«إيلاف» من بيروت: تبدو مروحة التفاهمات السياسيّة الثنائيّة التي شهدتها الساحة اللبنانية في السنوات والأشهر الماضية آيلة إلى مزيد من التوسّع في الأيام المقبلة، و"بطلاها" هذه المرة التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان قد جمع معظم هذه التفاهمات السابقة قوى كان التقارب بينها يُعدّ ضربًا من الخيال، كالتيار الوطني الحر وحزب الله عام 2006، والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة مطلع عام 2016، والتيار البرتقالي وتيار المستقبل في الملف الرئاسي أواخر العام نفسه، واليوم جاء دور التيار الوطني الحر وحركة أمل.
ويتضمن الاتفاق بين حركة امل والتيار الوطني الحر "التأكيد" على خطوط استراتيجية عريضة شكلت نقاط التقاء بين الحزبين في عز الخلاف السياسي، أبرزها العداء مع اسرائيل ودعم الجيش الوطني ورفض الاقتتال الداخلي، وهذا الاتفاق الذي قطع شوطًا كبيرًا بحاجة الى لمسات أخيرة قبل تظهيره بطريقة لم تُحسم بعد، وسيكون بعد الإعلان عنه حصنًا اضافيًا للعهد الجديد.
بسرية تامة
ويشير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديثه ل"إيلاف" الى أنّه وبما يتعلق بورقة التفاهم بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر"، فإنّه "يتم العمل عليها بسرية تامة، وهذا أمر طبيعي لإنجاح المساعي"، مشيرًا إلى أن هناك "أمورًا كثيرة تجمع الطرفين ومن هنا كانت أهمية البناء عليها للانطلاق بخطوات أكبر إلى الأمام".
ويوضح أن الورقة ستكون أشبه بـ"اعلان مبادئ" وتحديد نقاط التفاهم ما سيريح بطبيعة الحال الأجواء ويطمئن الى حد بعيد حزب الله حليف الفريقين.
جديّة في التعاطي
أما نائب تكتل التغيير والإصلاح سليم سلهب فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أن هناك اتصالات تجري حاليًا بين التيار الوطني الحر وحركة أمل ليصار الى التفاهم بينهما، وهناك جدية في التعاطي، وهناك أمور توصلا من خلالها إلى نتيجة بينهما، وأمور أخرى تحتاج إلى المزيد من الحوار، ومن السهولة التوصل بينهما إلى تفاهم قريب.
وردًا على سؤال كيف يستفيد الطرفان من هذا التفاهم؟ يلفت سلهب إلى أن المستفيد الأكبر يبقى الوطن والجمهورية اللبنانية، من خلال تسهيل التعاطي السياسي بين الطرفين.
ولدى سؤاله هل الاتفاق بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري كامل وسينجز جميع المواضيع العالقة،&يؤكد سلهب أن الاتفاق يبقى غير كامل حتى الساعة وهناك بعض المواضيع التي تحتاج دراسة أكبر، وسوف تشمل جميع المواضيع التي يمكن التطرّق إليها.
وعن مدى مساهمة&حسن العلاقة بين أمل والتيار الوطني الحر في استمرار الحياة الصحية والصحيحة في لبنان،&يلفت سلهب إلى أن كل حوار ثنائي حتى لو لم يصل إلى نتيجة فهو يسهّل الحياة السياسية الوطنية، ولا يعتقد سلهب مع وجود لغة تشنج وشتائم ولغة حرب يمكن للحياة السياسية أن تكون صحية.
عناوين عريضة
عن العناوين العريضة التي يتفق عليها كل من التيار الوطني الحر وحركة أمل يؤكد سلهب هناك قضايا وطنية ومنها العداء لإسرائيل، ومحاربة الإرهاب، والتوافق على قانون الانتخابات وعلى المسيرة البرلمانية.
هل سنشهد اتفاقات مستقبلية بين قوى سياسية أخرى تشهدها الساحة اللبنانية؟ يؤكد سلهب أن هذا هو المطلوب، ويجب أن تكتمل الأمور مع سائر الفرقاء من خلال الحوار.
&
&
التعليقات