فيما انطلقت اليوم العمليات العسكرية لتحرير أيمن الموصل بغربها، فقد أشار قائد عسكري أميركي إلى أنّها ستكون صعبة وسط توقعات بنزوح 400 الف مدني من المدينة.. في حين نجحت القوات العراقية في الساعات الاولى من المعارك،&في تحطيم دفاعات داعش وتحرير عدد من القرى من سيطرة التنظيم.
إيلاف من لندن: أعلن الفريق الركن عبد الامير يارالله، قائد عمليات "قادمون يانينوى"، أن القوات المشاركة حاليًا في معركة استكمال تحرير مدينة الموصل هي قوات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي.
وقال في بيان تابعته "إيلاف" اليوم، "على بركة الله وبهمة الابطال، انطلقت فجر هذا اليوم الاحد الموافق التاسع عشر من فبراير 2017 المرحلة الثالثة من عمليات قادمون يا نينوى، لتحرير المناطق المتبقية في الجانب الأيمن وغرب الموصل، وتخوض قواتكم المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي الآن معارك الشرف التي يستبسل بها ابناؤكم، وهم يتسابقون بمعنويات عالية وإرادة لا تلين في تنفيذ المهام المكلفين بها باتجاه الاهداف المحددة لهم.. وسنوافيكم بالتفاصيل اولاً بأول عن الانتصارات المتحققة".
ومن جانبه، اعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قطعات الشرطة الاتحادية تتقدم باتجاه اهدافها المرسومة في تلال ابوسيف ومطار الموصل والمناطق المحاذية لنهر دجلة، تحت غطاء جوي من طيران الجيش العراقي ومدفعية ميدان الاتحادية.
واضاف في بيان أن قوات فرقة النخبة والفرقة الخامسة شرطة اتحادية تستكمل تطهير قرية العذبة وتتقدم باتجاه قريه الكافور وقتلت 3 قناصين ودمرت 5 مواضع دفاعية للعدو. وأشار إلى أنّ "طائراتنا المسيرة ترصد جميع دفاعات العدو ومفارز التعويق ومضاداتنا جاهزة لتدمير مفخخاته وطائرته المسيرة".
تحرير قرى
ومع الساعات الاولى لانطلاق المعارك، فقد تم الاعلان عن تحرير قطعات الشرطة الاتحادية قرية عذبة على طريق الموصل - بغداد و قرية اللزاكة على الطريق القديم حمام العليل - الموصل وسيطرت على محطة الكهرباء الرئيسية في لزاكة ورفعت العلم العراقي فوق المباني.
كما حررت قطعات الفرقة التاسعة قرية باخيرة غرب الساحل الأيمن.. فيما اقتحم اللواء السادس والعشرون في الحشد الشعبي صباح اليوم الساحل الأيمن للموصل من منطقة العربيد، ودمر دفاعات تنظيم داعش الإجرامي.
وقال الحشد في بيان إن قوات اللواء السادس والعشرين التابع للحشد الشعبي اقتحمت الساحل الأيمن للموصل من منطقة العربيد ودمرت دفاعات تنظيم داعش.&
أف 16 تهاجم مقرات داعش
اما وزارة الدفاع العراقية، فقد اعلنت عن مقتل 7 دواعش وتدمير عدد من مقرات التنظيم بضربات جوية في الجانب الأيمن من الموصل. وقالت في بيان "إن طائرات التحالف الدولي نفذت استناداً إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن عدة ضربات جوية استطاعت خلالها تدمير معمل لتفخيخ العجلات، وقتل 7 إرهابيين آخرين في منطقة حي الثورة والبوسيف في الجانب الأيمن من الموصل".
واضافت أن طائرات قيادة القوة الجوية، بواسطة طائرات 16 Fنفذت استناداً إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن عدة ضربات جوية مركزة استطاعت خلالها تدمير 4 مقرات ومركزين للاتصالات تابعة لعصابات داعش الإرهابية في منطقة حي الجوسق الواقعة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
معركة صعبة
وتعليقًا على بدء معارك تحرير غرب الموصل اليوم، قال قائد قوات المهام المشتركة لعملية العزم الصلب اللفتنانت الجنرال ستيفن تاونسند، إن معركة الموصل تعتبر صعبة لأي جيش في العالم.
وأشار تاونسند في بيان وزعته السفارة الأميركية في العراق: "أتمنى حظاً سعيداً لجنود الجيش والشرطة العراقيين الشجعان الذين يقاتلون اليوم من أجل تحرير بلدهم وجعل المنطقة والعالم مكانًا أكثر أمنًا".
