لندن: قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي كانت اول زعيم أجنبي يلتقي دونالد ترامب في البيت الأبيض بعد انتخابه "بودي ان اعتقد اننا انسجمنا مع احدنا الآخر" مشيرة الى ان انتخاب ترامب كان "فوزا انتخابيا مذهلا لأنه شخص لم يكن يمارس السياسة". &

وكانت ماي وصفت تصريحات ترامب عن المرأة قبل انتخابه بأنها "غير مقبولة" &وقبل زيارة واشنطن طالبتها آلاف النساء بمواجهته حول هذه التصريحات. &وحين سُئلت ماي في مقابلة مع مجلة "فوغ" عما إذا أثارت هذا الموضوع معه اجابت "نحن لا نعلق على ما يجري من أحاديث في مجالس خاصة وكل ما سأقوله هو اني كنت&واضحة جداً. &فأنا لا أخاف من إثارة القضايا" مؤكدة ان طبيعة العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة تتيح "ان نكون صريحين ومنفتحين مع بعضنا البعض". &&وقالت المؤرخة اماندا فورمان "ان ماي اقرب ايديولوجيا الى هيلاري كلينتون منها الى ترامب". &

كثيراً ما تُشبه ماي برئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر التي كانت معروفة بلقب "المرأة الحديدية". &ورداً عما إذا كانت هذه المقارنات الدائمة تزعجها قالت "هناك مارغريت ثاتشر واحدة ، أنا تيريزا ماي وأفعل الأشياء على طريقتي". &

لاحظ مراقبون ان ماي خلال حملة الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي كادت تتوارى عن الأنظار حتى انها نالت لقب "ماي الغواصة" وتردد ان ديفيد كاميرون طلب منها في 13 مناسبة منفصلة ان تدعو الى بقاء بريطانيا لكنها رفضت. &وفي النهاية صوتت مع البقاء وهي تقود الآن عملية الطلاق بعد فوز معسكر الخروج من الاتحاد الاوروبي. &

انعدام الثقة&بين الشعب والسياسيين

قالت ماي ان تنفيذ الوعود أهم من نتيجة الاستفتاء لافتة الى "ان من بين الأشياء التي رأيناها خلال السنوات الأخيرة في السياسة هو انعدام الثقة المتزايد بين الشعب والسياسيين" وبعد ان تعهد البرلمان تنفيذ ارادة الشعب عليه الآن ان يفي بوعده. &وأوضحت رئيسة الوزراء قائلة "نعم ، أنا صوَّتُ مع البقاء ولكن المهم ان يشعر البلد انه يريد ان يكون موحداً". &

ولتحقيق هذه الوحدة يتعين على ماي ان تنفذ رغبات نصف الشعب مع إبقاء قدم في معسكر النصف الآخر. &وأثار هذا الخيار الصعب تساؤلات عن موقف ماي الحقيقي. &وحين سُئلت عما تؤمن به أجابت "إذا أمكن تلخيص ذلك فهو الايمان بالفرصة والحرية والأمن". &وعما إذا كان الأمن يأتي قبل الحرية قالت رئيسة الوزراء البريطانية "اعتقد ان من المهم ان نتأكد دائماً من الحفاظ على الحريات الأساسية التي نتمتع بها لأنه إذا فقدتَ حريتَك فان هذا يعني ان الارهابيين بدأوا ينتصرون في الحقيقة". &

كان هوبرت بريسيير والد ماي المولودة في عام 1956 قساً ودرست الجغرافية في جامعة اوكسفورد لكنها كرست الكثير من وقتها للسياسة. &وتزوجت من المصرفي فيليب ماي بعد ان عرَّفتها عليه بنازير بوتو التي اصبحت رئيسة وزراء باكستان وتعرضت للاغتيال في عام 2007. وتقول عضو مجلس اللوردات المحافظة آن جينكن ان فيليب "لا يعترض على المشي خطوة وراء زوجته". &&ويعيش الزوجان في قرية هادئة اشترى جورج وأمل كلوني بيتاً فيها. &

