إيلاف من لندن: كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية اليوم عن قيام تنظيم داعش باعدام &مئات المحتجزين بينهم عناصر للقوات العراقية ودفن جثثهم في موقع قريب من الموصل.
وأشارت المنظمة في تقرير لها الاربعاء تابعته "إيلاف" أن عدة شهود عيان ابلغوها أن جثث القتلى منهم أفراد من قوات الأمن العراقية، رميت في حفرة طبيعية في موقع يُعرف باسم الخفسة، 8 كيلومترات جنوب غرب الموصل. وقال سكان محليون إن داعش زرع قبل انسحابه من المنطقة في منتصف فبراير الماضي ألغاما أرضية بدائية توصف أحيانا بالعبوات الناسفة أو الشراك الخداعية.
رمز لإجرام داعش
وقالت لما فقيه نائبة مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "هذه المقبرة الجماعية هي رمز لإجرام داعش وسلوكه المنحط - إنها جريمة هائلة. وضع ألغامًا أرضية في مقبرة جماعية هو محاولة واضحة من داعش لإلحاق أكبر ضرر ممكن بالعراقيين".
ودعت رايتس ووتش السلطات العراقية إلى إعطاء الأولوية لتحديد وتسييج الموقع لحماية المقبرة الجماعية والسكان المحليين حتى تُزال الألغام من الموقع. وقال السكان إن المياه تمر عبر قاع الحفرة، مما يُصعّب استخراج الرفات البشرية منها وإذا كان ممكنا استخراج الجثث، يجب أن تتم العملية وفق المعايير الدولية . وطالبت السلطات بتحويل الموقع إلى نصب تذكاري ودعم أسر الضحايا الذين يلتمسون العدالة لحالات الإعدام هذه.
عشرات المقابر الجماعية
والموقع هو واحد من عشرات مقابر داعش الجماعية التي عُثر عليها بين العراق وسوريا، ولكن يمكن أن يكون الأكبر المكتشف حتى الآن، وفقا لـ هيومن رايتس ووتش التي أشارت إلى أنه في حين أنه ليس من الممكن تحديد عدد من أُعدموا في الموقع، تشير تقديرات السكان إلى أنه يصل إلى الآلاف، استنادًا إلى عمليات الإعدام التي شاهدوها وما أخبرهم به مقاتلو داعش في المنطقة.
وقد سيطرت القوات العراقية على الموقع منتصف فبراير &وزارت هيومن رايتس ووتش الموقع في 7 مارس الحالي لكنها لم تتفقد الحفرة عن قرب بسبب الألغام الأرضية حيث قتلت عبوة ناسفة يدوية الصنع تُركت في المكان صحافيا و3 عناصر أمن عراقيين على الأقل في 25 فبراير الماضي.
وقال السكان إنهم شاهدوا عمليات إعدام جماعية متعددة في الحفرة التي يبلغ قطرها 35 مترا، وأحيانا على أساس أسبوعي بدءا من يونيو 2014 وحتى مايو أو يونيو 2015.. واكدوا أنهم سمعوا مقاتلي داعش يتحدثون عن عمليات إعدام أخرى لأعضاء سابقين في الشرطة وقوات الأمن العراقية، وأعضاء في "قوات الصحوة"، القوة السنية التي قاتلت مسلحي القاعدة بين عامي 2007 و 2008.
فرق مدربة لكشف رفات بشرية في مسرح جريمة
وقد يكون بعض الضحايا ممن اُحتجزوا في سجن بادوش، 10 كيلومترات غرب الموصل، الذي استولى عليه داعش في 10 يونيو 2014 وفي ذلك اليوم، أعدم مقاتلو داعش حوالي 600 سجين في وادٍ في الصحراء المجاورة كما أخبر 9 ناجين هيومن رايتس ووتش.
وفي 11 مارس الحالي أعلنت قوات الأمن العراقية عثورها على مقبرة جماعية أخرى على مسافة 2 كيلومتر تقريبا من سجن بادوش تضم بين 500 و600 رجل - رغم أنه من غير الواضح كيف تم تحديد الأرقام. وفي 13 مارس تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى قائد عسكري عراقي زار الموقع قبل 4 أيام وشهد استخراج القوات العراقية الجثث هناك. وفي 15 مارس أخبر لواء في الفرقة التاسعة في الجيش العراقي المنظمة عن قيام خبراء طبيين من بغداد باستخراج حوالي 400 جثة من الموقع تحت إشراف الفرقة.
فواز عبد الأمير من "اللجنة الدولية لشؤون المفقودين"، منظمة دولية تعمل على وضع إجراءات فعالة لحماية المقابر الجماعية وإستخراج الجثث، قال ان "هذه الحفريات غير مقبولة ويجب أن تقوم بها فرق مدربة ذات خبرة كافية كونها تتعامل مع رفات بشرية في مسرح جريمة". وهذا ثاني تقرير يتطرق إلى عمليات استخراج جثث مرتجلة وغير مهنية تتم دون إذن.
جريمة ضد الانسانية
وشددت هيومان رايتس ووتش على أن عمليات القتل واسعة النطاق أو الممنهجية المرتكبة من قبل دولة أو جماعة منظمة كجزء من هجوم ضد السكان المدنيين - ضمن سياسة&لارتكاب القتل - تشكل جريمة ضد الإنسانية. يشكل القتل المتعمد للمدنيين والأسرى المدنيين أو العسكريين خلال نزاع مسلح جريمة حرب.
وأشارت إلى أنه لتسهيل المحاسبة عن هذه الجرائم، على العراق المصادقة على "نظام روما الأساسي"، مما يمنح "المحكمة الجنائية الدولية" الصلاحية القضائية تجاه جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة هناك. يجب أن يشمل القانون العراقي محاكمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. واكدت انه على جميع أطراف النزاع في العراق احترام معاهدة أوتاوا (حظر الألغام) لعام 1997، التي صادق عليها العراق.
وقالت لما فقيه "من المفهوم تماما أن للناس رغبة ملحة في استخراج رفات أحبائهم من قبور داعش الجماعية لكن عمليات استخراج الجثث السريعة تضر جدا بفرص تحديد الضحايا والحفاظ على الأدلة &وبينما قد يكون استخراج جثث القتلى في الخفسة صعبا فإن على السلطات القيام بما في وسعها لضمان وصول أولئك الذين فقدوا أحباءهم هناك إلى العدالة".
&
&
&
التعليقات