواصلة. وامتنع فيثاغوروس عن تناول الفاصوليا، بينما استحم بنيامين فرانكلين في الـ "هواء" عاريًا.

إلا أن أمهر مَن جمع بين العبقرية والعادات غير العادية فكان ألبرت أينشتاين.


10 ساعات من النوم وقيلولة مدة ثانية

البرت اينشتاين

آمن أينشتاين فعليًا بمقولة "النوم يفيد العقل"، فكان ينام مدة لا تقل عن 10 ساعات في اليوم. وبما أنّ العديد من الاختراقات العلمية البارزية في تاريخ البشرية كالجدول الدوري توليفة الحمض النووي ونظرية آينشتاين النسبية تمت بينما كان مُكتشفوها غير واعين. فكيف؟ كان أينشتاين يأخذ قيلولاتٍ منتظمة، متأكدًا ألا يغط في نوم عميق: كان يحمل ملعقة في يده، فمتى استغرف في النوم وقعت من يده على طبق معدني وضعه أرضًا ليوقظه رنين المعدن.

المشي يوميًا

اينشتاين كان يعتقد ان المشي يقوي الذاكرة

كان أينشتاين يمشي يوميًا ميلًا ونصف الميل من جامعة برنستون وإليها في أثناء فترة عمله فيها، متمثلًا بداروين الذي كان يمشي 45 دقيقةً يومياً. ما كان غرضه من عادة المشي الحفاظ على لياقته البدنية، فثمة أدلة تشير إلى أنَّ المشي ربما يقوي الذاكرة والتفكير الإبداعي وحل المشكلات. كما يمنع المشي الدماغ من التفكير ويعمل على إراحة الأجزاء المسؤولة عن وظائف التفكير المعقدة.

تناول السباغيتي

تقول التقارير المتواترة عن أينشتاين إنه كان يهوى تناول "السباغيتي". وهو قال ذات مرةٍ مازحًا إنَّ أكثر ما يفضله في إيطاليا هو "السباغيتي وليفي تشيفيتا (عالِم الرياضيات المعروف)". على الرغم من السمعة السيئة التي تتمتع بعا الكاربوهيدرات، يحتاجها الدماغ الذي يتغذَّى بشراهة بسبب استهلاكه 20 في المئة من مخزون الطاقة الجسدية، مع أنه لا يُمثِّل إلا أثنين في المئة من وزن الجسم. ليس للدماغ أيَّ وسيلةٍ لتخزين الطاقة، لذا تنفد هذه الطاقة بسرعةٍ إذ تراجع مستوى السكر في الدم. لكن يمكن تعليم الجسم استخلاص السكريات بالتدريج من مصادر أخرى، كالبروتين مثلًا.

تدخين الغليون

اينشتاين كان يدخن الغليون بشراهة

كان أينشتاين يعرف خطر التدخين، ويعرف أنه الحكمة تقضي عدم التدخين، لكنه كان يدخن الغليون بشراهة كبيرة وصلت إلى درجة تمييزه في مُحيط الجامعة بالسحابة الدخانية التي تلازمه أينما ذهب. كان يُحب التدخين ويقول إنه يساعده على الوصول إلى حكمٍ هادئ وموضوعي في شتَّى الشؤون الإنسانية، حتَّى إنَّه كان من الممكن أن يلتقط أعقاب السجائر من الشارع، ويجمع منها التبغ المُتبقِّي ليضعه في غليونه. ومن الإنصاف القول إنَّ أينشتاين كان ذكياً، على الرغم من اتِّباعه عادة التدخين، وليس بسببها.

لا جوارب

اينشتاين وزوجته إلسا

تميز أينشتاين بعادة غريبة: كان يكره ارتداء الجوارب. ذكر أينشتاين في رسالةٍ كتبها إلى ابن عمه، وفي أخرى إلى زوجته إلسا: "عندما كنتُ صغيرًا، وجدتُ أنّ إصبع القدم الكبير دائمًا ما يُحدِث ثُقبًا في جوربي، فتوقَّفتُ عن انتعاله".
يضيف: "في وقتٍ ما، عندما لم يتمكَّن من العثور على صندله، كان من الممكن أن يرتدي حذاء زوجته إلسا الخفيف بدلاً من ذلك". وعلى الرغم من أن اتباع آخر صيحات الموضة لم يكن أمرًا مثيرًا لفضول أينشتاين، لكن نصيحته الأهم تلخَّصت في: "عدم التوقف عن توجيه الأسئلة. فالفضول له مغزى".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط:
http://www.bbc.com/future/story/20170612-what-you-can-learn-from-einsteins-quirky-habits