الرياض: في خطوة لافتة، دعا حسن الصفار أبرز رجال الدين الشيعة في السعودية للمرة الأولى إلى تكثيف الوجود الأمني"في منطقتنا (محافظة القطيف) التي تحولت في الفترة الأخيرة مسرحاً لأعمال عنف بشعة".
وجاءت خطوة الصفار أمس الأربعاء خلال خطبه في مسجده في القطيف، بعد ساعات من مقتل رجل شرطة في المحافظة على يد مجهولين.
وقال الشيخ الشيعي البارز "جندي يقتل من شرطة تاروت (بلدة في القطيف) رحمه الله، كما وجدت جثة لمواطن في ممر مائي من (بلدة) العوامية، وبالأمس حادثة مقتل شاب في حي الشويكة لم تعرف ملابساتها، والبارحة شخصية بارزة وناشط اجتماعي هو المهندس نبيه آل إبراهيم تعرض لمحاولة اغتيال".
وأضاف الصفار في خطبته التي بُثت عبر موقع اليوتيوب "وأيضا (قاضي الأوقاف الشيعي محمد) الجيراني مر شهرين على اختطافه".
وأعلنت الداخلية السعودية اسماء لمطلوبين قالت إنهم اختطفوا الجيراني، الذي أدان في لقاءات إعلامية مراراً "الإعمال الإرهابية في القطيف والعوامية".
وتابع: "مجتمعنا الذي كنا نفاخر بسلميته وكنا نفاخر بالهدوء في منطقتنا، لماذا تحولت منطقتنا مسرحاً لأعمال العنف".
وطالب "الحكومة بالحد من هذا الإنفلات الأمني، ونطالب أنفسنا ومجتمعنا بمحاصرة ومواجهة هذه التوجهات العنفية الإجرامية التي تشكل خطراً على المجتمع".
والصفار الذي يوصف بأنه من رجال الشيعة المعتدلين بالسعودية، كان يقود المعارضة الشيعية السعودية في لندن، قبل أن يعود بعد اتفاق مع الحكومة السعودية هو ورفاقه إلى المملكة عام 1993.
ربطت الصفار بعدها علاقة جيدة بالحكومة حتى أنه خلال زيارته لواشنطن قبل خمس سنوات استقبله السفير السعودي حينها (وزير الخارجية حالياً) عادل الجبير، لكن هذه العلاقة شهدت بروداً في الثلاث سنوات الأخيرة، خصوصاً بعدما وقع الصفار وآخرون على بيان يحتج على اعتقال سعوديين شيعة، قالت الرياض إنهم شكلوا خلية تجسس لصالح إيران، وصدرت ضد بعضهم أحكاماً بالإعدام قبل أشهر.
وقُتل نحو ثلاثين رجل أمن، إضافة إلى عدد آخر من المدنيين في المناطق الشيعية شرق البلاد خلال الخمس سنوات الماضية في هجمات تقول وزارة الداخلية السعودية إن منفذيها "إرهابيون ويرتبطون بدولة أجنبية" في إشارة إلى إيران.
التعليقات