الرباط: قال محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، إن وزارته تسعى لكي يعبر المعرض الدولي للنشر والكتاب، في مدينة الدار البيضاء، عن الحيوية الثقافية والإبداع الوطني في تنوع أشكاله وانفتاحه على الثقافات الكونية.

وأضاف الصبيحي، في لقاء عقده مع الصحافة، مساء أمس الاثنين، في المكتبة الوطنية بالرباط، حول المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثالثة والعشرين، أن هذا المعرض "كان وسيظل محطة ثقافية متميزة، تنتصر لقيم الحوار والاختلاف والتعايش، ذات وقع دولي، بمعنى أن الكتب التي تدعو إلى الكراهية والعنف والتطرف لامكان لها بهذا المعرض".

دول وسط افريقيا..ضيوف شرف

ورحب الوزير الصبيحي، بحضور سفير الغابون في الرباط، في هذا اللقاء الصحافي، بمناسبة استقبال الدورة الجديدة للمعرض المقرر عقدها في العاصمة الاقتصادية للمملكة، ما بين 10 و 19 فبراير الجاري، مع افتتاح رسمي يوم التاسع منه، لدول المجموعة الاقتصادية لوسط افريقيا، كضيوف شرف، تماشيا مع التوجه الاستراتيجي الذي يقوده الملك محمد السادس، لتقوية العلاقات مع الدول الإفريقية، وتأكيدا على قوة الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية القائمة بين المملكة وعمقها الإفريقي.

وذكر الوزير الصبيحي أن المغرب سيستقبل خلال هذه الدورة احد عشر وزيرا للثقافة، يمثلون دول المجموعة، وهي: أنغولا، وبوروندي، وتشاد، وجمهورية افريقيا الوسطى، ورواندا، وساو تومي وبرننسيب، والغابون، وغينيا الاستوائية، والكاميرون، والكونغو، والكونغو الديمقراطية، وحوالي أربعين ناشرا وكاتبا من افريقيا، بينهم 8 كاتبات من افريقيا الوسطى.

وحيا سفير الغابون في الرباط بحرارة عودة المغرب إلى مكانه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي، كحدث بارز عاشته القارة السمراء اخيرا ،نظرا لما يلعبه المغرب من دور محوري في دعم جسور التعاون بين اقطار افريقيا.كما عبر عن دعم المملكة المغربية لأبناء افريقيا واحتضانها للعديد منهم أثناء سنوات التحصيل الدراسي،مستدلا على ذلك بنفسه،بكونه أمضى في هذا البلد 4 سنوات للدراسة قبل أن ينخرط في السلك الدبلوماسي لبلده.

موائد مستديرة ولقاءات مباشرة

وبالأرقام، كما استعرضها الوزير الصبيحي ،سيشارك في المعرض 702 من العارضين ينتمون إلى 54 دولة منهم و353 عارضا مباشرا، سيقدمون رصيدا وثائقيا يفوق 100 الف عنوان في أكثر من ثلاثة ملايين نسخة،تمثل الكتب المنشورة خلال السنوات الثلاث الأخيرة،أكثر من خمسين بالمائة من الرصيد المعروض.

ولدى حديثه عن البرمجة،أوضح وزير الثقافة، أنه بالإضافة إلى الفقرات المخصصة للإنتاجات الثقافية لضيوف الشرف الأفارقة، سيحفل البرنامج الثقافي لهذه الدورة بالعديد من الموائد المستديرة الموضوعاتية والليالي الشعرية، واللقاءات المباشرة مع أسماء إبداعية متميزة،مشيرا إلى أن القاعات الثلاث،وهي :قاعة إفريقيا، وقاعة ابن بطوطة، وقاعة إدمون عمران المالح،ستحتضن 102 من الأنشطة الثقافية،سيشارك فيها 307 من المتدخلين،من بينهم 82 متدخلا أجنبيا.

جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة

واعتبر الصبيحي أن ابرز إضافة تعرفها الدورة الثالثة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء،تتمثل في استقبال "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" في رحاب هذا الفضاء الثقافي،لتسليم هذه الجائزة التي يمنحها سنويا،"المركز العربي للأدب الجغرافي"، الموجود في بريطانيا والإمارات العربية المتحدة،ضمن فعالياته.

وذكر أن جائزة ابن بطوطة، راكمت منذ سنة 2003،خلال دوراتها السابقة،ذخيرة مهمة من الأعمال المتوجة في صنف أدب الرحلة الذي أغنى منذ قرون،المكتبة العربية،بكنوز من الإبداعات التوثيقية المتفاعلة مع مختلف الحضارات من موقع الحوار البناء.

سياسة دعم الكتاب

ولم يفت الوزير الصبيحي أن يتحدث عن سياسة وزارته لدعم قطاع الكتاب والنشر،من خلال إحداث آلية بهذا الخصوص،يستفيد منها الكتاب والناشرون،ومكتبات البيع والجمعيات والمقاولات الثقافية عبر طلبات عروض مشاريع مؤطرة بدفتر التحملات.

أما فيما يخص حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب،الذي دأبت وزارته على تنظيمه في سياق اليوم الافتتاحي للمعرض،فقد تم تنظيمه بالنسبة للدورة الأخيرة،خارج فعاليات المعرض،خلال شهر مارس الماضي،و"ذلك لكي تحظى هذه الجائزة، في موعدها الجديد،باستقلالية تنظيمية،ووقع إعلامي جدير بهذه المكافأة الوطنية"، على حد تعبيره.

إشكالية القراءة

وخلال أجوبة الوزير الصبيحي على أسئلة الصحافة،تحدث عن إشكالية القراءة في المغرب،ومحدودية السوق،معتبرا أن حوالي مليون قارئ، من الفئات الوسطى،هم ممن يتوفر لهم الوقت والقدرة الشرائية للكتاب.

ولاحظ أنه رغم انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة في الخارج،فإن الكتاب كمصدر للثقافة،وكملاذ للمطالعة،مازال يحظى بتقدير كبير،وهذا مايلمسه الزائر خلال تنقله في وسائل النقل،مثل "الميترو" وغيرها.

ودعا الصبيحي رجال ونساء الإعلام إلى الضغط والدفع في الاتجاه الذي يخدم انتشار الكتاب،مما يساهم في تكوين المواطن الصالح، المنفتح على كل الثقافات،والقادر على مواجهة كل التحديات.