ماي تحب الطهي وتقول "لدينا نظام جيد جداً. &أنا أطهو وهو يضع كل شيء في غسالة الصحون". &ولكن وقتها لا يتسع هذه الايام للطهي. &وقالت ماي انها تتخاصم مع زوجها حول ما يتخاصم عليه غالبية الناس مثل "مَنْ يمسك بيده جهاز "الريموت كونترول"؟ وماذا نريد ان نشاهد الليلة؟" برنامجه المفضل أو برنامجها هي. &

من النواحي المهمة التي تختلف فيها ماي عن ثاتشر دعمها الصريح لحقوق المرأة. &وصُورت في عام 2006 بقميص تي ـ شيرت طُبعت عليه عبارة تقول &"هكذا تكون النسوية". &وحين سُئلت خلال المقابلة مع فوغ عما إذا كانت لم تزل تسمي نفسها نسوية ترددت قبل ان تقول ضاحكة "لم أُفكر في ذلك منذ زمن طويل". &

ملابس ماي

من الحريات الصغيرة التي سعت ماي الى حمايتها لنفسها هي القدرة على ارتداء الملابس التي تعجبها. &ولا يوجد لدى ماي مستشارون بشأن ملبسها وهي تشتري ملابسها من متجر في مدينة هينلي قرب دائرتها الانتخابية. &ورغم انها كثيرا ما ترتدي ملابس من تصميم اماندا ويكلي فانها لا تشعر انها ملزمة بارتداء ملابس ذات علامات بريطانية. &وتحتج رئيسة الوزراء قليلا حين ينتقدها الصحافيون لأنها ارتدت قطعة ما أكثر من مرة. &وقالت "ليس هناك كثيرون يشترون اشياء لارتدائها مرة واحدة فقط". &ولكن ملابس ماي اوقعتها في متاعب.

فان ارتداءها سروالا جلدياً بنياً سعره نحو 1000 جنيه استرليني اثناء مقابلة مع صحيفة صندي تايمز اثار عليها موجة انتقادات حتى من سياسيين محافظين مثلها. &وفي هذا الشأن قالت ماي ان ملابسها كانت تثير تعليقات طيلة حياتها السياسية. &"ولكن ذلك لا يمنعني من الخروج والتمتع بالموضة ، واعتقد ايضا ان من المهم أن اكون قادرة على ان أُبين ان المرأة تستطيع ان تؤدي عملا كهذا وتبقى مهتمة بالملابس". &

سُئلت ماي لو كانت لديها قوة خارقة ماذا ستكون هذه القوة فأجابت "اعتقد اني أُريد التأكد من توفر الماء النظيف لكل شخص في العالم وما يكفي من الغذاء بحيث لا نرى جياعاً". &

وعن النصيحة التي تقدمها للفتاة التي تطمح في ان تكون رئيسة وزراء قالت "كوني نفسك وإذا تعرضتِ الى أي انتكاسات لا تظني ان السبب هو كونك فتاة". &

خلال زيارة قام بها ماي لإحدى المدارس سألها طفل بصوت خافت عن راتبها. &وكان جوابها "أنا اتقاضى راتبين ، راتب بصفتي عضوا في البرلمان وراتب بصفتي رئيسة الوزراء. &وإذا جمعتم الراتبين...." ثم اجرت عملية حسابية سريعة عما إذا كان يستحق الطفل اجابة صريحة وخلصت الى ان راتبها معروف للجميع وقالت "انه 142 الف جنيه في السنة". &وارتفعت آهات التعجب من 360 طفلا كانوا في قاعة المدرسة. &

&

اعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن مجلة «فوغ». &الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.vogue.com/article/british-prime-minister-theresa-may-interview-brexit-political-views

&

&