واضاف أن المعركة من أجل التحريرالكامل للموصل لا يمكن أن تأتي سريعًا بما فيه الكفاية لمئات الآلاف من المواطنين العراقيين الذين عانوا الكثير خلال عامين في ظل القمع والظلم من داعش في غرب الموصل، وهي الفترة التي ارتكبت فيها داعش فظائع مروعة وأرهبت أهالي الموصل.
واكد ان "قسوة ووحشية داعش على السكان المدنيين أظهرتا أنها ليست مجرد تهديد في العراق وسوريا ولكن للمنطقة والعالم بأسره، وعلى مدى العامين الماضيين وعلى وجه الخصوص في هذه الاشهر الاربعة الماضية في الموصل أثبتت القوات العراقية أنها قوة قادرة للغاية وهائلة وجدية ومهنية وصمدت بوجه الارهاب".
وقال إن "قوات الامن العراقية واقفة بعزم ضد العدو الذي يستخدم وسائل قاسية للتشبث بالسلطة من العجلات الانتحارية والعبوات الناسفة وطائرات مسيرة عن بعد محملة بالمتفجرات والاسلحة الكيميائية".
وأوضح أنه في حين يستهدف داعش المدنيين دون تمييز، فإن قوات الامن العراقية فعلت كل ما في وسعها لحماية المواطنين في مدينة الموصل، من كل الطوائف والاديان.. وقال: "لقد أظهروا حقًا لكل العراق انه ما كان لها الا أن تكون أمة موحدة".&
وأشار إلى أنّه على مدار هذه السنتين الماضيتين، ضم التحالف أكثر من 65 أمة إتحدت لهزيمة داعش، ويساهم التحالف في هزيمة داعش من خلال خمس وسائل: تدريب وتجهيزالقوات العراقية وتمكينها من تقديم المشورة والمساعدة لقياداتها وتوفير المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية ودعم المراقبة ومن خلال الغارات الجوية والبرية المدققة ضد أهداف عسكرية مشروعة لداعش.
وأوضح ان التحالف الدولي ضد داعش قد نفذ لحد الآن اكثر من 10 آلاف ضربة جوية ضد أهداف داعش ودرب وجهز أكثر من 70 الف فرد في القوات العراقية لدعم العمليات العراقية.
&
نزوح جماعي
وتوقعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق أن تؤدي معارك تحرير أيمن الموصل إلى نزوح 400 ألف مدني وفرض حصار على المدينة القديمة المكتظة بالسكان التي تضم الاسواق العتيقة والمسجد الكبير وأغلب المباني الإدارية الحكومية.
وقالت ليز غراندي، في تصريحات صحفية، إن هذه معركة مختلفة لها تبعات هائلة على المدنيين، ولذلك يجب أن نواجه احتمال فرض حصار على المدينة القديمة. وأضافت أن الأمم المتحدة بحثت العديد من الخيارات لضمان وصول الغذاء والدواء والماء للمدنيين، حال حدوث مثل هذا السيناريو.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 800 ألف مدني يعيشون في الأحياء الغربية من أيمن الموصل، وتقول إن حوالي نصفهم قد يفرون من منازلهم في أسوأ الأحوال، وهو ما يمثل ضعف عدد من نزحوا بسبب معركة السيطرة على أيمن الموصل شرقها.&
يأتي ذلك في وقت تتضاءل إمدادات الغذاء والوقود في غرب الموصل، حيث أغلقت الأسواق والمتاجر وندرت المياه الجارية وانقطعت إمدادات الكهرباء في عدد من الأحياء أو أصبحت تأتي على فترات.
&العبادي يطلق عمليات تحرير أيمن الموصل
وفجر اليوم، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من سيطرة تنظيم داعش، التي فرضها على المدينة الشمالية في يونيو عام 2014.
&وقال العبادي في بيان، اطلعت على نصه "إيلاف"، الاحد، "نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات قادمون يا نينوى لتحرير الجانب الأيمن من الموصل".. مضيفًا "تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب داعش، لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض".&
وكان العبادي اعلن في 24 يناير الماضي أن القوات العراقية قد استعادت من تنظيم داعش شرق الموصل "أيسرها"، وأن المعركة تنتقل إلى الجانب الغربي من المدينة. والجانب الغربي من الموصل الذي يطلق عليه سكان المدينة بالساحل الأيمن أصغر من حيث المساحة، لكن كثافته السكانية مقارنة بالجانب الشرقي اكثر ويعدّ معقلاً تقليديًا قديمًا لعناصر داعش.
وتنتشر قوات تابعة لوزارة الداخلية ومن الشرطة الاتحادية منذ نوفمبر الماضي، في مواقع على الاطراف الجنوبية من مطار الموصل، التي تربط احياء جنوبية للمدينة بالضفة الغربية من نهر دجلة.&
&
التعليقات