سوريون وأزمة الماء

تخريب منشأة نبع الفيجة حرم ملايين السوريين من الماء

قال خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن الطيران الحكومي السوري تعمد قصف نبع للمياه في ضواحي دمشق، وهو ما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه عن 5.5 ملايين يقيمون في المدينة وحولها.

وكانت الحكومة السورية اتهمت المعارضة المسلحة بتدمير نبع عين الفيجة في معركة وادي بردى.

لكن تقريرا أصدرته لجنة تحقيق أممية بين أن الاضرار التي لحقت بالنبع سببها غارتان جويتان، على الأقل.

وخلصت اللجنة إلى أن الهجوم كان غير متكافئ تماما، ويشكل جريمة حرب.

ونشر التقرير قبل يوم من حلول ذكرى بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس، بشار الأسد، التي تحولت إلى حرب أهلية، يقول ناشطون إنها أسفرت عن مقتل 320 ألف شخصا.

وشنت الحكومة السورية يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول، حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على وادي بردى، شمال شرقي طرابلس، بعد حصار دام 3 أعوام.

نبع الفيجة

الغارات الجوية ألحقت أضرارا جسيمة بمنشأة المياه في الفيجة

وتعرض نبع عين الفيجة إلى القصف في اليوم الثاني من الهجوم، وقتل في الهجوم شخص واحد على الأقل من المعارضة، وأصيبت منشآت النبع بأضرار جسيمة، وتبادل الطرفان التهم بخصوص الهجوم.

وأعلنت مصلحة المياه في دمشق انقطاع الإمدادات بالمياه، متهمة المعارضة المسلحة بتلويث المياه بالوقود.

ونظر المحققون في مزاعم الحكومة ولم يعثروا على تقارير تفيد بمعاناة أشخاص من أعراض تلوث المياه يوم أو قبل 23 ديسمبر/ كانون الأول.

لكنهم علموا من شهود أن شظايا ناجمة عن الغارات الجوية سببت أضرارا لخزانات الوقود والكلور، وهو ما أدى إلى تلوث المياه.

وفحص المحققون أيضا أشرطة فيديو للغارات الجوية وصورا للأضرار التي لحقت بالنبع، فضلا عن صور التقطت بالأقمار الاصطناعية.

وتبين لهم أن المنطقة تعرضت لعدد من الغارات الجوية الشديدة القوة شنتها القوات السورية، وهو ما جعلها تقول إن النبع استهدف عن قصد.

مدرسة

تعض مجمع مدارس قرية حاسا إلى غارات جوية

وقالت لجنة التحقيق أيضا إن القوات الجوية السورية ارتكبت جريمة حرب أخرى بقصف مجمع يضم 5 مدارس في قرية حاس الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة إدلب يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول، وكان 22 طفلا من بين القتلى البالغ عددهم 36 شخصا.

وعلم المحققون الأمميون من شهود أنه لم تكن في حاس نقاط تفتيش للمعارضة المسلحة يوم الهجوم، إذ ألقت الطائرات قنابل قرب المدارس ثم عادت بعدها بقليل لاستهداف الأولياء وعمال الإغاثة.

وتظهر صور فيديو التقطها الشهود، يعتقد أنها للغارات، طائرة سوخوي 22 تطلق قنابل، وبقايا قنابل منفجرة في المنطقة، حسب التقرير.

وتنفي روسيا، التي تشن غارات جوية دعما للرئيس بشار الأسد، أن تكون قواتها أو القوات السورية هاجمت حاس، وتقول إن صور الغارات الجوية مزيفة، ولكن المحققين الأمميين يقولون إن هذه المزاعم تفندها الأدلة.

وأشار المحققون إلى أن القوات الروسية والسورية هي وحدها التي تملك نوع القنابل التي استعملت في الهجوم، وأن القوات الجوية الروسية هي وحدها التي تستعمل طائرات سوخوي 22.

وسجلت اللجنة استعمال غاز الكلور في الحرب في العديد من المرات في الهجوم على مناطق المعارضة في دمشق وإدلب.

وخلص المحققون إلى أن القوات الحكومية أو القوات الموالية لها هي التي تقف وراء حوادث مدينة سراقب أول أغسطس/ آب، وقرية بسيمة يوم 8 يناير/ كانون الثاني، والغوطة الشرقية بين 30 يناير/ كانون الثاني، و21 فبراير/ شباط، التي أسفرت عن مقتل شخص واحد.

وتتهم المعارضة المسلحة والجماعة الإسلامية المتشددة أيضا بشن هجمات دون تمييز، أسفرت عن مقتل مدنيين.